وفا: مخططات الاحتلال لضم الضفة تهدف إلى قتل أي أفق للسلام
ويجمع الخبراء والمسؤولون على أن هدف الاحتلال الإسرائيلي من خططه لضم الضفة الغربية هو تدمير أي أفق للسلام، ومنع قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وفق القانون الدولي. مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وقالوا في تقرير للمجلس الشعبي الوطني بالقدس، إن الاحتلال يهدف إلى تأكيد سيطرته على نحو 60% من الضفة الغربية، خاصة المنطقة “ج”.
قال المحامي مدحت ديبا، إن ضم الضفة الغربية هو حلم كل وزير إسرائيلي وعضو كنيست متطرف، مبينا أن التصريحات الأخيرة لوزير مالية حكومة الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش بشأن ضم الضفة الغربية وغيرها من التصريحات والتصريحات مقترحات الوزراء وأعضاء الكنيست تهدف إلى التخلي بشكل كامل عن حلم حل الدولتين وإغلاق عملية السلام إلى الأبد مدفون.
وأضاف أن الأطراف الإسرائيلية المتطرفة تحاول استغلال الحرب في غزة لاحتكار الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، والدفع بأجندتها الاستعمارية، بما في ذلك “فرض السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية.
رأى مدير عام هيئة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة، أن تنفيذ خطة إسرائيل لضم الضفة الغربية ستكون له تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية خطيرة.
وأوضح أن التأثير الاقتصادي سيطال أيضا دخل المواطنين، وخاصة المزارعين، حيث صادر الاحتلال الأراضي الزراعية والمراعي ومنع المزارعين ومربي الماشية من دخول أراضيهم. كما أن الحواجز والبوابات العسكرية من شأنها أن تزيد من صعوبات حرية التنقل والوصول إلى الأسواق، مما يؤدي إلى تراجع كبير في النشاط الاقتصادي.
وفي المجال الاجتماعي، أشار أبو رحمة إلى أن تنفيذ خطة الضم سيعزل العديد من المدن والبلدات والقرى والمراكز السكانية عن بعضها البعض من خلال إقامة الحواجز والبوابات العسكرية، مما سيؤثر بشكل مباشر على العلاقات الاجتماعية ووصول العمال إلى أماكن عملهم وطلابهم إلى جامعاتهم وحتى إلى أماكن العبادة.
وأوضح أن خطة الضم تهدف سياسيا إلى تحويل الضفة الغربية إلى “كانتونات” منفصلة ومعزولة، ما يعني تقويض حل الدولتين وجعله غير قابل للتطبيق على الأرض، وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وإنهاء احتلالها. .
ورأى أبو رحمة أن ما تسمى مناطق (ج)، والتي تشكل 60% من مساحة الضفة الغربية، هي الأكثر عرضة لآثار الضم، خاصة المنحدرات الشرقية الممتدة من طوباس إلى الظاهرية جنوب الخليل، بالإضافة إلى إلى منطقة وادي الأردن.
وأوضح أن البلدات والقرى والمناطق القريبة من الطرق الاستعمارية أو البؤر الاستيطانية والمستعمرات ستكون الأكثر تضررا من الضم، وكذلك المناطق المتاخمة للجدار العازل وتوسع الفصل العنصري.
وأكد أبو رحمة أن خطة الضم التي يريد المتطرف سموتريش تنفيذها ستجبر المواطنين الفلسطينيين على اتخاذ خيارات صعبة: إما الرحيل أو الموت، كما يحدث الآن لأهلنا في قطاع غزة.
من جانبه حذر سهيل خليليه المختص في قضايا الاستيطان من خطورة ما يقوله المتطرف سموتريتش من أن عام 2025 سيكون عام “فرض السيادة” الإسرائيلية على الضفة الغربية من خلال ضم المنطقة “ج”. والتي تقدر مساحتها بحوالي 60% من إجمالي مساحة الضفة الغربية.
وأشار إلى أن هذه الخطة هي نتيجة خطة وضعتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وتبنتها حكومة اليمين المتطرف، والتي سعت منذ اللحظة الأولى لوصولها إلى السلطة إلى زيادة عدد المستعمرين في الضفة الغربية الاستعمارية من خلال توسيع وتوسيع الطرق الالتفافية الاستعمارية.
من جانبه، حذر الكاتب والمحلل السياسي فرج شلهوب من أن مسألة “فرض السيادة” في الضفة الغربية أصبحت أكثر جدية من أي وقت مضى، فيما أكد أنه سيتم اتخاذ إجراءات عملية في هذا الشأن خلال الأيام المقبلة.
وقال شلهوب في دراسة أعدها في هذا السياق إن اليمين الإسرائيلي يحاول أن يجعل عام 2025 عام “فرض السيادة” في الضفة الغربية، ومن الواضح أن هذه إحدى أهم القضايا التي يعمل عليها نتنياهو حاليا. فالمسألة تتعلق بتعزيز الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية من أجل تأكيد السيادة الكاملة عليها.