أورام الرحم الليفية.. أورام حميدة لا تخلو من مخاطر

منذ 3 شهور
أورام الرحم الليفية.. أورام حميدة لا تخلو من مخاطر

ذلك الورم الحميد الذي ينمو ببطء وتردد في رحم المرأة، وكأنها تعلم أنها تحتل مكانا دافئا آمنا ليس لها، تحتفظ فيه المرأة بسر أنوثتها وتحفظه لطفل هي التي كنت أنتظرها منذ ولادتها. يكبر بجد وهدوء، ويمكن أن تتكرر نوبات الحمل والولادة بسلام. فهو مجرد مراقب لمعجزة الحياة، دون الانخراط فيها، ودون الرجوع إلى تفاصيلها.لكن إذا قرر فجأة المشاركة في الأحداث، فهو يحتاج إلى علاج وربما تكون عملية استئصال الرحم هي الحل الأمثل للتخلص من مشاكله.*******الأورام الليفية الرحمية: لا أحد يعرف سببها حتى الآن، على الرغم من أنها شائعة ومنتشرة عند النساء، وخاصة النساء الأفريقيات. وتعاني منه واحدة من كل خمس نساء بدرجات متفاوتة. هناك أنواع من الأورام الليفية الحميدة يمكن للمرأة أن تتعايش معها لأن وجودها لا ينتج عنه أعراض تشير إلى ذلك، بغض النظر عما إذا كانت المرأة غير متزوجة أو متزوجة ولها حمل وولادات متكررة.هناك العديد من النظريات التي تفسر تكون الأورام الليفية في رحم المرأة، رغم أن معظمها يعزوها إلى بقايا الخلايا الجينية الموجودة في رحم المرأة منذ ولادتها، وهي تتأثر ببعض المؤثرات الهرمونية المرتبطة ببدء البلوغ وتتقدم مع حياة المرأة، فتبدأ في تكوين هذه البراعم الصغيرة من الأورام الليفية.الأورام الليفية هي ورم حميد وغير سرطاني ينشأ في رحم المرأة. لكن في حالات نادرة جداً إذا أهمل العلاج يمكن أن يتحول إلى ورم سرطاني وينزف بشكل متكرر ويصاب بالعدوى ويسبب تقرحات.يمكن أن يظل الورم العضلي ورمًا واحدًا ويمكن أن تتطور عدة أورام أخرى. إما أن يبقى مدفوناً في جدار الرحم ويزداد سمكه، أو أنه معلق على عنق أحد الأنسجة في الرحم. يختلف حجم الورم وموقعه، فبعضها يصل حجمه إلى بضعة سنتيمترات فقط، والبعض الآخر يتضخم حتى يملأ تجويف الرحم بالكامل ويضغط على جدار الرحم والأعضاء المجاورة له أو القريبة منه تشريحياً ويسبب العديد من الأورام. الأعراض التي تدل على وجوده، مثل:- تعانين من ألم مبهم في الحوض لأن حركة الورم وموقعه بالنسبة للأعضاء المختلفة في تجويف الحوض يسبب هذا الألم غير المألوف أو المتوقع.- حدوث نزيف، خاصة عند الاستيقاظ في الصباح، وفي بعض الأحيان لا علاقة له بالدورة الشهرية. كما أن نوبات النزيف المتكررة يصاحبها نزيف حاد في الأوقات المعتادة للدورة الشهرية، حيث أن وجود الورم الليفي يضعف قدرة عضلة الرحم على الانقباض، وبالتالي الضغط على الشرايين لوقف النزيف.إن ضغط الورم على المثانة يعني أنه يجب إفراغ المثانة مرارًا وتكرارًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن ضغط الورم على الأمعاء يمكن أن يؤدي إلى الإمساك المزمن.كما قد تشتكي المرأة من آلام الظهر بسبب تزايد حجم الورم، مما يضغط على أعصاب الحوض.<< ما هي تأثيرات الورم الليفي على الحمل إذا تزامن الورم الحميد مع مرحلة الخصوبة في حياة المرأة والتي تشمل الحمل والولادة؟