عصام زكريا مدير مهرجان القاهرة السينمائي: تم تدبير انقلاب ضدي قبل المهرجان بأسبوعين.. ولن أستمر في هذه الأجواء الفاسدة

منذ 3 ساعات
عصام زكريا مدير مهرجان القاهرة السينمائي: تم تدبير انقلاب ضدي قبل المهرجان بأسبوعين.. ولن أستمر في هذه الأجواء الفاسدة

– حسين فهمي أحدث شرخا بيني وبين فريق العمل.. ولم أتمكن من أداء مهامي بشكل طبيعي – الجمهور البطل الحقيقي للدورة الـ45.. وما تحقق يتوافق مع 50% من طموحاتي المهرجانات السينمائية تحتاج إلى صرامة لطيفة في تطبيق النظام.. سمعة القاهرة ليست مسؤولية صناعها فقط – فيلم درة لم يأت إلى المهرجان سرا ولم يأت من بئر السلام. لو عُرض في الجونة لما اعترض أحد – ليس صحيحا أننا تلقينا أموالا مقابل إطلاق الفيلم المغربي المدبلج ترجمة الأفلام إلى اللغة العربية ليست حقًا مكتسبًا ولا واجبًا علينا

 

لم يظهر مدير مهرجان القاهرة السينمائي، الناقد عصام زكريا، على خشبة المسرح في حفل افتتاح الدورة الـ45. كما لم يكن حاضرا في حفل الختام، مما زاد من الجدل والتكهنات حول رغبته في ترك منصب المهرجان السينمائي بعد اختتام هذه الدورة، من جهة بسبب خلافه مع رئيس المهرجان الفنان حسين. فهمي، ومن ناحية أخرى بينه وبين فريق المهرجان.

«الشروق» التقت الناقد عصام زكريا لتواجهه بالانتقادات التي واجهها في الدورة الـ45، في حوار لم يخلو من الصراحة، قبل أن تكشف عن رغبته المفاجئة في ترك منصبه، وشرح الأسباب التي دفعته لاتخاذ هذا القرار. .

*ماذا حققت في الدورة الـ45 لأحلامك؟

وبسبب شخصيتي وعملي كناقد قبل أن أصبح مديرا للمهرجان، فأنا لا أنظر إلى ما تم تحقيقه، بل أتوقف عند ما كان ينبغي أن يتحقق ولم يحدث، ولكن إذا أردت إجابة على سؤال: ما تم تحقيقه يتوافق مع 50% من طموحاتي لهذه الدورة وما أردت تحقيقه وبالتالي نسبة رضاي عن هذه الدورة هي أيضا 50% فقط والسبب في ذلك هو أن هناك تفاصيل كان من الممكن تحقيقها أفضل إدارياً وتنظيمياً المقدمة، ولو كانت تفاصيل بسيطة، مثل: على سبيل المثال، تأخير لمدة 5 أو 10 دقائق في العرض التقديمي أو وجود مشكلة مع شخص يدخل هنا أو هناك.

أردت أن يسير المهرجان بأفضل شكل ممكن. لقد بذلنا قصارى جهدنا وفي النهاية يعود التقييم للجمهور.

* إذا قرر المرء البدء بما لم يتحقق بعد.. فهل كان لدى البعض انطباع بعدم وجود إرادة لحل المشاكل والأخطاء التنظيمية؟

لقد كنت في خضم الأمور طوال الوقت وحاولت شخصيًا حل المشكلات قدر الإمكان، بل وقمت بتنظيم دخول الأشخاص الذين لديهم مشكلة.

*هل وجود مدير المهرجان نفسه الذي ينظم عملية الدخول يعني اعتراف بعدم وجود نظام واضح وصارم؟

الأخطاء التنظيمية التي حدثت في تقديم بعض الأفلام شائعة حتى في المهرجانات العالمية، وخاصة الأفلام ذات الطلب الكبير، لكني أتصور أنه بعد أزمة فيلم “أبو زعبل” تم حل المشكلة ولم تتكرر على الإطلاق عروض المهرجان، حتى فيلم “الربيع يأتي مع الضحك”. “كان هناك إقبال كبير وجمهور كبير، في النهاية جاء الجميع إلى العرض.

