ننشر نص كلمة وزير الخارجية والهجرة في افتتاح مؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية لغزة في القاهرة

منذ 2 أيام
ننشر نص كلمة وزير الخارجية والهجرة في افتتاح مؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية لغزة في القاهرة

انطلقت، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، فعاليات مؤتمر القاهرة الوزاري لدعم المساعدات الإنسانية في قطاع غزة في إطار جهود مصر لمعالجة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وتجدون أدناه نص د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة.

معالي د. محمد مصطفى

رئيس وزراء فلسطين،

السيدة أمينة محمد

نائب الأمين العام للأمم المتحدة،

عزيزي الوزراء

السيدات والسادة، أيها المشاركون الأعزاء،

يسعدني ويشرفني أن أفتتح مؤتمرنا اليوم، الذي يعقد تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، ومعالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش. أرحب بكم جميعا في القاهرة وأشكركم جميعا على تلبية دعوة حكومة جمهورية مصر العربية والأمم المتحدة. والهدف هو تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية الحالية في قطاع غزة ودعم جهود إعادة الإعمار المبكرة. وأرحب بشكل خاص بالدكتور. محمد مصطفى، رئيس الوزراء ووزير خارجية دولة فلسطين، كما أشكر السيدة أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، على مشاركتهم المشتركة في هذا المؤتمر الهام. وإنني أرحب بالمشاركين من الأمم المتحدة في منظمتهم، ولا سيما المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والمنسق الرئيسي للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، وممثل المكتب. لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا).

أصحاب السعادة،

السيدات والسادة،

نجتمع اليوم في ظل المأساة المستمرة غير الإنسانية وغير المسبوقة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم المستمر واستمرار الاحتلال، بل ويتفاقم ويستمر بسبب عدم كفاءة مؤسسات المجتمع الدولي. المجتمع والنظام القانوني. ويطالب المجتمع الدولي باتخاذ قرار وموقف رادع وحاسم يحقن دماء الشعب الفلسطيني الشقيق ويوقف انتهاكات القانون الجسيمة والمستمرة من قبل سلطة الاحتلال الإسرائيلي. ويمنع القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي محاولات خلق واقع جديد يطرد الفلسطينيين من أراضيهم ويعوق حقهم المشروع وغير القابل للتصرف في إقامة دولتهم المستقلة على كامل الأرض المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

لقد تجاوز العدوان على قطاع غزة كل الحدود، إذ ترتكب إسرائيل الفظائع على مرأى ومسمع منذ أكثر من عام دون رادع، في مشاهد مروعة تعجز الكلمات عن وصفها، وأيضا تستخدم الجوع والحصار كسلاح للطرد الجماعي معاقبة الفلسطينيين، وهو انتهاك صارخ للقانون الإنساني والدولي.

على مدى ثلاثة عشر شهرا، شهد المجتمع الدولي أعمالا مروعة ومشاهد قتل للأطفال والنساء، وتشريد المدنيين، وتدمير المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس، وقصف سيارات الإسعاف، بل وحتى الهجمات التي استهدفت العاملين في المجال الإنساني. ومن بينهم موظفو الأمم المتحدة، أدى القصف إلى مقتل أكثر من 237 منهم، معظمهم من شهداء الأونروا، وتدمير أكثر من 2000 منشأة تابعة لوكالات الإغاثة في قطاع غزة. وهذا يشمل أكثر من 65 من مدارسه. وأدى كل ذلك إلى مقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني. 70% منهم نساء وأطفال؛ بالإضافة إلى تهجير أكثر من 2 مليون شخص بسبب أوامر الإخلاء الصادرة عن دولة الاحتلال والتي أصبحت تغطي أكثر من 85% من أراضي قطاع غزة.

وإلى جانب هذه الانتهاكات، تمنع سلطة الاحتلال دخول الإمدادات الإنسانية والطبية الضرورية إلى قطاع غزة، من خلال فرض شروط وعقبات غير مبررة وغير قانونية. إن ما تسمح به، في ظل الضغوط التي تمارس عليها، لا يتناسب بطبيعة الحال مع حجم الاحتياجات الهائلة داخل قطاع غزة، الناجمة عن العبء المستمر للقصف والتهجير، وانتشار الأمراض والأوبئة، وبرد الشتاء القارس، والبرد القارس. خطر انتشار… نتائج المجاعة وحتى ما يتم جلبه يجد صعوبة في تلبية المحتاجين. بالنسبة له، لأن انعدام الأمن يعرضه للسرقة والتخريب وغيرها من المخاطر التي تمنع العاملين في المجال الإنساني من القيام بعملهم.

إن الكارثة مدانة من خلال الاعتداء المستمر على الأونروا ومساعي تقويض بل وتدمير عملها، وما نتج عنه من انهيار كامل للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني فيها، والأسوأ من ذلك مصر وفي هذا السياق، تم اعتماد قوانين غير قانونية تحظر عمل وكالة الأونروا. فهو يشكل سابقة خطيرة أن تقوم دولة عضو في الأمم المتحدة بحظر عمل إحدى منظماتها، ويعكس استخفافاً غير مقبول بالمجتمع الدولي ومؤسساته. وتؤكد مصر أن الوكالة ليس لها بديل ولا يمكن الاستغناء عنها داخل القطاع. ولا يمكن استبدالها أو اللعب بها من قبل أي طرف آخر.

