وزير الأوقاف: الانتماء إلى الوطن دين لا يقوم بعقوقه والتنصل منه إلا إنسان رديء الطبع مظلم العقل

منذ 2 شهور
وزير الأوقاف: الانتماء إلى الوطن دين لا يقوم بعقوقه والتنصل منه إلا إنسان رديء الطبع مظلم العقل

• نريد أن نقدم للإنسانية جمعاء رؤية وفكرة نرسخ فيها أهمية التعرف على الحضارات كبديل لفكرة صراع الحضارات.

• هدفنا تشكيل الشخصية الإنسانية بحيث تكون قوية، شغوفة بالمعرفة، متحمسة للبناء، ومنفتحة

وزير المؤسسات د. قال أسامة السيد الأزهري: إن القرآن الكريم له درجتان من الهداية: هداية خاصة، وهدى عام. والهداية الخاصة موجهة للمسلمين المؤمنين به، وترد في كل آية من آيات القرآن العظيم، والتي تبدأ بقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا”، وفي مثلها ثمانية وثمانون آية وقد عددها الإمام فخر الدين الرازي، ولكن الهداية العامة موجهة لكل إنسان، فهناك على وجه الأرض أناس يؤمنون به أو لا يؤمنون، وهذا ما ورد في كل آية نزل بها القرآن يبدأ بقول “يا أيها الناس” أو بكلام الله تعالى “يا أيها الإنسان” أو يمثله الله تعالى بقوله: “يا بني آدم”، هذه اثنتان وعشرون آية يمكننا كمسلمين أن نصيغ منها تصورا معرفيا أخلاقيا والعهد الروحي الذي يستهدف كل إنسان.

جاء ذلك خلال كلمة الأزهري في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الخامس “طريق الحرير الروحي وأهمية القيم الدينية في منطقة أوراسيا الكبرى” الذي تنظمه الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية في روسيا. مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في الفترة 25-26 يوليو بالتعاون مع مفتي جمهورية تتارستان.

وأشار الأزهري إلى أننا نريد اليوم كمسلمين أن نقدم للإنسانية جمعاء رؤية وفكرة نرسخ فيها أهمية التعرف على الحضارات كبديل لفكرة صراع الحضارات التي قدمها صامويل هنتنغتون. نحن ضد أي فكرة تؤدي إلى الصراع والإرهاب والقتل والتغريب بين الشعوب والأمم والحضارات والأديان الإنسانية بالخطاب القرآني الذي يخاطب كل إنسان على وجه الأرض بتعزيز القيم، وضمان أمن أوطانه، واستقرار الدول، وتكريم الإنسانية ويخلق الحضارة .

وأضاف الأزهري أن القيم الأخلاقية الأساسية تنقسم إلى قسمين: القيم التي تحافظ على بقاء الدول وأمنها واستقرارها، مثل التعايش والمواطنة وحب الوطن والعيش المشترك والتعرف على دولنا وأوطاننا، ولكن طموحنا أكبر بكثير. ولا نريد أن نتوقف عند قيم البقاء، بل نريد التركيز على قيم التحرك نحو هدف أكبر وهو خلق الحضارة. ونريد من جميع أبناء الأمة الإسلامية سرعة مكافحة الإرهاب والحفاظ على وطنهم وتعزيز قيم التعايش حتى نتمكن من الإبداع في العلم والمعرفة. وليعود المسلمون كما كانوا قبل عصرهم، بالإبداع في علوم الفلك والطب والتشريح والهندسة وغيرها من العلوم. نريد أن يحصل العشرات من الأشخاص على جائزة نوبل، العشرات من الأشخاص الذين سيقدمون براءة اختراع لاكتشاف أو اختراع. نريد جميعا كأمة إسلامية مع شركائنا من الشعوب والأديان الأخرى أن نبني جسور الخير والرخاء للإنسانية جمعاء.

وأشار وزير الأوقاف إلى أن اتجاهات الإرهاب والتطرف القبيح في العقود والسنوات الأخيرة استهدفت فكرة الوطن بطوفان وأفكار متنوعة تشكك في قيمة الوطن وقيمته في جمع هذه الأفكار الأفكار المتطرفة التي تهاجم مفهوم الوطن وقد قمت بتفكيكها وتفنيدها وتفكيكها في كتاب دميتا “الحق الواضح في الرد على المتلاعبين بالدين”.

ووجه وزير المؤسسة وصيته إلى كل مواطن مسلم في جمهورية روسيا الاتحادية والدول الشريكة والمجاورة الأخرى، وإلى أمتنا العربية والإسلامية وإلى كل إنسان مسلم على وجه الأرض أن يكون مواطناً صالحاً مخلصاً لوطنه، وطنه الذي يسعى جاهداً من أجل عزة وطنه ومكانته واستقراره وأمنه ويؤكد على أن الانتماء للوطن دين. وفي نظرنا جميعاً لا يستطيع أحد أن يعصيه أو ينكره إلا صاحب طبع سيئ وروح قاتمة، وما نسعى إليه جميعاً في بلادنا هو أن يكون المسلم وفياً وعادلاً ومخلصاً.

وأضاف وزير الأوقاف أن أهداف الوزارة تتمثل في مكافحة أشكال الإرهاب والتطرف والتطرف والعنف، وإطفاء نيران كافة أشكال الانحطاط للقيم السلوكية والأخلاقية الأساسية، وهدم أسس الإلحاد والمواجهة. مع الإدمان والانتحار واليأس والإحباط والحزن.

وتابع: «نسعى جاهدين لبناء إنسان يحقق أهداف طريق الحرير الروحي، يكون قوياً، شغوفاً بالعلم، شغوفاً بالبناء، منفتحاً، وطنياً، مخلصاً، محباً للإنسانية، سعيداً». لجلب الخير والنفع للناس وخلق الحضارة وتعزيز الابتكار في العلوم حتى يتمكن المسلمون من المساهمة في هذا العالم المتغير للغاية من خلال اختراق أجواء الفضاء وتطوير النظريات والحلول العلمية لمعالجة الأزمات الإنسانية والإجابة على الأسئلة المحيرة وزير الأوقاف ودعا بشكل خاص إخواننا في فلسطين وغزة إلى أن يحفظهم الله عز وجل مما يتعرضون له من عدوان مجرم، مؤكدا على موقف مصر الثابت في التضامن المطلق مع الأشقاء في فلسطين وخاصة في غزة وإعلاء حق أشقائنا في فلسطين. لإقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، والمطالبة بالسداد الكامل وإنجاح المؤتمر وأي نجاح لمؤتمر قمة البريكس المقرر عقده في نفس مدينة قازان في أكتوبر المقبل بحضور رؤساء الدول.


شارك