تقرير.. كأس العالم 2034 حلقة في مسلسل صعود السعودية بالرياضة العالمية
سيظل فوز المملكة العربية السعودية باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم بعد غد الأربعاء أهم إنجاز للدولة الخليجية في مسيرتها المتنامية في الرياضة العالمية.
وقطعت المملكة خطوات كبيرة في مجال الرياضة العالمية في السنوات الأخيرة، وسيكون أكبر إنجاز لها هو استضافة الألعاب الأولمبية في المستقبل.
وكانت الخطوة الأولى هي الفوز باستضافة أول دورة ألعاب رياضية إلكترونية عام 2025، كما تتطلع السعودية إلى استعراض قدراتها في استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 والتأكيد على أن المناخ الحار لن يكون عائقاً.
ومن المتوقع أن تفوز السعودية بأغلبية ساحقة في التصويت باعتبارها المرشح الوحيد لاستضافة بطولة كأس العالم للرجال 2034.
وأطلقت المملكة مشروعا استراتيجيا يسمى “رؤية 2030” يهدف إلى جعل البلاد أكثر استقلالا عن النفط وسط تراجع أسعاره العالمية ونقص الموارد النفطية غير المحدودة.
وترتكز رؤية المملكة العربية السعودية 2030 على التعليم والسياحة والطاقة النظيفة والتكنولوجيا، لكن يبقى الترفيه والرياضة جزءاً مهماً من هذه المبادرة.
ويقال إن المبادرة مدعومة بمئات المليارات من خلال صندوق الاستثمارات العامة، الذي تم إنشاؤه لتنفيذ الإصلاحات التي قدمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2016.
وبحسب دراسة لمبادرة “العب اللعبة”، فقد ساهم هذا الصندوق بثلث 910 صفقات رعاية رياضية عالمية أبرمتها السعودية.
حاليًا، يعد الدوري السعودي لكرة القدم موطنًا لنجوم رفيعي المستوى مثل كريستيانو رونالدو ونيمار جونيور الذين يتم إغراءهم بعقود كبيرة جدًا، كما تعد المملكة أيضًا موطنًا للبطولات الأوروبية مثل كأس السوبر الإيطالي والإسباني، مع حصة الأغلبية في نيوكاسل يونايتد.
واعتبارًا من عام 2021، سيقام السباق في جدة سنويًا أيضًا في عالم الفورمولا 1 وسيستضيف أيضًا نزالات استعراضية كبرى في الملاكمة وعدد من بطولات الجولف.
كما استضافت العاصمة الرياض بطولة Great Six للتنس، والتي شارك فيها نجوم كبار مثل رافائيل نادال ونوفاك ديوكوفيتش مقابل 1.5 مليون دولار لكل لاعب.
أقيمت بطولة نهائيات رابطة اللاعبات المحترفات العالمية في الرياض لأول مرة هذا العام، رغم بعض التحفظات من نجمات سابقات مثل كريس إيفرت ومارتينا نافراتيلوفا.
تحسنت بعض الظروف في المملكة من خلال الإصلاحات الاجتماعية المتعلقة بحقوق المرأة، مثل السماح لها بقيادة السيارات وبدء الأعمال التجارية دون الحاجة إلى إذن من الرجال.
من جانبه، قال بيرند نويندورف، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، إن التصويت ضد استضافة السعودية لكأس العالم 2034 لم يكن خطوة صحيحة، داعيا إلى مزيد من الإصلاحات.
وأوضح نيويندورف: “لن نكون قادرين على تنفيذ مطالبنا إذا لم نكن مستعدين لقبول المملكة العربية السعودية كمضيف. علينا أن نتفق على ذلك.”