وزيرة خارجية سلوفينيا: نلتزم بتنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن توقيف نتنياهو وجالانت
أكدت نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية سلوفينيا، تانيا فاجون، على أهمية محاسبة مرتكبي جرائم الحرب، خاصة في قطاع غزة، وأشارت إلى أن سلوفينيا تحترم قرارات المحاكم الدولية وتلتزم بتنفيذها. وعلى وجه الخصوص، القرار الأخير بشأن مذكرات الاعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، مع توقع احترام الدول الأعضاء في المحكمة للقرار وتحمل المسؤولية المتساوية.
جاء ذلك في إطار حوار خاص بين نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية سلوفينيا مع وكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش المؤتمر الوزاري بالقاهرة لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة.
وردا على سؤال حول رفض بعض دول الاتحاد الأوروبي لقرار المحكمة الجنائية الدولية، قال فايون: “لا أستطيع أن أقول شيئا عن ذلك لأن كل دولة لها موقفها الخاص.. لكن بصراحة، إذا أردنا لها أن تلتزم بالقاعدة”. “بالقانون وعمل المحاكم، يجب علينا الالتزام بقرار المحكمة الجنائية الدولية”، مشددًا على احترام قرارات المحكمة وقرارات مجلس الأمن الدولي، التي ساهمت سلوفينيا في صياغتها ودعمها. يجب ويجب تنفيذه.
وفيما يتعلق بعلاقات سلوفينيا مع إسرائيل بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية، أكد فيون على أهمية فتح القنوات الدبلوماسية واستمرار الحوار مع الحكومة الإسرائيلية. وبدون ذلك لن يكون هناك حل سياسي. ونحن نؤكد في كل مرة على أهمية النقاش والضغط ونوضح للحكومة الإسرائيلية أن ما نراه اليوم في غزة يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي والقانون الإنساني.
وشددت على أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية كبيرة، وأشارت إلى أن رسالتنا كانت واضحة عندما اعترفت سلوفينيا بالدولة الفلسطينية المستقلة؛ والغرض منه هو “تحقيق الاستقرار والسلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين ليعيشوا جنباً إلى جنب”. لأن هذا هو الضمان الوحيد.
وأضافت: “نقول لجميع دول الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي: إذا كنتم تريدون حل الدولتين، فإن الاعتراف بدولة فلسطين أمر ملح”.
وعن التهديدات التي أطلقها الرئيس المنتخب دونالد ترامب وأعضاء الكونغرس، قال فايون: “لا يحق لي التعليق على التهديدات التي أطلقها بعض السياسيين.. لكن إذا كانت الدولة ملتزمة بسيادة القانون والنظام”. عمل المحاكم الدولية، ثم بياض ما يجب فعله”، مشيراً إلى أن معاهدة المساعدة القانونية المتبادلة الموقعة العام الماضي في ليوبليانا بشأن سلوفينيا؛ والهدف هو دعم تسهيل الإجراءات القانونية المتعلقة بمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية. ونحن ندعو جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى التوقيع والتصديق على هذه المعاهدة، ونلاحظ أن الولايات المتحدة لم توقع على هذه المعاهدة.
وفيما يتعلق بتقديم المساعدات لقطاع غزة، قالت إن مباحثاتها مع وزير الخارجية بدر عبد العاطي دارت حول تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لقطاع غزة، وأن تركيز مؤتمر القاهرة الوزاري كان على المساعدات الإنسانية لغزة. كما دعا إلى فتح المعابر الحدودية وأشار إلى أن سلوفينيا تقدم الدعم النفسي وإعادة التأهيل للأطفال من غزة.
وأشاد فايون بموقف مصر التي ترى في مصر شريكا مهما للغاية للاستقرار في المنطقة. تدعو القاهرة إلى السلام في قطاع غزة والمنطقة وتقدم المساعدات الإنسانية للمحتاجين. ويوصف الوضع في مصر بأنه “صعب”.
وأوضحت أنه منذ بداية الحرب، ساهمت بلادها من خلال الأونروا والهلال الأحمر وبرنامج الغذاء العالمي والمنظمات غير الحكومية في توفير ما يزيد عن 4 ملايين يورو من المساعدات الإنسانية لسكان غزة المحتاجين في غزة. غزة، بالإضافة إلى ثلاث شحنات كبيرة للمحتاجين في غزة بقيمة 1.5 مليون يورو، معتبرين أن المشكلة ليست في حجم هذه المساعدات، بل في طريقة تقديم هذه المساعدات بسبب الإجراءات الإسرائيلية الطويلة والصعبة إجراءات.
وذكرت أنه نتيجة لهذه الإجراءات، لا يحصل سكان غزة على المساعدة، وأعربت عن قلقها العميق إزاء الوضع على الأرض، لا سيما فيما يتعلق بالوضع الصحي والمجاعة في شمال قطاع غزة، مشيرة إلى أنه تم تسليم تسليم مؤخرًا وتم إرساله إلى غزة ويريد الأردن فتح ممر للمساعدات الإنسانية.
وشددت على ضرورة قيام المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لغزة، مشيرة إلى أن آخر اتصال كان مع وزير الخارجية الإسرائيلي السابق يسرائيل كاتس، وأنها لم تتح لها الفرصة للتواصل معه جديدا. وزير الخارجية.
وتابعت أن عشرة أطفال من غزة ومرافقيهم سافروا مؤخرًا إلى سلوفينيا لتلقي العلاج في مركز التأهيل، قائلة: “قمت بزيارة هؤلاء الأطفال للتأكد من حصولهم على العلاج اللازم لأنهم ضحايا الحرب، مشيرة إلى أن أكثر من 200 طفل فلسطيني تم علاج الأطفال في إطار البرنامج السلوفيني، الذي بدأ تنفيذه منذ عدة سنوات.
وفي ما يتعلق بلبنان، أشاد “فايون” باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه والذي يجب أن يستمر رغم الخروقات الإسرائيلية المستمرة، وأعرب عن قلقه إزاء الوضع في لبنان ودعا جميع الأطراف إلى عدم تصعيد الصراع واحترام الاتفاق الذي يعد ضروريا للاستقرار في جنوب لبنان و الانتخابات التي تجري في البلاد، ويشير إلى أن وقف إطلاق النار في لبنان يعتبر إشارة إيجابية للأوضاع في قطاع غزة.
وأشارت إلى أنها بحثت مع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب الوضع في البلاد وسبل تقديم المساعدات الإنسانية، مبينة أن الجانب اللبناني يحتاج إلى مزيد من الدعم لإعادة الإعمار، وخاصة المنازل، من أجل عودة النازحين والفعليين. وأعرب عن أمله في أن يستقر الوضع على الأرض وأعرب عن أمله في أن يستقر الوضع في لبنان، وهو أمر ضروري نظرا لالتزام الولايات المتحدة وفرنسا على الأرض.
وفيما يتعلق بالتوقعات بالنسبة للإدارة الأمريكية الجديدة، قال الوزير إن الولايات المتحدة – بالنسبة للدول الأوروبية وسلوفينيا – شريك استراتيجي بالنسبة لنا نظرا للمصالح المشتركة التي تتطلب التعاون. وأضافت: “بغض النظر عمن يجلس في البيت الأبيض، يجب أن نمنح الإدارة الأمريكية الجديدة المزيد من الوقت للاستعداد للعمل ونتطلع إليها للحصول على إجابات للعديد من الأسئلة والشكوك”.
وأضافت: “نريد أن تكون الولايات المتحدة قوية في مجلس الأمن الدولي وأن تكون مدافعا قويا عن الأمن والسلام في العالم على أساس ميثاق الأمم المتحدة”.