“تفاحة الموت”.. كيف تخلص مُسن وسيدة من الطفلة “ساجدا” بالسلام؟
في منطقة هادئة من مدينة السلام، عاشت طفلة صغيرة تدعى ساجدة، لم يتجاوز عمرها السابعة من عمرها. ملأت روحها الطاهرة الهواء بضحكاتها، ورأت الحياة بعينيها الشابتين صورة للأمل والسعادة، لكن القدر سلط عليها مصيرا مأساويا لم تستحقه.
وفي إحدى الليالي اختفى نور البراءة من هذا الحي عندما اختفت «السجدة» في ظروف غامضة. وبدأت الأسرة تبحث عنها في كل مكان، بين الأزقة والشوارع، لكن قلب والدتها كان ينبض بالخوف والقلق، إذ شعرت بأن شيئاً ما قد حدث، بحسب والدة الطفلة ساجدة.
وفي صباح اليوم التالي جاء الخبر كالصاعقة. تم العثور على جثة الفتاة الصغيرة في مكان مهجور في “شيكارا”. وكانت الصدمة أكبر عندما تبين أن الفاعل ليس غريبا. لكن جارًا شابًا يعيش بالقرب منه وكان تحت تأثير المخدرات التي أفسدت عقله وضميره. هذه الجريمة كانت مجرد نتيجة للحظة. بل كانت هناك جارة أخرى دفعتها الغيرة والكراهية إلى المشاركة في هذا العمل المخزي.
هذه الجارة، التي كانت دائمًا تحمل كراهية خفية لوالدة ساجدة بسبب الحسد والغيرة، لم تعتقد أبدًا للحظة أن كراهيتها ستجعلها شريكة في جريمة كلفت حياة بريئة وتركت عائلة بأكملها محاصرة بألم لا يطاق.
لم يكن لسجدة ذنب سوى أنها كانت رمز البراءة والحب في عالم مليء بالنفوس المريضة. لقد تركت وراءها أماً وأباً تحملا آلاماً لا توصف، وحياً كاملاً شتم القاتلين وشعر بالذنب لأنه لم يحمي الطفلة الصغيرة.
تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، تحت إشراف اللواء طارق رشيد نائب وزير الداخلية مدير أمن القاهرة، من كشف غموض الواقعة التي عثر فيها على جثة الفتاة.
وكشفت تحريات أحمد طارق، رئيس ثاني مباحث وزارة السلام، أن جار المجني عليه كان وراء الجريمة مع سيدة أخرى.
وكشف تحقيق ثان لمباحث السلام أن المتهمة هي “أم عبده” بعد أن رصدتها كاميرات المراقبة، وأن الجاني تخلص من جثة “سجدة” بوضعها في الطابق الثالث أمام الشقة التي ألقاها أحد الجيران في الشقة. الهاتف الخليوي “أراد الاسترخاء لبعض الوقت عندما رفع الهاتف وقال: لقد وجدت ساجدة في المبنى ولم نكن نعرف أنها ماتت”. مشهد مأساوي. وكان جسد الفتاة يحمل علامات. وقد تم خنقها في رقبتها وبطنها، مما أثار الشكوك حول جريمة قتل غامضة.
وكشفت التحقيقات أنه بعد ساعات طويلة، تواصل عدد من الجيران مع عائلة الطفلة لإبلاغهم بالعثور على طفلتهم مقتولة وأن جثتها داخل هاتف محمول وعليه آثار تعذيب.
وتم تشكيل فريق بحثي ثانٍ من قسم السلام للحضور إلى مكان الحادث والتعرف على كافة تفاصيل الحادث وتفريغ الكاميرات الموجودة حول مكان الحادث.
وانتقلت القوى الأمنية إلى مكان الشكوى، وتم نقل جثة الطفلة إلى مشرحة المستشفى للتخلص من الجهات المختصة. وأظهر مقطع فيديو، حصل “ايجي برس”، المتهم عليه وهو يتحدث مع الطفلة وسط الشارع، حيث أوقف المتهم المجني عليها لنحو دقيقة ونصف قبل أن يلتقطها ويغادر.
وأظهر الفيديو المتهم وهو يتسلم “تفاحة” من الطفل، ثم اقترب الطفل من المتهم “ليحصل على التفاحة” قبل أن تمسكه من يده وتغادر.
وتم القبض على المتهمين في وقت لاحق ومحاكمتهم بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.
قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالعباسية، خلال جلسة 27 نوفمبر من العام الماضي، تأجيل محاكمة رجل مسن وامرأة في ضوء مقتل الطفلة “سجدة” ونقل جثتها إلى هاتف محمول في منطقة النهضة حتى الدور الرابع في يناير.