جناح الجحيم والصلاة تحت تهديد السلاح.. كيف وثقت شهادات المعتقلين انتهاكات سجن صيدنايا السوري؟
في أيام رمضان أو العيد، كنت تستلقي على البلاط الذي كان لك، والذي كان حجمه لا يكاد يكون بين بلاطة وبلاط ونصف بلاطة. تنظر عن يمينك فترى من يبكي، وتنظر عن يسارك فتجد آخر يبكي. “اللهم جمعنا لب الزيتون ورسمنا مربعات على قميص أسود موبخ حتى الموت”.
-هيلوينغز
وقال بيان آخر للأسير خلدون منصور: “كنا في الجناح C الذي أطلقوا عليه اسم جناح الجحيم، ولم يكن هذا الوصف بعيدًا عن الحقيقة. مثلاً، مُنع من الاحتفاظ بملابس غير التي كنت ترتديها، ومرت ثلاثة أشهر دون ماء في الخزان الذي كانوا فيه”. كانوا يحضرون لنا 20 لتراً من الماء يومياً، وكنا حوالي 40 شخصاً. “
وأضاف: “كان التعذيب النفسي أشد من التعذيب الجسدي. على سبيل المثال، جاء أحد الجنود وفتح نافذة الباب (شمعة الإشعال)، وهنا، حسب التعليمات، كان علينا المغادرة فوراً”. ذهبنا إلى مقدمة المهجع على ركبنا، كل واحد منا وضعنا أيدينا على أعيننا ووجوهنا على الحائط، ومنعنا أي شخص من الذهاب إلى واجهة المهجع. وعندما رأى حارس السجن، كان يفتح النافذة متى أراد، وكان يشتم أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا. نتمنى أن يدخل ويضربنا ولا نسمع هذا الكلام.
وتابع: “من أبشع العقوبات التي تعرضنا لها هو أنهم اختاروا أي شخصين وأمروهم أن يواجهوا بعضهم البعض وكان على كل واحد منهم (شحاته) أن يضرب زميله بلكمة على وجهه”. وكان الغرض من هذه العقوبة هو الإذلال… وها أنتم مجرد رقم في المرحلة الأخيرة من سجننا.” وكانت عمليات الإعدام تنفذ بشكل غير مباشر، على سبيل المثال عن طريق ضربات قاتلة للسجين في مناطق حساسة مثل الحبل الشوكي أو الرأس أو معدة.”
ومع ذلك، الساعة الصباح الأولى، تم مشاهدة مواقع التواصل الاجتماعي اجتماعي، توثّق فتح باب السجن، وسط أصوات الهتافات والدموع التي غالبا ما تكون صادرة عنهم وأحبائهم.
بنيامين فصائل المعارضة المسلحة في بيان: “ينزف إلى الشعب السوري نبأ تحرير الأسرانا، وفك الإلكترونيات من أغلال الظلم، ونعلن نهاية اليوم حقبة القهر في سجن صيدنايا”.
ويُسجن صيدنايا رمزًا للقمع العسكري في ضواحي دمشق، حيث كانت السلطات السورية تحتجز آلاف المعتقلين، وفقا لما أوردته وكالة “رويترز”.
ومع تلك المشاهدة، نعود للذاكرة لشهادات عن التجربة التي قررتها عايشها المعتقلون خلف ذلك السجن، وتم توثيقهم ضمن تقرير مطول بعنوان: “سجن صيدنايا خلال الثورة السورية”، والذي هذه هي سنة 2019.
-الجوع الذي يطاردنا حتى في الأحلام
يقول السجين معتصم عن الساتر: “يعانينا من نقص شديد في مرض السكري، حتى أصبحت حسابات تراودنا أثناء النوم، منذ خروجي، أصبحت مغرمة بالأكل، وسوف يحدثك تسعى عنا البائسة للطهي.. لا تشارك بأفكارك بعيدًا، لم تكن لدينا أي إمكانية للطبخ المعروف، بل يمكننا أن نستعين به ذلك بالخيال، نجتمع 3 أو 4 ونتحدث همسًا عن وصفات تحضير الرز أو البامية، تفاصيل الغرف”.
