عمرالشريف مات وفي قلبة غصة من المخرج السوري مصطفى العقاد.. ما الأسباب؟
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للفنان الراحل عمر الشريف، من مقابلة أجراها على إحدى القنوات العربية قبل وفاته بسنوات قليلة، أعرب فيها الفنان العالمي عن ألمه الشديد لعدم مشاركته في الفيلم الشهير. «أسد الصحراء» عن قصة حياة المناضل الليبي عمر المختار، إخراج مصطفى العقاد.
وقال عمر إنه كان يتمنى طوال حياته أن يكمل مسيرته التمثيلية في مصر وألا يغادر البلاد أو يصبح فنانا عالميا، خاصة أنه اضطر للموافقة على التمثيل في العديد من الأفلام من أجل إعالة نفسه وعائلته.
ثم تحدث عن الألم الكبير الذي شعر به بعد اختيار الفنان أنتوني كوين للدور الرئيسي في فيلم “الرسالة” عام 1976 ثم لدور الزعيم الليبي عمر المختار في فيلم “أسد الصحراء”. تم إنتاجه عام 1981 لأنه شعر بأنه الأنسب لهذا الدور دون الحاجة لاختيار ممثل أجنبي. وعزا سبب عدم اختياره إلى أن مخرج الفيلم مصطفى العقاد لم يعجبه لأنه لم يختره لأي عمل من إخراجه، وقال إن معمر القذافي “رئيس ليبيا آنذاك” ربما لم تقبله. في الدور.
وأبدى رغبته الشديدة في العمل مع العرب وليس مع اليهود الذين يسيطرون على صناعة السينما في العالم، قائلا إنه اضطر للعمل معهم في هوليوود عاصمة الفن في أمريكا، لأنهم يسيطرون على كل شيء هناك، ولكن عندما وجاءت الفرصة ليخرج فيلما عربيا كبيرا بإنتاج ضخم مثل “أسد الصحراء”، ولم يتم الاستعانة به، وهو الفنان العربي المصري العالمي، وتم الاستعانة بممثل أجنبي آخر.
يذكر أن فيلم “أسد الصحراء” من إنتاج ليبيا وأخرجه المخرج السوري مصطفى العقاد، الذي توفي قبل 19 عاما، بعد أشهر قليلة من وفاة الفنان عمر الشريف. ودرس العقاد الإخراج في أمريكا وعاش هناك حتى نهاية حياته: «الرسالة» الذي تناول فيه السيرة النبوية وأصول الإسلام، وفيلم «الأسد». الصحراء”، الذي يجسد قصة المناضل الليبي عمر المختار، وخاصة السنتين الأخيرتين من حياته، وتدور أحداث الفيلم حول البداية عام 1929، عندما قام بينيتو موسوليني بتعيين الدكتاتور الفاشي الإيطالي رودولفو جراتسياني. بصفته الحاكم الاستعماري لليبيا، وأمره بالقضاء على كل أشكال المقاومة.
بلغت ميزانية الفيلم في ذلك الوقت 35 مليون دولار، وهو رقم كبير جدًا، واستعان به حوالي 250 ممثلًا من عدة دول حول العالم، بالإضافة إلى عدد هائل من الإضافات، يتراوح عددهم بين 5000 و5000 شخص أي 10000 شخص. ومن بين أبطال الفيلم أنتوني كوين في دور عمر المختار، وأوليفر ريد في دور جراتسياني، وإيرين باباس في دور مبروكة، ورافي فالون في دور ديوديسي، ورود ستيجر في دور موسوليني.
تمت دبلجة الفيلم إلى اللغة العربية، وقام الفنان عبد الله غايب بدور عمر المختار، والفنانة نادية كمال بدور مبروكة، وكمال حسين بدور موسوليني، وعادل المحيلمي بدور غراتسياني.
تم منع عرض الفيلم في إيطاليا لأنه يشوه سمعة الجيش الإيطالي. ولم يتم عرضه إلا في عام 2009 عندما زار الراحل معمر القذافي إيطاليا للمرة الأولى.
كما واجه الفيلم تحديات كبيرة في التوزيع، ويعزو بعض المحللين ذلك إلى توتر العلاقات بين منتج الفيلم معمر القذافي وبعض الدول، مما أدى إلى أرباح هزيلة لم تتجاوز 1.5 مليون دولار، وتوقف عرض الأفلام التي شهدت أكبر الخسائر في تاريخ السينما. وجاءت السينما في المركز الرابع عشر في القائمة.
جدير بالذكر أنه خلال فعاليات الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي التي انتهت مؤخرا، تم عرض نسخة مرممة من فيلم “أسد الصحراء” وصلت إلى جمهور كبير.
يُشار إلى أنه كانت هناك محاولة للتقريب بين عمر الشريف ومصطفى العقاد، إلا أنها لم تكتمل حيث رشحت هيئة مدينة الإنتاج الإعلامي للسينما المخرج مصطفى العقاد والفنان عمر الشريف لفيلم “الأسقف كابوتشي” ” عن حياة المطران كبوتشي أحد أهم رجال الدين المسيحيين من أصل سوري. عُرف في حلب عام 1922 بمواقفه الوطنية وانتمائه للقضية الفلسطينية، واستثمر في علاقاته مع الفاتيكان بعد أن أصبح أسقفاً على كنيسة الروم الكاثوليك في القدس. ومن أجل توعية العالم أجمع حول الممارسات والاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، تم توجيه عدة تهم إليه عام 1965، بما في ذلك الاتصالات والتعاون مع أطراف مناهضة لإسرائيل. واعتقلته قواتها عام 1974 وحكم عليه بالسجن 12 عاما، وقضى عدة سنوات في السجن قبل أن يتوسط الفاتيكان ودول أوروبية لإطلاق سراحه وترحيله، حيث عاش في المنفى في روما حتى وفاته عام 2017. وقد تم تخصيص ميزانية تقدر بـ 8 مليون جنيه مصري لهذا العام. عام 2003، لكن المشروع لم يكتمل وبقي حلماً لم يرى النور.