اتحاد الناشرين الدوليين يدين اعتقال الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال بدون أسباب واضحة
بعد تقارير إعلامية دولية عن اعتقال الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، أعربت الجمعية الدولية للناشرين عن قلقها المتزايد بشأن وضع حرية التعبير في الجزائر.
وقالت الناشرة النرويجية كريستين إينارسون، رئيسة قسم حرية النشر في الرابطة الدولية للناشرين، إن “الجمعية تعرب عن قلقها العميق إزاء التقارير التي تفيد باعتقال الكاتب الجزائري الفرنسي الحائز على جوائز بوعلام صنصال في الجزائر”.
وأضاف: “كما نشعر بقلق متزايد إزاء الوضع في البلاد، خاصة بعد منع دار النشر الفرنسية غاليمار من المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب لنشرها أعمال الكاتب الجزائري كمال داود”.
وتابع: “نطالب السلطات الجزائرية بالإفراج عن بوعلام صنصال الذي يعتبر مدافعا عن حرية التعبير”.
وأعلنت السلطات الجزائرية، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اعتقال الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال في مطار الجزائر العاصمة، دون الكشف عن أسباب أو مكان اعتقاله.
وأصدرت وكالة الأنباء الجزائرية أيضا بيانا شديد اللهجة وصفت فيه صنصال بأنه “مثقف مزيف” تدعمه “دوائر يمينية متطرفة في فرنسا” و”دوائر مناهضة للجزائر”.
ويرى بعض المحللين أن اعتقال “صنصال” يأتي على خلفية التوتر السياسي بين الجزائر وفرنسا، خاصة فيما يتعلق بدعم فرنسا لموقف المغرب من قضية الصحراء الغربية مقابل رفض الجزائر ذلك.
كما أثار اعتقال صنصال عدة تساؤلات حول قدرة فرنسا على معالجة قضايا حقوق الإنسان الأخرى، مثل مذكرة الاعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقبل اعتقاله، أثار صنصال جدلا واسع النطاق بعد أن أشار في مقابلة مع مذيع يميني متطرف إلى أن الحدود التاريخية للجزائر قد تشمل أيضا الأراضي المغربية. واعتبرت هذه التصريحات “استفزازية” وأثارت غضب السلطات الجزائرية، ويقال إنها السبب الرئيسي لاعتقاله.
ويرتبط اعتقال “صنصال” بقمع أوسع ضد كتاب وصحفيين آخرين في الجزائر، بما في ذلك الكاتب كمال داود، الذي مُنعت روايته الأخيرة “الحور العين” من النشر. وتريد السلطات إشارة تضمن ذلك ويتم التعامل مع أي مقاومة داخلية أو خارجية بشكل حاسم.
وأدان العديد من الكتاب الجزائريين والعالميين هذا الاعتقال، مشيرين إلى أن صنصال كان نموذجا للكاتب الناقد والشجاع حيث تناولت أعماله موضوعات حساسة مثل الفساد واستغلال السلطة والإسلام السياسي.
الكاتب الجزائري، الذي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية، شارك في عدة صراعات دولية مترابطة. وقال رشيد عويسة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة غوتنغن الألمانية، في مقابلة مع قناة دويتشه فيله الإخبارية: “اعتقال صنصال مرتبط بالتوتر المتصاعد بين فرنسا والجزائر”.
وأضاف أن الجزائر سحبت سفيرها من فرنسا في يوليوز من العام الجاري، ما يعكس تصاعد الخلافات بين البلدين.
وأشار عويسة إلى أن هذا الخلاف يتعلق بقضية الصحراء الغربية، حيث تدعم فرنسا موقف المغرب بينما ترفضه الجزائر.
وأضاف عويسة أن الحكومة الجزائرية تشعر حاليا بالقلق أيضا بشأن إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وترتبط هذه المخاوف باتفاقيات التطبيع بين عدة دول عربية وإسرائيل التي روج لها ترامب خلال فترة ولايته الأولى. ومنذ ذلك الحين، نأت الحكومة الجزائرية بنفسها بوضوح عن إسرائيل، لذلك يعتقد عويسة أن هذا ربما ساهم أيضًا في اعتقاله.