نيويورك تايمز: كيف يمكن للمحكمة الجنائية الدولية مقاضاة نتنياهو وجالانت؟
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الدول الـ120 التي صدقت على نظام روما الأساسي هي أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، رغم أن اختصاص المحكمة قد يمتد إلى ما هو أبعد من الدول الأعضاء.
وقالت الصحيفة في تقرير كتبته إيف سامبسون ومارليز سيمونز إن المحكمة أصدرت هذا الأسبوع مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم، بحسب موقع الجزيرة نت الإخباري. توفر قضية غزة رؤية مهمة حول نطاق اختصاص المحكمة وحدود سلطتها.
محكمة مختصة
تأسست المحكمة منذ أكثر من عقدين من الزمن لمحاكمة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية وجرائم العدوان. واتهمت نتنياهو وجالانت، من بين أمور أخرى، باستخدام المجاعة كسلاح حرب في حرب إسرائيل على غزة وألقت باللوم على قائد كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) – محمد الضيف. (الذي يُزعم أن إسرائيل قتلته)، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأوضحت الصحيفة أن الدول القوية مثل روسيا والولايات المتحدة والصين لا تعترف بسلطة المحكمة الجنائية، ولم تصدق على نظام روما الأساسي، ولا تحترم المذكرات الدولية الصادرة عن المحكمة ولن تسلم مواطنيها، ورغم أنهم ليسوا أعضاء في المحكمة، إلا أن قادة السلطة الفلسطينية وقعوا عليها رغم أن العديد من الدول لا تعترف بدولة فلسطين.
ومن الأهمية بمكان بالنسبة لسلطة المحكمة أن يمتد اختصاصها إلى ما هو أبعد من الدول الأعضاء، حيث أن نظام روما الأساسي يمنح مجلس الأمن، وفقا لميثاق الأمم المتحدة، سلطة إحالة الفظائع المرتكبة في أي دولة عضو أو دولة غير عضو. لاختصاص المحكمة المحالة للتحقيق.
خلل في مجلس الأمن
ومع ذلك، بسبب التوترات الحالية بين الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، يقول الخبراء إنه من غير المرجح أن يتمكن المجلس من إحالة شخص واحد إلى المحكمة في أي وقت قريب حق النقض.”
ورغم أن روسيا ليست عضوا في المحكمة، إلا أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2023، وكذلك أوامر اعتقال بحق الرئيس السوداني السابق عمر حسن البشير والعقيد الليبي السابق معمر القذافي.
وبدأت التحقيق في اتهامات بارتكاب جرائم حرب في أفغانستان عام 2017 ربما ارتكبها أميركيون، لكن واشنطن فرضت عقوبات على المدعية العامة آنذاك فاتو بنسودا وألغت تأشيرة دخولها، وفي النهاية أغلقت المحكمة تحقيقاتها.
تنفيذ أوامر القبض
ورغم أن نطاق المحكمة يكاد يكون عالميًا من الناحية النظرية -كما تقول الصحيفة- فإن سلطتها تقع في نهاية المطاف في أيدي أعضائها، ولا يمكنها محاكمة المتهمين بارتكاب جرائم غيابيًا، وليس لديها آلية لمحاكمة المتهمين لتقديمهم إلى العدالة، فهي تعتمد على على الدول الأعضاء نقل المشتبه بهم واعتقالهم، حتى لو كانوا دولاً أعضاء في الاتفاقية.
وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إنه دعا نتنياهو، وهو عضو في المحكمة، لزيارة بلاده، مؤكدا أنه سيتجاهل التزامه الرسمي بالامتثال لمذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة.
وسبق أن زار بوتين منغوليا، وهي عضو في المحكمة، دون أن يتم القبض عليه، كما زار البشير جنوب أفريقيا، وهي عضو أيضا، لكنه غادر البلاد على عجل لتجنب أوامر التهديد من محكمة محلية.