وزير الخارجية الألماني السابق: القرار الأحادي الأمريكي بالانسحاب سبب فوضى الإجلاء من أفغانستان

وأوضح وزير الخارجية الألماني السابق هايكو ماس، أن الفوضى التي رافقت انسحاب ألمانيا من أفغانستان عام 2021 ترجع بالأساس إلى القرار الأحادي الذي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن الانسحاب الأمريكي من الدولة الواقعة في آسيا الوسطى.

جاء ذلك ضمن شهادة وزير المستشار الديمقراطي الاشتراكي أولاف شولتز أمام لجنة التحقيق في البوندستاغ الألماني، المسؤولة عن التحقيق في أحداث الانسحاب من أفغانستان.

وذكر ماس أن الحكومة الأمريكية في ذلك الوقت لم تنسق مع الحكومة الأفغانية بشأن موعد انسحابها المحدد في 11 سبتمبر 2021 في الاتفاق مع طالبان في الدوحة بقطر.

وقال ماس إن طالبان أصبحت “أكثر ثقة بشكل كبير” بعد الاتفاق، مشيرا إلى أن هجماتها على القوات الحكومية الأفغانية تزايدت وحققت نجاحات متزايدة.

وأوضح الوزير السابق أنه لا يوجد تحليل للوضع ولا تنسيق مع الشركاء المعنيين في حلف شمال الأطلسي بشأن تنفيذ انسحاب منظم. وأضاف أنه نتيجة لذلك، نفذت الولايات المتحدة خطط انسحابها دون النظر في اعتراضات أو مخاوف الناتو أو الاتحاد الأوروبي.

وشدد ماس على أنه لم يكن من الممكن التوصل إلى اتفاقات مع الولايات المتحدة من شأنها أن تجعل الانسحاب أكثر تنسيقا، ويعتقد أن ألمانيا كان بإمكانها الاستعداد بشكل أفضل لو أنها عرفت مسبقا متى ستفعل الولايات المتحدة خطط الإخلاء الخاصة بها.

وأوضح أنه خلال زيارته للعاصمة الأفغانية كابول نهاية أبريل/نيسان 2021، “لم يكن لديه انطباع بأن النظام ينهار”.

يُشار إلى أن اتفاق الدوحة الذي وقعته الولايات المتحدة مع حركة طالبان في 29 أغسطس 2020، نص على تنظيم انسحاب كافة القوات الأمريكية وحلفائها من أفغانستان.

وفي المقابل، وعدت حركة طالبان بأن أفغانستان لن تكون ملاذا للجماعات “الإرهابية” في المستقبل. وعادت حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان منذ أغسطس 2021.

وبحضور ماس، تستمع اللجنة إلى أحد أهم الشهود في هذه القضية، حيث يعد السياسي الاشتراكي أحد الأشخاص الرئيسيين المسؤولين عن الإخلاء المحموم للسفارة الألمانية في كابول.

وتهدف اللجنة إلى التحقيق في ظروف إجلاء المواطنين الألمان من كابول في أغسطس 2021 وعمليات اتخاذ القرار فيما يتعلق بإيواء الموظفين المحليين الأفغان.