الشبكة العربية: حظر الأونروا انتهاك صارخ للقانون الدولي وخرق لميثاق الأمم المتحدة
أكدت الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان أن قرار دولة الاحتلال الإسرائيلي بمنع عمل وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وخرقا لميثاق الأمم المتحدة، وذلك في ولا سيما “اتفاقيات امتيازات وحصانات الأمم المتحدة” لعام 1946 والقرارات المقابلة الصادرة عن الجمعية العامة والتي تدعو الأونروا إلى الاحتفاظ بمقرها الرئيسي في منطقة الشيخ جراح بالقدس و عدم الاستسلام.
جاء ذلك خلال ندوة حقوقية نظمتها الشبكة بالتعاون مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتي جرت تحت عنوان “أثر إجراءات وقرارات السلطة الفلسطينية” دولة الاحتلال الإسرائيلي، عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وسلطت الشبكة الضوء على رمزية الأونروا كهيئة دولية تعكس التزام المجتمع الدولي تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة وفق القرارات الدولية، وشددت على أن مكافحة الأونروا لا تقتصر على مكافحة وسائل خدماتها الإنسانية فحسب، بل أيضا. تحمل أبعاداً سياسية تهدف إلى تقويض حقوق اللاجئين وإنهاء مشكلتهم على المستوى الدولي.
ودعت المؤسسات الوطنية إلى حث الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على تقديم الدعم المالي والسياسي المستمر للأونروا لضمان الحفاظ على خدماتها الحيوية، وخاصة في مجالي الصحة والتعليم.
ودعت الشبكة المجتمع الدولي والمحاكم الدولية إلى اتخاذ خطوات حاسمة لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها لمؤسسات الأمم المتحدة، بما في ذلك تقديم شكاوى قانونية بناء على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة مثل القرار رقم 2730 لعام 2024، وتعزيز الجهود. ومن الدول التي بدأت باتخاذ خطوات قانونية في هذا الاتجاه مثل النرويج.
كما دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في استشهاد 247 من العاملين في الأونروا في قطاع غزة وضمان تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة. كما سلط الضوء على الأثر الإنساني الكارثي لهذا القرار من خلال حظر الأونروا على ملايين اللاجئين، خاصة في قطاع غزة، حيث يعتمد 65% من السكان على وكالات الإغاثة.
ودعت الشبكة إلى تنظيم حملات تضامن وإعلام دولية للتوعية بالتداعيات الإنسانية والقانونية لقرار إسرائيل بحظر الأونروا، مع التركيز على دورها الحاسم في حماية ودعم اللاجئين وتشجيع المؤسسات الوطنية على دعوة حكوماتها. لاتخاذ مبادرات تضامنية عملية مع الشعب الفلسطيني والعمل على بناء تحالفات ضغط دولية لإسقاط القرار الإسرائيلي، فضلاً عن تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية لتحقيق السلام. لضمان الدعم اللازم للفلسطينيين وضمان استمرار الخدمات المقدمة لهم في مواجهة السياسات التمييزية لدولة الاحتلال.
وستعمل الشبكة أيضًا على إعداد مذكرة حقوقية، بناءً على قرارات الأمم المتحدة والواقع على الأرض، لمخاطبة وكالات الأمم المتحدة والهيئات الدبلوماسية للدول الغربية لتسليط الضوء على مخاطر قرار حظر الأونروا ومعالجة عواقبه الكارثية أيضًا. ودعا الدول العربية إلى الاصطفاف ماليا وسياسيا مع الأونروا من أجل تغطية العجز المالي ومواجهة مخاطر هذا القرار.
بدوره، رحب أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين بتوصيات الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان.
وأكد أن القرار الإسرائيلي بحظر عمل الأونروا يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ومحاولة لتقويض حقوق اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمعارضة هذا القرار.
كما أشاد بالمشاركة الواسعة للمؤسسات الحقوقية الدولية والإقليمية، واعتبر أن توصيات الندوة توفر خارطة طريق لتعزيز الدعم للأونروا وتمكينها من الاستمرار في أداء دورها المهم.
وأخيرا دعا أبو هولي إلى تنفيذ التوصيات والعمل المشترك مع المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية لحماية حقوق اللاجئين وضمان استمرار عمل الأونروا باعتبارها حجر الزاوية في دعم القضية الفلسطينية.