من هم اللاعبون الرئيسيون في الحرب الأهلية السورية؟

اندلعت الحرب الأهلية في سوريا من جديد بعد هجوم مفاجئ شنته المعارضة السورية المسلحة على قوات النظام السوري، تمكنت من خلاله من السيطرة على بلدات وعشرات القرى في حلب وإدلب شمالي سوريا.

وضعت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية اللاعبين الأساسيين في الحرب الأهلية السورية، التي استعادت اهتمام العالم، في وقت تم فيه تحويل انتباه العديد من اللاعبين الرئيسيين في الصراع أو إضعافه بسبب تسارع الأحداث في الشرق الأوسط بسبب حرب إسرائيل على غزة ولبنان.

وتدور اشتباكات وقتال بين فصائل المعارضة الموالية للولايات المتحدة وتركيا وجهات فاعلة أخرى، وقوات النظام السوري المدعومة بشكل مباشر من روسيا وإيران.

وبدأت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 بعد انتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وهناك خمس قوى عسكرية أجنبية في البلاد، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وإيران. وتسيطر القوات المناهضة للأسد، إلى جانب المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة، على أكثر من ثلث البلاد. وتسيطر إسرائيل على مرتفعات الجولان التي احتلتها في حرب عام 1967 مع جيرانها العرب.

– من هم الممثلين الرئيسيين؟

• القوات الموالية للحكومة السورية والمدعومة من روسيا وإيران

وسيطرت قوات الحكومة السورية منذ فترة طويلة على جزء كبير من البلاد بفضل القوات المتحالفة التي أرسلتها روسيا وإيران.

وتسيطر قوات الأسد على معظم المراكز السكانية الرئيسية، بما في ذلك العاصمة دمشق ومدن في وسط وجنوب وشرق سوريا.

شكلت سيطرة الحكومة السورية على حلب في أواخر عام 2016 نقطة تحول في الصراع، وتشكل خسارة المدينة في الأيام الأخيرة انتكاسة كبيرة.

ولعب المستشارون العسكريون والوكلاء الإيرانيون دورًا حاسمًا في دعم قوات الأسد طوال الحرب. لكن جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة المدعومة من إيران ضعفت في حربها الأخيرة مع إسرائيل، وكانت إيران منشغلة بالصراع. وانتشرت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران في سوريا يوم الاثنين لدعم الهجوم المضاد الذي تشنه الحكومة.

ويدعم الجيش الروسي الأسد من ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث يحتفظ بقاعدته البحرية الوحيدة خارج الاتحاد السوفيتي السابق، ومن قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية، حيث يتمركز مئات الجنود الروس. لكن الكثير من اهتمامه وموارده كان يركز على الحرب في أوكرانيا.

• الجماعات المتمردة المدعومة بشكل رئيسي من تركيا

وتقود القوات المناهضة للحكومة هيئة تحرير الشام المتمردة، التي تعمل منذ فترة طويلة في سوريا باعتبارها تابعة لتنظيم القاعدة، وتصنفها الأمم المتحدة ودول مثل الولايات المتحدة على أنها جماعة إرهابية.

وتسيطر هيئة تحرير الشام على جزء كبير من شمال غرب سوريا وأنشأت “حكومة إنقاذ” في عام 2017 للتعامل مع الشؤون اليومية في المنطقة.

وفي السنوات الأخيرة، سعى زعيمها أبو محمد الجولاني إلى إعادة تشكيل صورة الجماعة من خلال قطع العلاقات مع تنظيم القاعدة، والتخلي عن المسؤولين المتشددين وتبني التعددية والتسامح الديني.

وتشمل الجماعات المتمردة الأخرى حركة نور الدين الزنكي، التي كانت تدعمها الولايات المتحدة في السابق قبل انضمامها إلى التحالف الذي تقوده هيئة تحرير الشام.

هاجم تحالف من الجماعات المدعومة من تركيا والمعروف باسم الجيش الوطني السوري مناطق بما في ذلك بلدة تل رفعت الشمالية، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة.

وقال نشطاء المعارضة السورية إن مقاتلين صينيين من الحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين شيشانيين من الاتحاد السوفييتي السابق شاركوا في القتال الدائر شمال غرب البلاد. ولم تكشف تركيا، التي تسيطر على أجزاء من شمال سوريا، عن عدد قواتها في البلاد.

• قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، وهي تحالف من الجماعات المدعومة من الولايات المتحدة، على أجزاء كبيرة من شرق سوريا.

شنت قوات سوريا الديمقراطية معارك ضد تنظيم داعش، وسيطرت على آخر منطقة يسيطر عليها المتطرفون في شرق سوريا. ويتمركز حوالي 900 جندي أمريكي في شرق سوريا لدرء عودة الجماعة المتطرفة.

ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على عدة أحياء في حلب تحت حصار المتمردين. وقال نشطاء المعارضة إن مقاتلي المعارضة مستعدون للسماح لهؤلاء المقاتلين بالعبور إلى شمال شرق سوريا، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كانت القوات التي يقودها الأكراد ستفعل ذلك.

وتعتقد تركيا أن الفصيل الكردي الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية مرتبط بحزب العمال الكردستاني المحظور، والذي تعتبره تركيا وحلفاؤها جماعة إرهابية.