- قد يبدو أنه ليس له أي تأثير على الحمل والولادة إذا كان صغيرا، وليس له تأثير واكتشف بالصدفة، لأنه يتفاعل مع هرمون الاستروجين الذي تزيد نسبته في الدم مع الحمل، فيزداد حجمه وطوله. يتقلص مرة أخرى ليعود إلى حجمه الأصلي بعد الولادة.يمكن أن يؤدي حجم وموقع الورم الليفي في الرحم إلى تعقيد المسار الطبيعي للحمل ويؤدي إلى الإجهاض المتكرر أو النزيف المتكرر، مع ما ينتج عن ذلك من خطر الإصابة بفقر الدم. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ولادة مبكرة قبل الموعد المحدد وفي بعض الأحيان يتسبب في فقدان الرحم لقدرته على الانقباض ومرونته، مما يساهم في طرد الجنين من الرحم وقت المخاض، مما يسبب مخاطر جسيمة على كليهما يمكن أن تؤدي إلى إصابة الأم والجنين.<< كيف يمكن التشخيص إذا كانت الأعراض غائبة في البداية؟مع الأورام العضلية الصغيرة، لا تظهر الأعراض غالبًا، لذلك لا يلاحظها الطبيب أثناء الفحص ولا تشتكي منها المرأة.الحمل هو السبب الرئيسي لوجود الأورام الليفية، وتشخيص الورم في هذه الظروف لا يعتمد فقط على الفحص الطبي، بل يجب إجراؤه بشكل أكثر شمولاً، بما في ذلك الفحص بالموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي، اللذين يوفران صورة دقيقة. صورة لحجم وموقع الورم وبالتالي يمكن التنبؤ بمستقبل الحمل.<< وإذا تم تشخيصه فما العلاج؟يعتمد علاج الأورام الليفية على عدة عوامل، منها عمر المرأة، وأهمية الحمل بالنسبة لها، وحجم الورم والموقع الذي يشغله في الرحم.- العلاج الطبي بالأدوية: وهو علاج مؤقت يعمل على تقليص الورم حتى تتم إزالته جراحياً.يمكن إزالة بعض الأورام باستخدام منظار خاص متصل بشاشة فيديو يمكنه تحديد مكان الورم. تتم عملية الإزالة باستخدام أشعة الليزر في عملية لا تستغرق وقتا طويلا، رغم أنها تتطلب الكثير من الخبرة.تعتبر عملية الاستئصال الجراحي للورم من الإجراءات الآمنة التي يلجأ إليها الجراح عند عدم إمكانية الطريقة السابقة. وهذا يسمح للمرأة بالحمل مرة أخرى، لكن الجراح غالبا ما يلجأ إلى عملية قيصرية توقعا للمفاجآت.- قد ينتهي الأمر بعملية استئصال الرحم إذا كانت المرأة قد تجاوزت سن الإنجاب وتفضل هذه العملية حتى لا تتعرض لمشاكل لاحقة.قد تؤثر الأورام الليفية على عدد أكبر من النساء غير المتزوجات وكذلك النساء اللاتي يعانين من مشاكل العقم. وهو مرض يصيب النساء بشكل عام، على الرغم من أن الخصوبة توفر للمرأة حماية أكبر ضد العدوى.لا توجد معايير موثوقة للوقاية من الأورام الليفية، على الرغم من وجود بعض المؤشرات التي تربط بين اتباع نظام غذائي صحي، من تناول الخضروات الطازجة والفواكه والأسماك والمكسرات إلى ممارسة مختلف أشكال النشاط البدني، والإقلاع عن التدخين وغيرها، والحفاظ على الوزن المثالي. والوقاية من أورام الرحم الحميدة رغم عدم وجود أي دليل، إلا أنها بيانات ضرورية لحياة صحية يمكن أن تضمن السلامة.


شارك