-الصلاة.. إيمان تحت الانصار
ويكمل عبدالساتر: “على الرغم من السماء الخارجية، كنا نصلي جماعة تحت الأسفل الباب، كان هناك شبك معدني مكرم، خصصنا منا للمراقبة ليحذرنا إذا اقتربنا من السجانون في إحدى المرات، اشتبهنا في السجانون بـ4 منا يصلون جماعة فانهالو عليهم الضرب حتى وقدوا القدرة على “تقدير لشهرين، واحتجزوهم في حمام المهجع لهذه الفترة”.
– أصوات العصافير: منبه صلاة الفجر
“لم نكن تعلم الوقت، فلا أحد منا يهه أصوات عصافير لتقدير وقت صلاة جدران الزنازين كانت شاهدة على دمائنا صدمات قضائية جزء من مخلفات الحياة اليومية، يعد فسادا يصلنا، فكنا انضم إلى جراحنا بخرقة ذرة إن وجدت”.
ومع ذلك، تم التخلص من المتطوع لمنصب رئيس المهجع بسبب الضربة القاضية، فصار الجميع يستقل عن العمل استهداف شخص واحد.
-اقتصاد البقاء.. مقايضة الطعام
ويواصل سرد مشاهد الألم والمعاناة “نشأت بيننا عمليات مقايضة، لو ملك أحدنا نصف رغيف الجسم، كان يشتري به زيتونا أو أي شيء آخر، لكن عندما اكتشف السجانون ذلك أصبحوا فيتشونا ويصدرون الطعام بالإضافة إلى قائلين: عمتوافروا؟ اللي عم يجيكم زيادة عليكم؟”.
في بعض الأحيان، كانوا يحرمون مهاجع كامل من الطعام كنوع من العقاب، أو تحسين الجهد في التوزيع، ضمن إحدى المرات، وزعوا حصة جناح كامل “عشرة مهاجع على ملجأ واحد فقط”.
رمضان والأعياد: مواسم الحزن
في رمضان أو أيام العيد، كنت تستلقي على البطولية التي تخصك، والتي بالتغليف بين بلاطات وربع أو بلاطات، وثم إلى يمينك فترى شفاء يبكي تلتفت إلى يسارك فتجد آخر يبكي، كنا نهمس: “يا الله جمعنا عجو الزيتون ورسمنا مربعات على قميص مجسم للعب الشطرنج أو الضام السجانون فاجأونا مرة واحدة، وعندما رأوا ذلك رنا حتى الموت”.
-جناح الجحيم
جاء في شهادة أخرى لمعتقل يُدعى خلدون منصور: “كنا في الجناح (ج)” جانباً للحقيقة، فمثلاً كان ممنوعاً أن يبقى بأي جزء من الملابس التي ترتديها، ومرت علينا 3 أشهر دون في ماء الخزان الذي كان خربتاً، لقد شاركنا في 20 شخصًا من الماء في اليوم، وبلغ عددنا حوالي 40 شخصًا”.
بالإضافة، “كان العذاب النفسي اختار من تعذيب الجسد، فمثلاً كان أحد العساكر يأتي ويفتح الطاقة التي في الباب (الشراقة)، وهنا كان علينا ضبط التعليمات التي نتوجه بها فوراً إلى الجعجعة السليمة جاثياً ويضع كل ما لدينا على داوود ووجهه إلى الجدار، ويمنع أن ذلك إلى الخلف ويمنع نهائياً أن ترى السجان، ويفتح شراقة شاء متى ويشتمنا بأمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا، كنا نتمنى أن ندخل فيضربنا ولا يجوز هذا الكلام”.
وتابعت “من أشد العقوبات التي كنا نتعرض لها أن ينتقوا أي شخص ويأمرونهما فيقفان عليهم أن يتأثروا زميله على وجهه، والقصد من مثل هذه السلطات الإذلال.. أنت هنا مجرد رقم، في المرحلة الأخيرة من سجننا، كانت تجري إعدامات بطريقة غير مباشرة، تماما مثلوا المعتقل القاتل على المناطق نشوئها كأنها نخاع أو رأس أو عدوى”.