وزير الري: مصر تجدد دعوتها للجامعة العربية لدعم وحفظ الحقوق المائية للدول الأعضاء
أكد وزير الموارد المائية والري د. وجدد هاني سويلم دعوة مصر للجامعة العربية لمواصلة جهودها لدعم الحقوق المائية للدول العربية والحفاظ عليها باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، مع التزام الدول المشاطئة بالامتثال لقواعد القانون الدولي المعمول بها، بما في ذلك الاتفاقيات القائمة. ومبادئ القانون الدولي. كما يؤكد رفض أي إجراءات أو إجراءات تمس حقوق مصر والسودان في مياه النيل، ولن يتخذ أي إجراءات أحادية من شأنها الإضرار بالمصالح المائية لأي من البلدين.
أكد وزير الموارد المائية والري د. أكد هاني سويلم أن المنطقة العربية تعتبر المنطقة الأكثر إجهاداً مائياً بين جميع مناطق العالم، حيث تتأثر 19 دولة عربية من أصل 22 بندرة المياه وتتأثر بها 21 دولة، بحسب تقرير الأمم المتحدة في مارس 2023. الإبلاغ عن مواردهم المائية الأساسية من المياه الدولية المشتركة. تواجه المنطقة العربية أيضًا أربعة تحديات رئيسية تؤثر على إدارة الموارد المائية: ندرة المياه، والاعتماد على الموارد المائية الدولية، وتغير المناخ، والأمن الغذائي.
جاء ذلك في كلمة لوزير الري خلال مشاركته في أعمال الدورة السادسة عشرة لمجلس وزراء المياه العرب في الأردن.
وأشاد سويلم بجهود وزارات المياه في الدول العربية لتحسين نظام إدارة الموارد المائية في العالم العربي. ونوه بدور المجلس الوزاري العربي للمياه الذي وفر منصة تساهم في تبادل الخبرات والتعاون مع المؤسسات الدولية ذات الصلة، فضلا عن تبادل الدراسات والتقنيات الحديثة في كافة المجالات، وفي الوقت نفسه تقديم ابتكارات رائدة. تجارب للدول، مثل التوسع في استخدام مصادر المياه غير التقليدية، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها محدودية الموارد المائية.
وأعرب الوزير عن بالغ تقديره لجهود جامعة الدول العربية في مجال المياه، لاسيما النجاحات التي تحققت في صياغة استراتيجية الأمن المائي العربي، والتي تمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق الأمن المائي في إطار التنمية المستدامة للمنطقة العربية. الفضاء العربي.
وقال: “مع تزايد الحروب طويلة الأمد، أصبح الوصول إلى المياه أحد أكبر التحديات الإنسانية. وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة المنكوب، يعمل العدوان على منع الوصول إلى المياه والطاقة وغيرها، والغذاء كأداة للضغط والسيطرة وكسلاح حرب، حيث أدت الحرب إلى انخفاض إمدادات المياه في غزة بنسبة تزيد عن 95%، مما أجبر السكان على استخدام مرافق المياه والصرف الصحي غير الآمنة، مما أدى إلى التهجير القسري للسكان في انتهاك لمبادئ القانون الإنساني الدولي. كما أثرت الحرب على الزراعة وإنتاج الغذاء في الأراضي الفلسطينية. هناك انعدام للأمن الغذائي في الأراضي المحتلة، ويتعرض 2.3 مليون شخص بشكل متزايد لخطر الجوع.
وأضاف: “كما ندين الاعتداءات الإسرائيلية التي تدمر محطات المياه التي تخدم المواطنين في بعض مناطق لبنان بهدف إجبار السكان على مغادرة هذه المناطق، في انتهاك واضح وصريح لجميع المواثيق والأعراف الدولية التي تقتضي ذلك. “تحييد المؤسسات والهيئات التي تقدم الخدمات الأساسية للسكان المدنيين”.
وتابع قائلاً: “في السودان الشقيق، فقدت معظم القرى والدول السودانية إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة، حيث أدت الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عام ونصف إلى تفاقم الوضع الكارثي للمواطنين. مما تسبب في معاناة إنسانية غير مسبوقة بسبب صعوبة توفير المياه ونقص مياه الشرب.” وفي الوقت نفسه، تسبب التغير المناخي والفيضانات الجارفة في أزمة وكارثة كبيرة حيث واجهت مدينة بورتسودان أزمة حادة في مياه الشرب بعد الانهيار. من سد أربعات الذي كان أكبر مصدر للمياه النقية.