*دخلت العرض ولكن بعد ذلك أيضاً حدثت مشكلة في تنظيم الدخول مما سبب توتراً لدى الحضور؟

مشكلة تنظيم القبول لا بد من إعادة النظر فيها في الاجتماعات المقبلة، إذ أن هناك ثلاث جهات مسؤولة فعلياً عن القبول: أمن الأوبرا، وشركة التذاكر الخاصة بي، والفريق الذي يوظف المهرجان. ومن الطبيعي أن يتولى أحد الأطراف مسؤولية تنظيم الدخول، مدركاً طبيعة المهمة الموكلة إليه، ويرتب كل شيء معها منذ البداية حتى يسير التعامل مع الناس بسلاسة أكبر.

*ما هي الأخطاء التي تتحملها إدارة المهرجان وما هي الأخطاء الخارجة عن إرادتكم؟

ومشكلة تأخر طرح الفيلم سببها وجود سجادة حمراء لصانعي بعض الأفلام، الأمر الذي استغرق وقتا أطول من المخطط له، وتطلب الالتزام بالمواعيد من قبل جميع الأطراف. جزء من التأخير كان أخطاء تنظيمية، والجزء الآخر تحمله صناع الفيلم أنفسهم، الذين لم يلتزموا بمواعيد التسجيل المقررة، وأحيانا كان السبب هو عدم التزام ندوة الفيلم السابقة بجدولها الزمني، مما أدى إلى إلى تأخير عرض الفيلم التالي، لكن الجميع حذر من حل المشكلة ليبدأ عرض الأفلام في الوقت المحدد.

*هل كان الأمر بحاجة إلى معالجة أكثر صرامة، خاصة أن هناك شكاوى من الدخول والخروج في أي وقت واستخدام الهواتف دون رادع؟

تحتاج المهرجانات السينمائية إلى الدقة والذوق الرفيع والأخلاق الحميدة في التعامل مع الجمهور، ويجب ألا تكون صاخبة في تطبيق النظام حتى لا تضر المهرجان وسمعة البلاد بشكل عام. ولعل مشكلة التصوير بالهاتف المحمول هي أكبر مشكلة تحتاج إلى حل، لأن ضمان الأفلام يتضمن ضمان عدم قيام أحد من الجمهور بفتح الهاتف المحمول في القاعة، وهذا على الرغم من نشر إشعار مسبقاً. للأسف، عند مشاهدتنا للأفلام في دور السينما بشكل عام، وليس فقط في مهرجان القاهرة السينمائي، لدينا مشكلة في سلوك البعض، ويجب أن يكون هناك وعي عام بأهمية الالتزام بالنظام بسبب سمعة المهرجان ليست مسؤولية صناعه فقط ولكن مسؤولية كل من يأتي إلى المهرجان، كما نرى في الخارج، لا أحد يرمي ورقة على الأرض لأنه يعلم أن هذه نداء وطنه.

*لكن المهرجانات بدأت تتخذ إجراءات لإجبار الجمهور على احترام العرض، ومنها إبقاء الهاتف في علبة مغلقة تفتح بعد انتهاء العرض؟

وربما يكون هذا حلاً معقولاً للتعامل مع الجمهور، ليعلم كل من يأتي إلى المهرجان لمشاهدة فيلم أنه لن يستخدم هاتفه لمدة ساعتين.

* كانت هناك مشكلة أخرى تتعلق بالحجز الإلكتروني وعدم استبدال أو استرداد التذكرة. لماذا لم يتم حلها؟

هذه المشكلة حقيقية وأتمنى أيضا أن يتم معالجتها في الجلسات القادمة خاصة فيما يتعلق بمسألة حق تبديل التذكرة أو إلغاء الحجز إذا لم يتمكن الشخص من الحضور على الأقل حتى لا ينتهي الأمر في أزمة نظامية، وذلك بإغلاق حسابه وعدم السماح له بحجز التذاكر. وهذه من الملاحظات المهمة التي يجب على المهرجان تسجيلها وتوضيحها مع الشركات التي يتعامل معها، لأن جميعها لم يتم اكتشافها إلا بعد بدء الأحداث، وبعضها تم حله، والباقي لم يتم حله، وهو هذا للشكاوى لن أنكر ذلك، حتى لو قيل لي أن الجمهور هو من لديه مشكلة في التحفظ: قلت إذا كان النظام صعبا على الناس فهذه مشكلتنا وليست مشكلة الناس، لأن مهمتنا هي تسهيل الأمر على الناس.

