أبو الغيط: الحروب الإسرائيلية الغاشمة بالمنطقة تخصم من فرص الشعوب في التنمية
انطلقت مؤخراً الجلسة الافتتاحية للأسبوع العربي الخامس للتنمية المستدامة بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
جاء ذلك بحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ود. خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، وستيفان جيمبرت، المدير الإقليمي لمصر واليمن وجيبوتي لصحيفة الشرق لمجموعة البنك الدولي.
من جانبه، قال أبو الغيط إن اختيار عنوان للأسبوع العربي للتنمية المستدامة “حلول مستدامة لمستقبل أفضل: المرونة والتكيف في عالم عربي نام” له معنى مهم.
وأضاف أبو الغيط في كلمته: “لقد انتهت معظم الفترة المحددة لتحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة 2030، لكننا لم نصل بعد إلى المستوى المرضي الذي يتماشى مع طموحاتنا في المنطقة العربية”.
وتابع: “في الوقت القصير المتبقي علينا أن نواصل تعزيز جهودنا مع اعتماد مبادئ المرونة والتكيف في مواجهة الصعوبات والإحباطات، التي لا ينبغي أن تكسر عزيمتنا أو إصرارنا الثابت على تحقيق الأهداف”.
كما أكد أبو الغيط أنه لا بد من تسريع وتيرة العمل وتحسين القدرة على التكيف مع الواقع الذي يتعارض في كثير من النواحي مع أهداف الاستدامة وشروط تحقيقها.
وأوضح أنه لا يخفى على أحد أن ما فعله ويفعله الاحتلال الإسرائيلي في غزة تجاوز مفهوم الانتقام والعقاب الجماعي إلى الإبادة الجماعية… وحتى التدمير الكامل للمجتمع الفلسطيني… أكثر إنسانية وإنسانية. الطبيعة البشرية حجر… الحاضر والمستقبل… حتى تصبح الحياة الطبيعية مستحيلة والطرد – ما يدفعه – إسرائيل – هو المخرج الوحيد.
واعتبر أبو الغيط أن الحروب الغاشمة التي تشنها إسرائيل في المنطقة -وخاصة ضد لبنان وشعبه- تؤثر على فرص الشعوب في التنمية والاستدامة، ورغم أنه يدعي أن الآخرين ليس لديهم سوى مشاريع التدمير والتخريب، فإن المشروع الإسرائيلي يقدم ذلك إن المنطقة ليست أكثر من أفق أسود مسدود من اختلال التنمية وتراجع معدلات النمو واستنزاف الطاقات والموارد وضياع الفرص، مما يوحي بأن المشروع الإسرائيلي هو في الأساس مشروع إسرائيل. التخريب والإضعاف بهدف تحقيق الهيمنة الإسرائيلية. وهو ادعاء لا وجود له إلا في أذهان قادة الاحتلال.
وقال أبو الغيط إنه لا يجب أن نتجاهل أبدا بؤر التوتر والجراح المفتوحة في منطقتنا التي أعاقت معدلات التنمية وآفاقها لسنوات، لافتا إلى ما يحدث في السودان من حرب مدمرة تدمر كل ما هو أخضر وجاف، مع المساعدات الإنسانية. المساعدات تكاليفها لا تطاق، واليمن يشهد حرباً أهلية، وتصاعداً للفقر المدقع، وتراجعاً في كافة معدلات التنمية في ليبيا وسوريا.
وأوضح أن هذه الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة العربية تصاحبها رياح عالمية غير مواتية، والمناخ الجيوسياسي تخيم عليه سحابات الحرب، والصراعات المحتملة بين القوى الكبرى وحوادث الحمائية الاقتصادية تتزايد بشكل حاد… والتضخم والديون في ازدياد سحق الاقتصادات، بعضها متقدم وبعضها الآخر ينتمي إلى دول الجنوب.
وأضاف أن هذه المخاطر المتعددة تشمل تغير المناخ وما يرتبط به من تصاعد ظواهر الهجرة والصراعات على الموارد الطبيعية، مؤكدا أننا نواجه مزيجا مثيرا للقلق من التحديات والمخاطر.
وتابع: “اليأس ليس خيارا. الانسحاب من المواجهة ليس بديلا. وتجبرنا هذه التحديات على استكشاف مسارات مجهولة والتفكير في بدائل مبتكرة وغير معروفة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف: «وهذا يتطلب التكيف المستمر مع التغيير.. والمرونة اللازمة في تغيير الخطط والأولويات دون الانحراف عن الأهداف الأساسية والغايات الرئيسية للتنمية.. بما في ذلك الجهود الجريئة لتقديم الرؤى الشخصية والحلول المبتكرة التي تأتي من مبادئنا». الواقع والمشاكل التي نواجهها.
وأشار في هذا السياق أيضاً إلى انعقاد مؤتمر البركة الإقليمي الثالث بعنوان “استراتيجيات مبتكرة للتخفيف من حدة الفقر” والذي يستلهم مبادئ تراثنا الإسلامي الغني ونهجه الإنساني الشامل لمعالجة ظاهرة الفقر، مما يعيق نمو المجتمعات في كل زمان ومكان.
وأشار إلى حدث مهم آخر يتعلق بتعزيز دور القطاع الخاص العربي في تعزيز التكامل العربي والتنمية المستدامة في المنطقة العربية، كونه المنتدى الإقليمي العربي الرفيع المستوى الأول من نوعه حول الاستثمار والاستدامة والهدف منه هو لمعالجة التحديات والفرص المتعلقة بالاستثمار والاستدامة في المنطقة العربية في ضوء الاتجاهات الاقتصادية العالمية وتغير المناخ والهشاشة الإقليمية. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء منصة للحوار التفاعلي بين الحكومات والمستثمرين لتعزيز الاستثمارات المستدامة.
وأشار إلى القمة الثالثة للشباب العربي وأبدى تفضيله الشخصي لها، حيث أن هذه القمة تكون بمثابة حاضنة لتطلعات وطموحات الشباب العربي من خلال تعزيز العديد من المبادرات والبرامج للنهوض بدورهم وتعزيز طاقاتهم وتشجيعهم. لهم على الابتكار.
واختتم أبو الغيط كلمته بالتأكيد على أن تنفيذ الأسبوع العربي للتنمية المستدامة 2024 يمنحنا الفرصة لتصميم خارطة طريق بشكل مشترك لإيجاد حلول عملية ومرنة تسرع وتيرة التنفيذ لتحقيق التنمية المستدامة لمنطقتنا العربية، وقد كان لدينا أثراً ملحوظاً على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين العرب وتحسين نوعية الحياة في المنطقة العربية.