“أنتي وشدو”.. مقابر أثرية في بني سويف تبوح بأسرار حاكم المقاطعة وحاجب القصر الملكي -صور
وراء كل قطعة أثرية تاريخية يكمن تحدي محير للعلماء والمؤرخين للكشف عن هويتها. ولذلك يقضون سنوات من حياتهم في تسليط الضوء على أصولها، ليؤكدوا بما لا يدع مجالا للشك أن الحضارة المصرية القديمة لا تزال تكشف أسرارها، ليؤكدوا أنه لا تزال هناك كنوز قديمة تحفظ الكثير من أسرار التاريخ، وأن أرض مصر هي ولا تزال مليئة بالآثار، ومن هذه المناطق الأثرية منطقة آثار الدشاشه وسط مدينة سمسطا، والتي تحتوي على مقابر “أنتي وشيدو”.
ويعود تاريخ اكتشافها إلى عام 1898، بعد أن قام العالم الإنجليزي فليندر بيتري، بمساعدة شخص مصري يدعى “عمران خليل”، بزيارة المنطقة، وقام بالحفريات هناك ونشر هذه المقابر، والذي جاء إلى بداية العصر الحجري. تسعينيات القرن الماضي للعمل بالمنطقة وإعادة نشر هذه المقابر تحت إشراف عالم الآثار المصري نجيب قنواتي، وفي عام 2005 تم إنشاء فريق الترميم بالمنطقة الأثرية وقامت بني سويف بترميم المقبرة باستخدام الأصول العلمية الحديثة ومواد الترميم. مناسبة للظهور بشكلها الحالي.
دكتور. وأوضح محمد إبراهيم، مدير عام الآثار المصرية ببني سويف، أن مقابر إنتي وشادو التابعة للأسرة الخامسة، تقع بالجبل الغربي وسط مدينة سمسطا على ارتفاع 40 مترًا فوق سطح الأرض في منطقة سمسطا. تعتبر آثار منطقة دشاشا من أهم المقابر الموجودة بالموقع حيث تحتوي على مشاهد هامة من الحياة اليومية ومشاهد عسكرية تتعلق بمصر القديمة وتعتبر من أشهر الشخصيات المدفونة بالمنطقة ويطلق عليهم “أنتي” والذي كان يرأس بعثات منطقة “نارت” أي أنه شغل أيضًا منصب المشرف على جميع الحصون الملكية، كما شغل منصب والي المقاطعة متخذًا لقب “معروف للملك”. وهو اللقب الفخري الذي كان سائدا في ذلك الوقت. كما يعتبر “شادو” من الشخصيات المهمة المدفونة في المنطقة، حيث تولى مناصب مهمة في نهاية العصر: حاجب القصر الملكي، والمشرف الميداني، ولقب الأمير الوحيد للملك.
أما التصميم المعماري لمقبرة “إنتي” فهو يشبه النفق أو الكهف، حيث أنه محفور في الصخر، ويتكون بالإضافة إلى الدفن من قاعة عرضية بها ثلاثة أعمدة مربعة وغرفة طولية، مع إضافة مباني حجرية في واجهة المقبرة تشبه المصطبة والنقوش المسجلة عليها، المشهد المرسوم على حجرة الدفن والذي يمثل مشهد هجوم الجيش المصري على أحد الحصون الآسيوية الأجنبية المرتبطة بالتعبئة بداية الرماة المصريين لعبوا دورًا مهمًا عندما ظهر أحد الرماة وصوب قوسه نحو أحد الرجال الموجودين أعلى المدينة، وفي مشهد آخر يظهر جنود المشاة بفؤوس حربية طويلة وهم يهاجمون أعدائهم الذين لم يجتازوا تم إصابة ما يكفي من السهام للقضاء عليهم.
وأشار إلى أنه على الجدار الشرقي، جنوب المدخل، يمكن رؤية مشهد مع زوجة صاحب المقبرة، وعلى الجدار الجنوبي، صاحب المقبرة مع زوجته، وعلى الجدار الغربي، مشهد تم تسجيل فيه اثنين. الرجال يحضرون الماشية، ومنظر آخر لصاحب المقبرة مع زوجته وابنته، ثم مشهد صاحب المقبرة وهو يبحر على متن قارب، وأما المناظر فعلى الجدار الشمالي مشهد صيد السمك، ثم مشهد البردي يجري جمعها وقارب يجري بناؤه، ثم مشهد عجل صغير ترضعه أمه، ومشهد آخر فيه مجموعتان من الرجال يصطادون السمك، وذلك تم تصويره على صينية في المقبرة يظهر صاحب المقبرة وأسرته الزوجة، حيث يستقبلون أفراد الأسرة والعروض المختلفة.
وتابع: “مقبرة شادو أصغر نسبيًا من المقبرة المضادة. وتتكون من قاعة عرضية صغيرة، ثم رواق به أربع درجات ومنه إلى القاعة الأخرى التي يدعم سقفها ثلاث درجات. ويوجد على الجدران أعمدة عليها نقوش وكتابات هيروغليفية مكتوب عليها صاحب المقبرة. ويمكن رؤية الشارات الرسمية والصولجان. على الجدار الغربي تم تسجيل مشهد صيد السمك من قبل صاحب المقبرة، وكذلك مشهد إعداد الطعام، وأيضا صاحب المقبرة يصطاد السمك في الغابة على الجدار الجنوبي، وفي النهاية نجد بئر. دفن.