*إلى أي مدى شكل قرار مضاعفة عدد الأفلام إلى ما يقارب 200 فيلم ضغطاً على فريق المهرجان وأدى إلى هذه الأخطاء التنظيمية؟

كان عدد الأفلام كبيرا، لكن كان لكل فيلم فرصة للعرض، وأحيانا مرتين أو ثلاث مرات، وإذا ذهبنا إلى مهرجانات كبيرة مثل كان وبرلين والبندقية، فسنجد أن عدد الأفلام المعروضة هناك ضعف مثل القاهرة الأفلام، بالإضافة إلى الأفلام المعروضة في السوق، ومهرجان مثل شنغهاي يعرض عددًا كبيرًا من الأفلام، لدرجة أن الكتالوج ربما يكون أكبر بأربع مرات من كتالوج القاهرة.

وأؤكد أن الجمهور الكبير الذي حضر المهرجان هذا العام بأعداد كبيرة، والذي هو في رأيي البطل الحقيقي والذي بدونه لن يكون هناك مهرجان، جاء بسبب كثرة هذه الأفلام وتنوعها. وكانت القاعات ممتلئة أيضاً، وكان هناك عروض للأفلام الأول والثاني والثالث، وبالتالي من الممكن التوقف عند العدد الكبير من الأفلام إذا كانت القاعات فارغة من دون جمهور، لكن ذلك لم يحدث.

في السابق كانت هناك شكاوى من أنه عند حجز فيلم كان ممتلئًا في شباك التذاكر ولا يجده ممتلئًا عند دخول صالة السينما. كانت هذه أرقامًا مضللة، لكن لم يكن هذا ما حدث هذا العام لأن كل فيلم تم حجزه بالكامل تم حجزه بالفعل.

* هناك انتقادات واجهها المهرجان بسبب برمجة فيلم “أين ذهبنا” في آفاق السينما العربية وافتتح له المسرح الكبير بدلا من كل أفلام البرنامج. ولماذا ينطبق هذا الاستثناء على درة؟ ؟

بداية، أود التأكيد على أنني مقتنع بنسبة 100% بأن جميع الأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية الثلاث للمهرجان (الدولية – أسبوع النقاد – الأفلام القصيرة) تستحق أن تعرض في المهرجان. كل فيلم له أسبابه الخاصة على السجادة الحمراء، وعلى كل حال… تقدم المهرجانات العالمية عروضاً إضافية خارج المنافسات الرسمية، يستهدف بها المهرجان الإعلام والعرض وتواجد النجوم على السجادة الحمراء. ومهرجان كان هو الذي يفعل ذلك في أغلب الأحيان.

أما «أين أصبحنا؟»، فالفيلم لم يدخل المهرجان سراً، ولم يخرج من «بئر السلام». بل جاء بموافقة المكتب الفني بعد أن شاهدناه وناقشناه معًا، وتقرر وجوده لأنه لممثلة معروفة تقوم بأول تجربة إخراجية لها، والموضوع هو فلسطين. . هذا هو عنوان الجلسة وسيحضرها عدد كبير من النجوم وأصدقائهم وقد اخترنا لها قاعة كبيرة لأن الإعلام والجمهور سيهتم بحضورها فهو فيلم مناسب لها عروض احتفالية.

*لكن البعض رأى أنه لا يستحق حضور المهرجان؟

أتساءل عن الانتقادات الموجهة إلى مهرجان القاهرة السينمائي لاختيار الفيلم لعرضه العالمي الأول، لأنه لو عُرض في مهرجان الجونة السينمائي لما كانت هناك مشكلة وكان نفس الفيلم سيعرض هناك بعد أيام قليلة. في مهرجان قرطاج السينمائي لم تكن هناك مشكلة في المهرجان، فلماذا كان عرضه في القاهرة مشكلة؟

في رأيي أن مستوى الفيلم مناسب من الناحية الفنية، ولكن يبقى موضوع التقييم الفني من حق الناس، حتى لو قالوا إنه لا يستحق العرض في مهرجان القاهرة السينمائي، لأني شخصيا أرى، أن الفيلم الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي لم يكن يستحق الدخول في المسابقة الرسمية للمهرجان، والفيلم الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو لم يستحق ذلك، وبالتالي من حق الجميع التعبير عن رأيهم. صريحة وعلينا أن نحترمها.

العلاقة بيني وبين طاقم عمل المهرجان كانت في رأيي ممتازة، حتى قبل أسبوعين فقط من الموعد المقرر لإقامة المهرجان، إلا أن أمورا متعمدة حدثت من رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي، وهو ما سأكشف عنه هنا لقد كان الوقت مناسباً، مما أدى إلى هذا المناخ الفاسد وهذا الانقسام والمشاكل بيني وبين طاقم المهرجان، لكنني اخترت الصمت طوال المهرجان حتى سارت الجلسة على ما يرام. لم أتمكن من ترك وظيفتي وتكريس نفسي لهذه المشاكل.