دكتور. وأشار سويلم إلى أنه نظرا لموقع مصر الجغرافي كدولة مصب في حوض النيل، فإن مصر تواجه تحديات معقدة في إدارة مواردها المائية، حيث تعد مصر من الدول القاحلة على رأس قائمة الدول الأقل سقوطا للأمطار. (1.3 مليار م3/سنة). في الوقت الذي تبلغ فيه كمية الأمطار في بعض دول المجرى الأعلى لنهر النيل أكثر من 900 مليار م3/سنويا، وهو ما يفسر اعتماد مصر شبه المطلق على نهر النيل لتزويدها بما لا يقل عن 98% من مواردها المائية المتجددة البالغة حوالي 114 مليار متر مكعب سنويا ويبلغ إجمالي الموارد المائية حوالي 60 مليار متر مكعب. وعليه، بالإضافة إلى الاستيراد، يتم سد الفجوة من خلال إعادة استخدام وتدوير حوالي 21 مليار متر مكعب من المياه الافتراضية على شكل غذاء، ويتفاقم هذا الوضع أيضًا بسبب استضافة مصر لما يقرب من 9 مليون أخ من الدول المجاورة وتوفر لهم كافة الحقوق وعروض الخدمات.
وأوضح أنه لمعالجة الفجوة المائية، اتخذت مصر خطوات حاسمة لتحسين إدارة الموارد المائية حيث تقوم وزارة الري بتنفيذ تنمية شاملة من خلال العديد من المشروعات والممارسات تحت مظلة “نظام الري من الجيل الثاني 2.0”. ويتم تطوير نظام المراقبة والتشغيل في السد العالي وتشغيله باستخدام أحدث التقنيات والخبرات. وتعمل الوزارة على التحول الرقمي في كافة القطاعات وتتجه حاليا نحو استخدام المواد الطبيعية الصديقة للبيئة لحماية الشواطئ وإعادة تأهيل القنوات
وتابع: “بالإضافة إلى التحول التدريجي من توزيع المياه العادية إلى التخلص منها، واستخدام أنظمة الري الحديثة وتطبيقات الري الذكية، وحساب إنتاجية المحاصيل الزراعية باستخدام صور الأقمار الصناعية واستخدام نماذج شبكة القنوات لتحسين التشغيل والتخطيط بالإضافة إلى إدخال تكنولوجيا المعالجة وتحلية المياه المتقدمة للإنتاج الغذائي المكثف، ومراقبة إدارة المياه الجوفية، والاهتمام بالتدريب وزيادة كفاءة العمال، والاهتمام بالبحث العلمي تحت مظلة الجيل الثاني لنظام الري 2.0.”
وشدد وزير الري على أن وجود تعاون مائي فعال في أحواض الأنهار الدولية أمر وجودي لا غنى عنه لمصر، وهو ما يتطلب اعتبار إدارة الأنهار الدولية على مستوى الحوض وحدة متكاملة، بما في ذلك الإدارة المتكاملة للمياه الزرقاء والخضراء، وفي هذا السياق يوضح ما هي المخاطر التي تنشأ عن التحركات الفردية والانفرادية التي لا تلتزم بمبادئ القانون الدولي في أحواض الأنهار الدولية، ولا سيما السد الإثيوبي الذي بدأ تشييده دون أي تشاور أو دراسات كافية حول سلامته أو حول تأثيراته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على دول الجوار، وهو ما يعد انتهاكا للقانون الدولي لأن الطرف المعارض لا يريد سوى الحفاظ على الوضع الراهن دون الحاجة إلى اتفاق. أن يكون لديهم الإرادة السياسية للحل، بينما يحاولون في الوقت نفسه إضفاء الشرعية على سياساتهم الأحادية الجانب، والتي تتناقض مع القانون الدولي، والاختباء وراء ادعاءات لا أساس لها من الصحة بأن هذه السياسات مبنية على حق الشعوب في التنمية، على الرغم من أن التنمية تتحقق من أجلها. الجميع، إذا التزم المرء بممارسات التعاون الراسخة في القانون الدولي، فلن يضر الآخرين ويعزز الترابط الإقليمي.