الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلقي محاضرة عن فكر الإمام الأشعري وأثره على السلم المجتمعي بداغستان

منذ 2 ساعات
الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلقي محاضرة عن فكر الإمام الأشعري وأثره على السلم المجتمعي بداغستان

ألقى الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية محمد عبد الرحيم البيومي محاضرة بعنوان “قبول الآخر في فكر الإمام الأشعري وأثره في السلام الاجتماعي والتعايش بين الشعوب” . وذلك في مدينة باب الباب التاريخية وذلك على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي بداغستان في ضوء خطة وزارة الأوقاف وجهود الوزير د. أسامة الأزهري من أسس مد جسور التعاون.

افتتح اليومي المحاضرة بالإشارة فصلا تلو الآخر إلى رسالة الإمام الأشعري إلى أهل القبلة ثم إلى كتاب (مقالات الإسلاميين) الذي أكد فيه الإمام الأشعري على الأصول من الاعتدال والاعتدال بقوله: «لا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب إلا إذا رأى ذلك حلالاً». وأن يجعل التعايش السلمي بين الشعوب هدفا ساميا.

وتحدث البيومي عن مدينة باب الأواب وأوضح أن الإسلام دخلها على يد الصحابي الجليل في عهد سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة 22م سراقة بن عمرو. ويشير الذي دفن هناك فيما بعد، إلى أن أقدم مسجد في المدينة تم افتتاحه في عهد سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه-. مما جعلها شهادة على عظمة الحضارة الإسلامية وترسيخ التعايش الاجتماعي.

وأكد الأمين العام أن المذهب الأشعري هو صمام الأمان للاعتدال الفكري، مشيراً إلى أن أفكار الإمام الأشعري ركزت على تصحيح الأفكار دون تعصب أو إسراف، مضيفاً أن هذه المبادئ لا تزال تمثل أساساً قوياً للمجتمع لتعزيز السلام والتسامح. التعايش بين الثقافات المختلفة، مما جعل الفكر الأشعري وثيقة أخلاقية صالحة لكل زمان ومكان.

وأشار الأمين العام إلى أهمية تواجد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مدينة باب الأبواب كمركز تاريخي للفكر الأشعري، حيث تأتي هذه الخطوة تنفيذاً لتعليمات الأستاذ الدكتور. وأكد أسامة الأزهري وزير الأوقاف ضرورة نشر رؤى التجديد الفكري ومواجهة التطرف والتعصب وإبراز الدور الحضاري للإسلام في تعزيز قيم التسامح والتعايش.

وأوضح أن المحاضرة تندرج في إطار المحاور الإستراتيجية الأربعة لوزارة الأوقاف والتي تشمل نشر الفكر المستنير والمعتدل، ورفع الوعي المجتمعي، ونشر قيم التسامح، ومحاربة الأفكار المتطرفة.

وأوضح أن الفكر الأشعري بمنهجه المتوازن يتماشى مع هذه المحاور ويقدم حلولا عملية لمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.

كما أبرز الأمين العام القيم الروحية التي رسخها الإمام الأشعري في دعوته لقبول الآخر، مؤكدا أن هذه القيم تمثل ركيزة أساسية في بناء مجتمع متماسك ومتصالح.

وأضاف أن مدينة باب العباب المعروفة بـ”مدينة التعايش” و”القدس الصغرى” تمثل نموذجا حيا للتعايش السلمي الذي خلقته الحضارة الإسلامية منذ قرون مضت.

واختتم الأمين العام المحاضرة بالتأكيد على دور المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ووزارة الأوقاف في نشر الفكر المستنير وتعزيز الحوار الحضاري، مشيراً إلى أن القيم التي أرساها الإمام الأشعري تمثل حجر الأساس في البناء الشخصية المسلمة الواعية، ومكافحة الأفكار المتطرفة التي لا مكان لها في المنظومة الفكرية المعتدلة التي تتبناها المؤسسة الدينية في مصر.


شارك