جلسة تستعرض التحديات التي تواجه فلسطين ضمن مهرجان الأردن للإعلام العربي
أقيمت الليلة السبت، ضمن فعاليات مهرجان الإعلام العربي الأردني في دورته الخامسة، جلسة بعنوان “تحديات فلسطين”، تحت عنوان “نصرة فلسطين”.
وترأس الجلسة وزير الثقافة الأردني الأسبق صبري عربيحات وتحدث خلال الجلسة: وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي، رئيس هيئة شؤون الأسرى المحررين قدورة فارس، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان. ورئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني علا عوض، ورئيس لجنة المتابعة العليا للسكان الفلسطينيين في دول الـ 48 محمد بركة، وأستاذ الإعلام والباحث لأسئلة الأطفال ولاء بطاط.
وشدد أربيهات على أهمية هذه الجلسات في مناقشة العديد من الجوانب المهمة المتعلقة بالدفاع عن القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، وشدد على ضرورة الخروج بتوصيات يمكن البناء عليها لحشد المزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وشددت الخليلي في مداخلتها على أن الإعلام العربي من جهة ينقل رسالة نبيلة تهدف إلى رفع صوت الضحايا والناجيات من النساء والفتيات من خلال تسليط الضوء، من جهة أخرى، على كافة أشكال المعاناة والظلم. جرائم الاحتلال بحقهم، ومن ناحية أخرى، فإنها تؤكد صمودهم وقدرتهم على البقاء ورد فعلهم الفوري وتضامنهم مع محيطهم.
ونوهت الخليلي بأهمية عام 2025 حيث ترأس وزارة شؤون المرأة لجنة المرأة بجامعة الدول العربية، فضلا عن اعتماد القدس عاصمة للمرأة العربية. ودعت وسائل الإعلام العربية إلى تكثيف العمل لهذا الحدث وتغطية الفعاليات المصاحبة له على مدار العام.
وفي المقابل أشار فارس إلى التحديات التي يواجهها الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد 14 شهراً من الإبادة الجماعية.
وقال إن آلاف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك معتقلي غزة في المخيمات التي يديرها جيش الاحتلال، يواجهون وجها آخر من وجوه الإبادة الجماعية، مع التصاعد المستمر للجرائم الممنهجة ضدهم، بشكل غير مسبوق في حجمها وحدتها منذ ذلك الحين. ثم بداية حرب الإبادة الجماعية ضد أهلنا في غزة.
وأضاف أن أشهر هذه الجرائم التعذيب والتجويع والجرائم الطبية والاعتداءات الممنهجة على مختلف المستويات، بما في ذلك الاعتداء الجنسي والتعدي والسرقة والحرمان، والتي ارتكبت بحقهم بشكل مؤقت دون أدنى مراعاة للقوانين الإنسانية الدولية. والأعراف، والتي أدت إلى استشهاد 45 أسيراً وأسيراً منذ بداية الحرب، ولم يعرف سوى هوياتهم ومن تم الكشف عنه.
من جانبه ناقش شعبان الاعتداءات الاستعمارية والتوسع الاستعماري غير المسبوق في الضفة الغربية في سياق حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة.
وأشار إلى تدمير الاحتلال للمنازل والمرافق في الضفة الغربية، والتهجير القسري للتجمّعات البدوية، واعتداءات المستوطنين التي شملت إطلاق النار وإحراق المنازل والمركبات، ونوه بهجوم الاحتلال الشرس على مدينة القدس المحتلة يهدف إلى أسرلة وتهويد وتحول هوياتها العربية والإسلامية والمسيحية.
بدوره استعرض عوض أبرز المؤشرات الإحصائية حول “عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وتأثيره على الواقع الديمغرافي والمكونات الاقتصادية في فلسطين”.
من جانبه أكد بركة: “إن قضية فلسطين ليست مجرد قضية فلسطينيين، الذين لا يتضامنون مع فلسطين فحسب، بل يدافعون عن أنفسهم عندما يقفون إلى جانب فلسطين”.
وأضاف: “إن الحركة الصهيونية تسعى إلى إخراج الفلسطينيين من التاريخ والجغرافيا ولذلك نحن ملزمون بالدفاع عن أنفسنا بالوقوف مع فلسطين”.
وتطرق إلى القوانين العنصرية التي أقرها الكنيست الإسرائيلي والتي تستهدف الوجود الفلسطيني في أراضي 1948.
من جانبها أكدت البطاط أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تشن حملة تشويه ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة ضد الأطفال الفلسطينيين، كما تقوم بالتحريض ضد وسائل الإعلام الفلسطينية.
وأضافت: “يحاول الإعلام الإسرائيلي تصويرنا كإرهابيين، بل ويستهدف الأطفال الفلسطينيين للتأثير على تربيتهم. كما يهاجمون تلفزيون فلسطين وكافة المؤسسات الإعلامية الرسمية لتشويه الحقائق”.
وفي جلسة أخرى ضمن فعاليات المهرجان أكد رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة محمود أبو الهيجاء أن بلاغة الدم الفلسطيني أطلقت كل هذه الطاقات الإبداعية في الإعلام الفلسطيني والعربي. . وبالتالي يمكن النظر إلى هذه القضية من منظور إنساني على الإطلاق.
وقال: “نحن في الصحافة الفلسطينية اعتمدنا على الصورة ومصداقيتها لنقل حقائق حرب الإبادة المستمرة ضد أهلنا في قطاع غزة”.
من جانبها، أعربت الفنانة الأردنية عبير عيسى، عن إيمانها بأن الفنان يجب أن يتمتع بالثقة المطلقة في مجتمعه وبيئته، مؤكدة أن الفنان يجب أن يتخذ موقفا تجاه وطنه ومشاكل أمته، مشددة على أن القضية المركزية هي الأمة هي قضية فلسطين.
وقالت: “مهما كثرت الأفلام التي ننتجها، لن نتمكن من تصوير مشهد واحد مما يحدث على أرض الواقع في فلسطين، ولكن يجب أن نحاول إيصال رسائل تجسد رؤيتنا”، وأشارت إلى بعض منها تجارب الشباب في هذا المجال.
وأكدت الفنانة والباحثة في التراث الفلسطيني سناء موسى على أهمية الدراما في إيصال الأفكار التي تحتوي على رسائل تدافع عن قضيتنا المركزية وتسلط الضوء على الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
وقالت: “من الحكمة استخدام القضية الفلسطينية في الأعمال الفنية والدرامية، ليس في الوطن العربي فحسب، بل في جميع أنحاء العالم. وبهذه الطريقة نصبح جزءًا مهمًا من الذاكرة العالمية، وهذا أمر مهم للغاية.
وفي اليوم الثاني للمهرجان، عُرضت مجموعة من الأفلام التي ركزت على بطولات وتضحيات فرسان الإعلام الفلسطيني الذين ارتقوا شهداء في طريق الحق. وعرض تلفزيون فلسطين فيلماً عن الشهيد مراسل تلفزيون فلسطين محمد أبو حطب، وآخر عن الشهيدة شيرين أبو عقلة، بالإضافة إلى… أعمال درامية ووثائقية تناولت القضية الفلسطينية من زوايا مختلفة.
واللافت أن المهرجان يختتم فعالياته غداً الأحد.