تقرير: الصين تكافح للحفاظ على اكتفائها الذاتي من الغذاء
وكشفت صحيفة ديلي ميرور الآسيوية عن تراجع عدد المزارعين وانخفاض الأراضي الصالحة للزراعة في الصين، مما يشكل تحديات جديدة للأمن الغذائي لبكين.
وأوضحت الصحيفة أن المؤشرات الاقتصادية في الصين تسجل تغيرات سلبية ملحوظة، مثل ركود الناتج المحلي الإجمالي وانخفاض الإنتاجية الفردية، بالإضافة إلى الأعباء الناجمة عن شيخوخة السكان وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب. وفي الوقت نفسه، تفكر العديد من الشركات العالمية في نقل الإنتاج إلى دول أخرى مثل الهند وفيتنام مع هجرة الصينيين الأكثر ثراءً إلى الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصين تواجه أيضًا تحديات اقتصادية كبيرة تعيد ذكريات تاريخها، ونظرًا لتصاعد التوترات مع الدول الموردة للحبوب والغذاء وتأثير الصراع في أوكرانيا على سلاسل التوريد، يمكن أن تواجه الصين أزمة غذائية هناك. أزمة أمنية مماثلة لما حدث في الماضي. وفي عام 2022، شهدت الصين مظاهرات عامة ضد نقص الغذاء لأول مرة منذ عام 1989.
تاريخيًا، كان نقص الغذاء والمجاعة مشكلة مستمرة في ظل حكم الحزب الشيوعي الصيني، مما أدى إلى اضطرابات سياسية ومدنية. وكان الرئيس شي جين بينغ يدرك المخاطر السياسية التي قد تنشأ عن أزمة الغذاء، وبالتالي جعل الأمن الغذائي أولوية قصوى في سياسته.
بين عامي 2000 و2020، انخفض مستوى الاكتفاء الذاتي الغذائي في الصين من 93.6% إلى 65.8%. ترجع أسباب انعدام الأمن الغذائي في الصين إلى عوامل هيكلية وسياسية مختلفة. ورغم أن الصين لا تملك سوى 10% من الأراضي الصالحة للزراعة على مستوى العالم، و6% من موارد المياه على مستوى العالم، إلا أنها قادرة على إطعام 20% من سكان العالم. وتساهم هذه التحديات المستمرة في تفاقم قضايا الأمن الغذائي في البلاد.
وتوضح الورقة أن السياسات الزراعية كان لها تاريخياً تأثير على الأمن الغذائي في الصين. خلال القفزة الكبرى إلى الأمام (1958-1962)، أدت الممارسات الزراعية غير الفعالة والتجميع القسري للمزارعين إلى سوء تخصيص الموارد ونقص الغذاء. وتفاقمت هذه المشاكل بسبب الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف، وبلغت ذروتها في مجاعة كبرى أودت بحياة الملايين.
في أواخر السبعينيات، أدخل دنغ شياو بينغ إصلاحات زراعية أعادت ملكية الأراضي الخاصة وسمحت للمزارعين ببيع فائض المحاصيل، مما أدى إلى زيادة الكفاءة وزيادة إنتاج الغذاء. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات بسبب عوامل سلبية مختلفة.
واليوم، تعتمد الصين بشكل كبير على الواردات الغذائية ويفضل المواطنون نظامًا غذائيًا غنيًا باللحوم والسكر والحبوب المكررة، مما يؤدي إلى زيادة الاستهلاك. وفي المقابل، تتراجع إنتاجية القطاع الزراعي بسبب التلوث والإفراط في استخدام الأراضي، مما يؤدي إلى تقليص المساحة الصالحة للزراعة.