أصحاب السعادة،

السيدات والسادة،

وكانت مصر في مقدمة الدول التي هبت لمساعدة أشقائها الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023، حيث قدمت نحو 70% من المساعدات التي دخلت قطاع غزة منذ ذلك الحين، مع تسهيل النقل الجوي والبحري والجوي إجراءات الشحن البري للحصول على هذه المساعدة. كما قامت مصر بإيواء آلاف الجرحى من أشقائنا الفلسطينيين، وقدمت لهم الرعاية الصحية، وقامت بتطعيم آلاف الأطفال الفلسطينيين، وقدمت للطلاب الفلسطينيين المساعدة اللازمة للالتحاق بالمؤسسات التعليمية المصرية، سواء من خلال وزارة التربية والتعليم أو من خلال الأزهر الشريف. شريف. وهذا ليس نعمة منا ولكنه مسؤولية وواجب على مصر تجاه أشقائها الفلسطينيين وبتوجيه مباشر من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. كما أنشأت مصر أول مخيم إيواء في جنوب قطاع غزة بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني. وسهلت إنشاء أربعة مستشفيات ميدانية في قطاع غزة، مع صيانة مستشفيين عائمين في مدينة العريش لعلاج المصابين.

ولنعلم أن مصر مستعدة لجلب عدد كبير من الشاحنات إلى قطاع غزة يوميًا بمجرد أن تسمح الظروف اللازمة على الأرض بذلك، لضمان الوصول الآمن للمساعدات وخلق بيئة آمنة لعمل منظمات الإغاثة. ونؤكد على الأولوية القصوى للانسحاب الإسرائيلي الفوري من الجانب الفلسطيني من معبر رفح والانسحاب من منطقة محور فيلادلفيا.

وفي الوقت نفسه، تقع على عاتق المجتمع الدولي، وفي القلب منه مجلس الأمن، مسؤولية واضحة للضغط على الاحتلال لفتح معابره الحدودية وتشغيلها إلى أقصى حد، بكل ما يعنيه ذلك بالنسبة لإسرائيل. وتتحمل دولة الاحتلال التزاماتها من خلال القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي هو الذي يحدد المسؤولية. وهذا هو الشرط الضروري، بل والحد الأدنى المطلوب، للتخفيف من حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، والتي يتحمل الاحتلال مسؤوليتها كاملة.

لقد خلف العدوان على قطاع غزة، المستمر منذ أكثر من عام، وراءه مستوى هائلا وغير مسبوق من الدمار الذي سيستغرق إصلاحه عقودا من الزمن. وهذا يتطلب من المجتمع الدولي العمل معًا لضمان الوصول الفوري والمستدام إلى المساعدات الإنسانية العاجلة وتنفيذ خطط التعافي السريع من خلال تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية في مجالات الغذاء والمياه والمأوى والصرف الصحي والرعاية الصحية، فضلاً عن توفير المساعدات الإنسانية. إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك إصلاح الطرق والمباني العامة وشبكات الكهرباء والمياه، وتنشيط الاقتصاد المحلي. مساعدة غزة على التعافي من تأثير هذا العدوان المدمر وإعادتها إلى مكان صالح للعيش قدر الإمكان إلى ما بعد ذلك. ينتهي العدوان ويبدأ الاحتلال مرحلة إعادة الإعمار.

وعلى هذه الخلفية، فإن رعاة هذا المؤتمر يشجعون جميع الوفود المشاركة على الإعلان عن تقديم الدعم اللازم لشعب غزة والإعلان عن الالتزامات المالية المقابلة التي يمكن تنفيذها على الفور لإنقاذهم من الكارثة الإنسانية التي يواجهونها في غزة. قطاع غزة وتمهيد الطريق لسرعة التعافي وإعادة الإعمار حتى لا نخذلهم إنسانياً كما خذلناهم سياسياً.

أصحاب السعادة،

السيدات والسادة،

لقد حان الوقت للابتعاد عن المعايير المزدوجة. إن المطلوب الآن وفوريا هو موقف حاسم لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وأوامر محكمة العدل الدولية وغيرها من المؤسسات القانونية الدولية الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين. وفقا لذلك لتوفير الإمدادات الغذائية والطبية وفقا للقانون الدولي الإنساني.

ونجدد التأكيد على الأهمية القصوى لوقف العدوان والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ورفض سياسة طرد الشعب الفلسطيني الشقيق، سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية.

وأخيرا، نؤكد مرة أخرى على الإنكار التام أن هناك أي دولة فوق القانون ولا تخضع للمساءلة أو المساءلة.

وأخيرا، نوجه تحية الإجلال والتقدير إلى الشعب الفلسطيني الشقيق على صموده ونضاله وتضحياته المتواصلة دفاعا عن أرضه وحقوقه. رحم الله الشهداء. وأقول لأشقائنا في قطاع غزة العزيز وفي كافة الأراضي الفلسطينية إن مصر بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية والشعب المصري ستظل دائما على العهد ومتمسكة بموقفنا في دعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. انطلاقا من روح 4 يونيو 1967، مع الرفض التام لكل الجهود الرامية إلى تصفية الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وطرد إخواننا الفلسطينيين من أرضكم. وستواصل مصر تقديم كافة سبل الدعم والعون والمساعدة لوقف إراقة الدماء، وستواصل العمل بلا كلل مع أشقائنا العرب ومع أشقائنا في دولة قطر ومع أصدقائنا في العالم للسعي إلى وقف فوري لإطلاق النار لتحقيقه. وإطلاق سراح الرهائن والسجناء وضمان الوصول إلى… مساعدات إنسانية فورية ومستدامة.

شكرا لحضوركم واستماعكم. أعطي الكلمة الآن لنائبة الأمين العام للأمم المتحدة، السيدة أمينة محمد. كما أغتنم هذه الفرصة لأشيد بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على شجاعته، وتمسكه الراسخ بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وقيادته الحكيمة للأمم المتحدة في هذه القضية الدقيقة. الظرف الدولي .


شارك