صيف قاتل في الجزائر.. الشواطئ الصخرية تسجل 107 ضحايا منذ يونيو
يفضل العديد من الجزائريين قضاء أوقاتهم في أشهر الصيف الحارة على الشواطئ الصخرية بعيدا عن صخب المدن، حيث تتوفر منصات طبيعية للقفز والغوص.
لكن رغم نقاء مياه البحر الأبيض المتوسط على سواحل الجزائر الصخرية والمناظر الطبيعية الخلابة للجبال الخضراء المحيطة بها، إلا أنها لا تخلو من المخاطر.
ووفقا لبيانات الحماية المدنية، فقد غرق ما لا يقل عن 107 أشخاص في الجزائر منذ 1 يونيو وحده.
وقال النقيب زهير بن أمزال الممثل الإعلامي للمديرية العامة للحماية المدنية، لوكالة أنباء العالم العربي، إنه منذ بداية الشهر الماضي وحتى الأسبوع الحالي، وصل عدد من ماتوا غرقا وتم إنقاذهم من قبل الحماية المدنية و82 على الشواطئ، بالإضافة إلى إنقاذ 25 غريقاً من منازلهم.
ويقول عبد الصمد، وهو من الجزائر العاصمة، إنه يفضل الشواطئ الصخرية التي لا تأتي إليها العائلات لأنها مزدحمة وصاخبة ولا تحقق هدفه المتمثل في الذهاب إلى البحر وهو السلام والاسترخاء.
ويقول عماد الذي يأتي إلى الساحل الشرقي للجزائر من ولاية برج بوعريريج لممارسة هواية الغوص على ارتفاعات عالية، إن معظم الشواطئ الصخرية تتوفر على منصات طبيعية للقفز، “وهذه الهواية تنال استحسان الكثير من الشباب الجزائري رغم خطورتها”. “
وقال عقبة العثماني الأمين العام لجمعية رؤية للتنمية ورعاية الشباب بولاية جيجل الساحلية لوكالة أنباء العالم العربي إن شواطئ الولاية الصخرية تتميز بجمالها وصفاء مياهها وأن معظمها تقع تحت تلال صخرية تندمج مع خضرة الجبال المحيطة.
لكنه أقر بأن المصطافين، وخاصة الشباب، لا يستجيبون عادة للتحذيرات بشأن خطر الشواطئ الصخرية دون منقذين.
وأضاف العثماني: “كثير من الحوادث بسبب السقوط بين الصخور وقعت بين زوار هذه المناطق الصخرية الذين لم تكن لديهم خبرة في المغامرة ولم يعرفوا كيفية التعامل مع التضاريس الوعرة قبل الوصول إلى الشاطئ”.
ومع ذلك، تظل هذه الشواطئ المفضلة لدى العديد من الجزائريين الباحثين عن السلام والتمتع بجمال الطبيعة، خاصة وأن معظمها تحتوي على حمامات سباحة طبيعية.
وقال أمزال الممثل الإعلامي لمديرية إدارة الكوارث، إن أعلى نسبة لوفيات الغرق سجلت في الشواطئ التي تمنع السباحة فيها. ومنذ الأول من يونيو/حزيران، تم انتشال 57 جثة هناك.
وبحسب بن أمزال، فإن الشواطئ الممنوعة هي الشواطئ الصخرية أو التي توجد فيها تيارات بحرية قوية ومستمرة، أو التي لا يوجد بها طريق من الطريق إلى الشاطئ، مما يجعل عمليات الإنقاذ صعبة، أو التي تمنع السباحة فيها لأسباب تتعلق بالطبيعة. البيئة وتلوث المياه.
لا توجد نقاط مراقبة وحماية على الشواطئ التي يمنع فيها السباحة.
وكشف بن أمزال أن عدد عمليات الاستجابة للكوارث على الشواطئ لإنقاذ المصطافين من الغرق تضاعف أكثر من 22 ألف مرة منذ الشهر الماضي، قائلا إنه تم إنقاذ أكثر من 15 ألف شخص من الغرق خلال هذه الفترة.
وقال بن أمزال إن ضابطا في الدفاع المدني توفي مطلع الشهر الجاري أثناء إنقاذ ثلاثة شبان من الغرق بعد أن جرفتهم تيارات قوية على ساحل شنوة الصخري بولاية تيبازة غرب الجزائر العاصمة.
وقال الممثل الإعلامي إن مصالح الحماية المدنية في الجزائر خصصت عشرة آلاف شخص للمراقبة والحماية الدائمة والموسمية للشواطئ الجزائرية خلال موسم الصيف الذي يستمر من يونيو إلى سبتمبر.