لماذا يدمر الاحتلال الإسرائيلي مساجد غزة؟
ودمرت طائرات الاحتلال مسجد الفاروق في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. ويأتي ذلك على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة، التي دمرت فيها ألف مسجد وعشرات المقابر في القطاع، واستشهد أكثر من 100 داعية، بحسب وزارة الأوقاف في غزة خلال الحرب التي شهدتها القطاع. مستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.
وفي بيان صدر في كانون الثاني/يناير 2024، قدّرت الوزارة عدد المساجد التي دمرت كليًا أو جزئيًا بنحو 1000 مسجد من أصل 1200 مسجد، بما في ذلك المساجد القديمة، وستحتاج إلى إعادة بنائها بتكلفة حوالي 500 مليون دولار.
-لماذا يهدم الاحتلال المساجد؟
ويأتي تدمير الاحتلال للمساجد في قطاع غزة في سياق عام وأوسع، ويستهدف، بحسب “الوطني الفلسطيني”، المواقع الأثرية والمعالم الأثرية مثل ميناء غزة القديم وكنيسة الأساتذة ومسجد جباليا والعديد من المباني التاريخية. مكتبة المتاحف وغيرها.
ومن أبرز المساجد التي تم قصفها المسجد العمري في غزة، والذي دمره القصف الإسرائيلي في 8 ديسمبر 2023. وكان من أقدم المساجد في المنطقة ومعلماً شعبياً في غزة.
وفي تقرير سابق، قال المرصد الأورومتوسطي إن هجمات إسرائيل المتكررة على دور العبادة في غزة خلال قصفها الحالي والسابق دليل على التحريض المتكرر من قبل المسؤولين الإسرائيليين.
وأكدت المنظمة أن المسؤولين الإسرائيليين سعوا باستمرار إلى ربط “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني” بالدين، واستخدموا الرموز والنصوص الدينية للتحريض على الاعتداءات ضد الفلسطينيين، وطردهم من أراضيهم، وحرمانهم من حقوقهم الأساسية، وحرمانهم من حقوق الإنسان.
وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ترتبط هذه الهجمات بخطاب الكراهية الديني المتزايد الذي تغذيه الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الحالية، والتي تخفي الهجمات ضد الفلسطينيين تحت عباءة الإفلات من العقاب. كما أكد المرصد أن القوانين الدولية المطبقة والاتفاقيات تحظر بشكل صارم الاعتداء على دور العبادة أثناء الحرب.
– ماذا تقول الاتفاقيات الدولية بشأن الهجمات على دور العبادة أثناء الحرب؟
1- اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية:
تحظر اتفاقية جنيف الرابعة الهجمات على الأعيان المدنية وتؤكد على ضرورة احترام وحماية الممتلكات الثقافية والدينية أثناء النزاعات المسلحة.
-البروتوكول الإضافي الأول “1977”:
وتنص المادة 53 على ما يلي: “يحظر ارتكاب أعمال عدائية ضد دور العبادة التي تمثل التراث الثقافي أو الروحي للشعوب”.
2- اتفاقية لاهاي لحماية الملكية الثقافية لعام 1954:
والهدف من ذلك هو حماية الأصول الثقافية، بما في ذلك أماكن العبادة، أثناء النزاعات المسلحة.
والدول الأطراف ملزمة باتخاذ التدابير اللازمة لمنع استخدام هذه الأماكن لأغراض عسكرية.
3- ميثاق الأمم المتحدة:
ويدعو إلى احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حرية الدين والمعتقد، ويعتبر الهجمات على أماكن العبادة انتهاكا لهذه الحقوق.
4-القانون العرفي الدولي:
يُحظر شن هجمات متعمدة على مواقع غير الأهداف العسكرية، بما في ذلك أماكن العبادة.
5-نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية:
المادة 8 (2) (ب) (9) “الهجمات المتعمدة على المباني المخصصة للأغراض الدينية” تشكل جريمة حرب إذا لم تستخدم لأغراض عسكرية.