*هل بدأ عدم الانسجام والتفاهم مع بداية تعيينك مديرة للمهرجان أم ظهر فجأة قبل أسبوعين من المهرجان؟

منذ تعييني وحتى يوم المؤتمر الصحفي تقريبا كان هناك انسجام وتفاهم وفجأة تم التخطيط لانقلاب على عصام زكريا داخل المهرجان ولا أعرف ماذا أسمي الشخص الذي يقود الانقلاب عليه. وعلمنا أن المناقشات والقرارات مؤجلة إلى نهاية الاجتماع. لكن قبل المهرجان بأسبوعين قامت بانقلاب داخل المهرجان لا أستطيع أن أسميه ولم أتمكن من معالجة هذه الأمور لأنها ليست من طبيعتي ولا سلوكي ولا أخلاقي.

*لكن جزء من فريق البرمجة الذي انقلب عليك هو كما تقول مرتبط بك وليس برئيس المهرجان؟

لقد زرع الفرقة بيني وبينهم، وفي النهاية الجميع أحرار في حساباتهم وقراراتهم ويسألون عن أسبابهم ومواقفهم، ولست ملزماً بالإجابة نيابة عنهم.

وبالمناسبة أعتقد أنه كان انقلاباً فاشلاً ولم ينجح لأن المهرجان انتهى بسلام. أما مسألة ما إذا كان يجب أن أعمل في المهرجان مرة أخرى فهي مسألة أخرى.

 

 

* إلى أي مدى كنتِ قادرة على أداء مهامك في المهرجان بشكل طبيعي؟

وبعد أن عقدت المؤتمر الصحفي واستكملت كل أعمالي الفنية كما ذكرت، قبل أسبوعين من موعد المهرجان المقرر، حدث هذا الانقلاب ولم أعد قادراً على القيام بواجباتي كمدير للمهرجان بشكل طبيعي، حتى خلال فترة المهرجان نفسه.

*هل يعني ذلك أن ما يتردد عن رغبتك في ترك منصبك كمديرة للمهرجان صحيح؟

لا أقبل العمل في مثل هذه الأجواء الفاسدة. أضحي بوقتي وجهدي ورزق أبنائي. لو جلست في البيت وأكتب مقالتين كل أسبوع سيكون أفضل لي ماليا من المهرجان. وبالتالي لا يوجد ما يجبرني على إكمال العمل في جو فاسد.

في النهاية، منصب مدير مهرجان القاهرة هو وظيفة كأي وظيفة أخرى بالنسبة لي. وأنا ملتزم تمامًا بهذا التنفيذ، تمامًا كما كنت في أي وظيفة أخرى، حتى لو كان مقالًا أكتبه وليس مهرجانًا أستضيفه.

*هل قرار الخروج نهائي أم أن هناك محاولة للإصلاح؟

لا توجد محاولات للإصلاح وأنا شخصياً لا أملك الصحة ولا الطاقة ولا الروح المعنوية للعمل في مثل هذا الجو الفاسد.

 

 

* إلى أي مدى كنت ممكنًا لإدارة مهامك في المهرجان الطبيعي؟

بعد أن أقام المؤتمر الصحفي، وانتهى من كل عمله الفني، كما أشرت قبل موعد إقامة المهرجان بأسبوعين، حدث هذا الأخير، ولم يتوقف وتتطلب مهام مهمة كمدير للمهرجان بشكل كامل، بما في ذلك فترة إقامة لنفسها.

* هل هذا معناه أن ما يتردد عنكم في الرحيل عن منصبكم كمدير للمهرجان الحقيقي؟

أنا لا أقبل العمل في مثل هذه الحاضرة، وأضحي كثيرًا كتب وجهي ورزق أبنائي من أجل مهرجان لويس ستريت في بيتي مقالًا كل أسبوع جاهز لي ماديا من المهرجان، وبالتالي لا يوجد ما يجبرني على استكمال العمل في مناخ فاسد.

في منصب مدير نهائي بمهرجان القاهرة، ليمثل وظيفة مثل وغيرها، أخلصت في ما تم القضاء عليه بالكامل من أجل ذلك لذلك، فأنا غير موجود في أي عمل قام به حتى لو كان مقالا لا يلزمه وليس لاختلافه.

* هل رار

لا يوجد هدف للإصلاح، وأنا شخصيا ليس لدي صحة ولا قوة أخلاق تجعلني في مثل هذه وبالتالي.


شارك