هيئة فلسطينية: إلغاء إسرائيل اعتقال المستوطنين يسهل جرائمهم
قالت هيئة حكومية فلسطينية تتولى شؤون الأسرى إن قرار إسرائيل وقف إصدار مذكرات اعتقال إدارية بحق المستوطنين المتهمين بمهاجمة الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة يعفيهم من أي مسؤولية قانونية ويمنحهم الفرصة لبذل المزيد من الجهد لارتكاب الجرائم.
وفي تعليقه على قرار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين (حكومة) قدورة فارس، إن المرسوم في هذا الوقت دليل على مدى وقاحة الاحتلال. القسوة والتنازل تجاه النظام الدولي وهياكله.
وأضاف فارس في بيانه أن القرار يوفر سهولة للمستوطنين لارتكاب المزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين ويزيل بعض القيود الشكلية عنهم، بما في ذلك اعتقالهم الإداري.
وأكد أن قرار كاتس يعكس العنصرية الإسرائيلية، لأنه يأتي في الوقت الذي توسع فيه سلطات الاحتلال سياسة الاعتقال الإداري ضد الفلسطينيين، والتي تعتقل اليوم نحو 3500 فلسطيني.
ودعا فارس المجتمع الدولي إلى الخروج عن صمته القاتل تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها، أمس الجمعة، إن قرار كاتس يشجع المستوطنين على ارتكاب المزيد من الجرائم.
• أدوات بديلة
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أمس الجمعة، وقف إصدار أوامر الاعتقال الإداري بحق مستوطنين متهمين بشن هجمات على فلسطينيين في الضفة الغربية.
وقال مكتب كاتس في بيان إن الوزير أبلغ رئيس جهاز الأمن العام شين بيت رونين بار في اجتماع هذا الأسبوع “بقراره التوقف عن استخدام أوامر الاعتقال الإداري ضد المستوطنين اليهود في يهودا والسامرة (الغرب) وأبلغه بانك”. لتطوير أدوات بديلة.
الاعتقال الإداري هو الاعتقال بناء على معلومات سرية لا يتم الكشف عنها. ومع ذلك، فهو يؤثر على المستوطنين المتهمين بارتكاب جرائم خطيرة ضد المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك القتل، وإحراق الأراضي والممتلكات، والاعتداءات الجسدية الخطيرة.
وبحسب البيان، قال كاتس: “ليس من المناسب لدولة إسرائيل أن تتخذ مثل هذه الإجراءات الصارمة ضد المستوطنين في واقع تواجه فيه المستوطنة اليهودية في يهودا والسامرة تهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة بدعم ومساندة”. محور الشر الإيراني”، على حد تعبيره.
كما اعتبر أن توقيت هذه الإجراءات لم يكن مناسبا في ظل العقوبات الدولية غير المبررة ضد المستوطنين والمنظمات في المستوطنات، فضلا عن العقوبات الاقتصادية -بما فيها الأوروبية- لمنع استيراد البضائع فيما بعد على المستوطنات المحتلة المبنية في هذه المناطق. أنشئت في عام 1967.
• الوزير الأول
ونادرا ما يصدر وزراء الدفاع الإسرائيليون مثل هذه المذكرات، لكن كاتس، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، هو أول وزير دفاع يرفض إصدار أوامر اعتقال إداري ضد المستوطنين.
وأضاف: “إذا كان هناك شبهة بارتكاب جريمة يجوز محاكمة مرتكبيها، وإذا لم يكن الأمر كذلك يجوز اتخاذ إجراءات وقائية غير الاعتقال الإداري”، دون أن يذكر هذه الإجراءات.
وفي الأشهر الأخيرة، أعلنت عدة دول غربية -من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا- فرض عقوبات على المستوطنين والمنظمات الاستيطانية في الضفة الغربية لارتكابهم جرائم ضد الفلسطينيين، بحسب وكالة الأناضول التركية.
وتستخدم إسرائيل الاعتقال الإداري بشكل أساسي ضد الفلسطينيين، حيث أفادت هيئة شؤون الأسرى أن هناك 3443 فلسطينياً معتقلين إدارياً في السجون الإسرائيلية.
لا يوجد إحصاء إسرائيلي رسمي لعدد الإسرائيليين الذين هم أو كانوا في الاعتقال الإداري، لكن الأعداد صغيرة جدًا.
ويستمر الاعتقال الإداري لمدة تصل إلى ستة أشهر، ويمكن تمديده دون تقديم أدلة ضد المعتقل.
وتقدر حركة السلام الآن الإسرائيلية أن هناك أكثر من 720 ألف مستوطن في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.