المسافة سفر.. ماذا تكشف الأفلام الفلسطينية في مهرجان القاهرة السينمائي عن واقع اللاجئين؟

منذ 7 ساعات
المسافة سفر.. ماذا تكشف الأفلام الفلسطينية في مهرجان القاهرة السينمائي عن واقع اللاجئين؟

ويتطلع جمهور مهرجان القاهرة السينمائي إلى رؤية جميع الأفلام الفلسطينية ضمن فعاليات المهرجان، الذي سيقام في الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر، حيث تكون قاعة العرض ممتلئة دائمًا. وتشمل عروض اليوم الأخير للمهرجان “من المسافة صفر”. البرنامج الذي ضم أكثر من 20 فيلما قصيرا من قطاع غزة.

وقبل بدء العرض وقف الجمهور دقيقة صمت على أرواح شهداء غزة والضفة الغربية بناء على طلب ليالي بدر المستشار الفني لمشروع “من مسافة صفر”. ووجه بدر كلمة شكر لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وقال: “تحية لمهرجان القاهرة على خلق تظاهرة سينمائية شاملة للسينما الفلسطينية، وتحية لمصر العظيمة على دعمها المستمر لنضال الشعب الفلسطيني”. ولن نتوقف، ورغم كل شيء سنبقى صامدين”.

افتتح العرض الإعلامي محمد نبيل، الذي أكد استعداد الفنان حسين فهمي مدير المهرجان لعرض أفلام فلسطينية وعروض «من مسافة صفر»، وهو ما برأيه تتويج للمهرجان وتكريم له.

ورحب نبيل بضيوف المهرجان وبعض من صناع السينما الحاضرين منهم: المخرجة هنا عليوة، والمخرج تامر نجم، والمخرج رسمي داما، والناشط والشاعر زين العابدين فؤاد، والملحق الثقافي ناجي الناجي.

وركزت الأفلام المعروضة على معاناة الملايين من النازحين في قطاع غزة بعد الحرب التي بدأها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع المحاصر منذ 7 أكتوبر وحتى الوقت الحاضر. وأظهرت جميع المشاهد الوثائقية في الأفلام حالات نزوح وخسارة ودمار ومنازل مدمرة كلياً أو جزئياً، وامتلاء الشوارع والأسواق بالنازحين في الخيام.

في البداية عُرض فيلم “سيلفي” وكانت بطلته امرأة من غزة نزحت إلى رفح بفلسطين. وروت قصتها في الخيمة وكيف عاشت بلا خصوصية بحثاً عن الحليب وطفلها وغلاء الأسعار، كما زارت منزلها الذي تعرض للقصف جزئياً وتحدثت عنه. صور قديمة من داخل المنزل .

فيلم “لا إشارة” قصير جدًا ويركز فقط على البحث عن المفقودين بين الأنقاض. وأعقب ذلك فيلم “عذرا سينما” الذي يحكي حياة مخرج فلسطيني كان في عداد المفقودين، وكانت لديه طموحات كبيرة في صناعة الأفلام والذهاب إلى المهرجانات المختلفة. ثم بدأ في تكسير جميع أخشاب المنزل، حتى معدات التصوير الفوتوغرافي، لإشعال النيران وإطعام أطفاله. وتقتصر كل أحلامه حالياً على إيجاد الطعام لعائلته النازحة. وفي نهاية الفيلم يقول: «كانت الأولوية العثور على الحطب لإشعال النار. سأتخلى عن حالة المخرج الجائع الذي يوثق حالة الجوع في بلاده”.

وتم توثيق الأفلام التي أظهرت لحظات القصف والخوف والهروب بين الركام، بمقاطع حقيقية صورها مؤلفوها ودمجتها في السياق المسجل للأحداث. هناك بعض الأفلام التي تحاول العثور على الأمل وسط الدمار، والأحلام هنا بسيطة للغاية ويمكن تلخيصها في: الحصول على بعض الماء للاستحمام. وهي رحلة صعبة تستحق التوثيق من خلال حياة نازح في الخيمة، كما في فيلم “كل شيء على ما يرام”.

وتنوعت الأعمال المقدمة بين الأفلام الوثائقية القصيرة والروايات القصيرة والرسومات، ومن الأفلام التي مزجت بين التصوير الواقعي والرسومات كان فيلم Soft Skin الذي ركز على الأطفال في خيام النزوح، وتحديداً الكتابة على أجساد الأطفال. وهي حالة من الذعر والرعب تسيطر على الناس بعد أن تناثرت أشلاء المواطنين إثر التفجير. أصبح جمع الجثث أمرًا شائعًا، وقرر الناس كتابة أسماء أطفالهم على أجسادهم حتى يتمكنوا من التعرف عليها وجمعها عند تناثر الجثث إذا كانت بها أجزاء.

ركزت بعض الأفلام على أصوات الأطفال ومشاعرهم بعد الكتابة على أجسادهم من خلال الاستماع إلى أحاديثهم ونقل ما يدور بداخلهم حول الموضوع. وقالت إحدى الفتيات الصغيرات: “رفضت أن يكتب أحد على جسدي، ولم يرغبوا في التقاط جسدي بعد القصف”. وروت الفتاة أنها قامت أيضاً بمسح اسم أخيها الصغير من جسده ، لأنهم لم يستطيعوا النوم بسبب الخوف عندما كتبت أمهم على أجسادهم.

وتميزت الأفلام المعروضة بمحتواها الصعب، الأمر الذي جعل بعض المشاركين يشعرون بالحزن والبكاء بسبب تدهور حياة الأخوة الفلسطينيين في غزة بسبب الاحتلال الإسرائيلي وأعماله الإجرامية ضد هذا الشعب، وتضمنت الأفلام وثائقية صعبة المشاهد، خاصة حول الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم تحت أنقاض المنازل المدمرة.


شارك