مآذنه صدحت بسقوط بشّار الأسد.. ماذا نعرف عن تاريخ الجامع الأموي في دمشق؟

منذ 1 شهر
مآذنه صدحت بسقوط بشّار الأسد.. ماذا نعرف عن تاريخ الجامع الأموي في دمشق؟

دوت التكبيرات والأدعية، اليوم الأحد، على مآذن الجامع الأموي في دمشق احتفالاً بسيطرة فصائل المعارضة السورية على العاصمة وإعلان سقوط النظام ونهاية ولاية الرئيس بشار الماهر. قاعدة . الأسد.

وتجمع المئات في الجامع الأموي وأدوا أول صلاة فجر بعد سقوط النظام، وسط أجواء من الابتهاج والتعظيم ملأت المكان، فيما بث التلفزيون الرسمي السوري عبارة “انتصار الثورة السورية الكبرى”.

* عبد الملك بن مروان يزين عاصمته بالمسجد الحرام

وعندما أصبحت دمشق عاصمة للدولة الأموية في أوائل القرن الثامن الميلادي، تصور الوليد بن عبد الملك مسجداً جميلاً في قلب عاصمته الجديدة، والتي كانت من أقدم المدن المأهولة في العالم بدأ بناء المسجد عام 708م وانتهى عام 714م، ودفع ثمنه من عائدات الضرائب التي تجمعها الدولة على مدى سبع سنوات.

* من الوثنية إلى الإسلام.. مجموعة من الأديان في موقع بناء الجامع الأموي

يوثق المسجد تاريخاً طويلاً من الأديان ولذلك فهو شاهد على التاريخ الإيماني في بلاد الشام. يعود أصل موقع المسجد إلى معبد بني خصيصًا للإله الآرامي “حد” بين القرنين الحادي عشر والعاشر قبل الميلاد. تم بناؤه.

الإله هدد أو هدد أو أداد كان إله العواصف والأمطار. وكان ثوره هو الذي يصدر صوت الرعد أثناء قيادته لعربته ليضرب السحاب بالسوط ليتسبب في هطول المطر أو بسبب صراع مع أحد الآلهة الأخرى، وبحسب المعتقدات القديمة فإن الجفاف سيعم.

وبقي هذا المكان معبداً للإله “هدد” إلى أن غزا اليونانيون دمشق ووجدوا في هذا المكان ما أرادوا أن يبنوا معبداً للإله “جوبيتر” وهو أيضاً إله السماء والرعد. وكان المعبد يعتبر جوهرة المعابد اليونانية في المنطقة بالنسبة لجوبيتر الإله الرئيسي للدولة الرومانية، وأصبح منطقة مقدسة لوجود في فناءه مذبح كان له شكل مستطيل بأربعة أدراج و4 رئيسية مداخل.

وفي القرن الرابع الميلادي، خصص معبد “جوبيتر” لبناء كنيسة ضخمة أطلقوا عليها اسم “مار يوحنا المعمدان” (النبي يحيى). ونقلوا ما اعتقدوا أنه رأس يوحنا المعمدان إلى كنيسة جديدة وقاموا بتوسيع أسوارها.

ولا يزال الكثيرون يعتقدون أن مقام النبي يحيى يحتوي على رأس “يوحنا المعمدان” الذي لا يزال موجودا حتى اليوم في قلب الجامع الأموي، أحد أشهر المزارات الدينية.

بينما لم يجد الوليد بن عبد الملك مكاناً أفضل من مساحة المعابد التاريخية في دمشق لبناء الجامع الكبير الذي أصبح من أشهر المساجد في العالم.

وشهدت كنيسة يوحنا المعمدان دخول المسلمين إلى دمشق، حيث انقسم موقع المعبد القديم إلى نصفين، النصف الشرقي خصص مسجداً للمسلمين والنصف الغربي بقي كنيسة. وكان يسمى المسجد “مسجد الرفيق”، واستمر هذا الوضع أكثر من قرن، حيث يدخل المسلمون من الباب الشرقي والمسيحيون من الباب الغربي.

وعندما حاول الوليد بن عبد الملك بناء المسجد الحرام، لم يجد مكانا أفضل من موقع المعبد التاريخي الذي أصبح مع مرور الزمن رمزا لديانة أهل دمشق.

وقرر بناء جامع بني أمية الكبير في هذا الموقع، وبدأ ابن عبد الملك مفاوضات شاقة انتهت بالاتفاق على تخصيص أربع كنائس شرقي دمشق مقابل كنيسة القديس يوحنا المعمدان في جامعه الضخم. استيعاب مشروع المسجد.

وقد عمل البناة في هذا المسجد الكبير لمدة عشر سنوات ليكون أول مسجد يتميز بالمحراب نظرا لوجوده على الطراز المعماري القديم للكنيسة. أول مسجد زاره بابا الكنيسة الكاثوليكية يوحنا بولس الثاني عام 2001 خلال زيارة رسمية إلى سوريا.

*جولة تعريفية بالجامع الأموي

ويصف الكاتب علي الطنطاوي في كتابه “الجامع الأموي بدمشق” فيقول إن المسجد له ستة أبواب: منها الباب القائم الذي له ثلاثة أبواب، وباب كبير في الوسط، وبابان على الجانبين، وكان ذلك الثاني من البوابتان الرئيسيتان للمعبد.

البوابة الرئيسية الأولى هي البوابة المقابلة لجيرون. وعرف باسم باب الساعات وباب لادين بعد القرن الخامس. ويشبهه في أبوابه الثلاثة ويسمى الآن باب النفرة، ولا يزال قوسه كما كان في الماضي.

تم الحفاظ على باب المعبد الأصلي، المصنوع من خشب الصنوبر القوي للغاية والمغطى ببروزات كبيرة بارزة. وقد تعرضت للنار عام 753. وقد تضررت من الحريق وتأثرت، وتم نقلها إلى الخزينة (أي المستودع) ثم ضاعت. ويقدر المؤرخون أن عمر هذا الباب وقت الحريق يزيد عن ألف عام. ‏ الباب الآن مسدود وهو خلف المحراب. وله باب كبير في الوسط، وبابان صغيران على الجانبين، وكان الخلفاء يدخلون من الوسط. وبدأ الخلفاء بالدخول من الباب الأصغر الموجود على يسار المحراب.

وباب القبلة كان يعرف بباب الزيادة وكان يسمى باب الساعة. ثم انتقل هذا الاسم إلى باب جيرون لأن الساعات نقلت إليه، ويسمى الآن باب القوافين.

البوابة النطفانية، باب الجنة، تسمى الآن باب العمارة وهي البوابة المحدثة لمدرسة الكلاسة.

وفي عام 607م تم تجديد الباب البريدي (أي الأبواب الثلاثة) وتزويده بصفائح من النحاس الأصفر. كما جدده الملك الظاهر سنة 673.

في عام 719 تم استبدال الأبواب وتحسينها. تم إغلاق البابين الصغيرين للباب الشرقي (بوابة جيرون) بعد حادثة تيمورلنك وتم بناء محلات تجارية في صحن المسجد، إلا أنها هدمت في البداية في عام 820. وتم بناء البابين الغربيين الصغيرين في عام 819 والبابان الشرقيان سنة 82م بنيا. تم استبدال الألواح النحاسية على الأبواب الجديدة.


شارك