تسريبات ومخالفات واتهامات لـ بن غفير.. ماذا يحدث داخل شرطة الاحتلال الإسرائيلي؟
تواجه إسرائيل أزمة سياسية وقانونية جديدة بعد الكشف عن تحقيق موسع مع مسؤولين رفيعي المستوى في الشرطة ومسؤولي مصلحة السجون الإسرائيلية (شاباس) بتهمة الرشوة وخيانة الأمانة وعرقلة التحقيقات، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
ويرتبط المتهمون بعلاقة وثيقة مع وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة. وأثارت هذه التطورات جدلا واسعا حول طبيعة ودوافع هذه التحقيقات.
تفاصيل القضية
بدأ التحقيق بتوجيه من وحدة التحقيق في الشرطة (محش) واستهدف زعيم شابا كوبي يعقوبي وضباط شرطة بارزين. ويواجه اليعقوبي تهم عرقلة التحقيقات وخيانة الأمانة، بينما يشتبه ضابط شرطة برتبة “نائب مفوض” برشوة مسؤول حكومي واستغلال منصبه لتمرير معلومات سرية إلى مكتب بن جفير مقابل ترقية. كما تم استدعاء نائب قائد الشرطة ليئور أبو درهم كشاهد في القضية.
النتيجة الأكثر لفتًا للانتباه في التحقيق هي أن كوبي يعقوبي حاول حذف المنشورات السلبية عن بن جفير من قنوات التواصل الاجتماعي من خلال الضغط على موظفي شابا. وبحسب المصادر فإن المعلومات المسربة إلى مكتب بن جفير تتضمن تفاصيل حساسة حول السياسات الشرطية والأمنية للدولة.
ردود أفعال مختلطة
ووصف إيتامار بن جفير هذه التحقيقات بأنها “انقلاب على النظام” واتهم المستشار القانوني للحكومة غالي بيهاراف ميارا بتوجيه الأجهزة الأمنية لتقويض حكومته. وقال في بيان: “هذه محاولة لمنع تنفيذ سياساتي، وضباط الشرطة والشابا الذين ينفذونها يجدون أنفسهم الآن تحت التهديد”. كما أشار إلى أن تعامل السلطات مع الضباط كان يتم بطريقة “غير مهنية”، مما يعرض حياتهم وحياة أسرهم للخطر.
في الوقت نفسه، دعا بن جفير إلى تشكيل لجنة تحقيق برئاسة القاضي السابق آشر جرونيس لدراسة استمرار ولاية المستشار القانوني للحكومة. وأضاف: “هذه الحملة ليست سياسية فحسب، بل هي هدف مباشر للسياسات التي انتخبت لتنفيذها”.
من جانبه، قال عضو الكنيست موشيه سعادة، إن التحقيق يهدف إلى “الاضطهاد السياسي”، لافتا إلى أن تبادل المعلومات بين المسؤولين أمر شائع في إسرائيل ولكن يتم حاليا تضخيمه لتحويله إلى “اضطهاد سياسي”. ادعاء “الرشوة”.
صدمة بين الأجهزة الأمنية
وأثارت هوية المتهمين ضجة كبيرة في صفوف الشرطة، خاصة وأن المشتبه بهم كانوا يشغلون مناصب حساسة ومهمة. وأعرب أحد المسؤولين عن دهشته وقال: “ما زلنا غير قادرين على تصديق ذلك، نحن منزعجون تماما”.
أما الشاباك، فقد أعرب عن استيائه من وحدة مكافحة الإرهاب اليهودية التابعة لشرطة يهودا والسامرة، واتهمها بالفشل في مواجهة المتطرفين اليمينيين كما هو مطلوب. وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن الوحدة تعمل بناء على تعليمات بن جفير وليس تنفيذ القانون.