النائب أحمد عبد الماجد: قانون المسئولية الطبية يحتاج بعض التعديلات.. وقد يكون سببا لتزايد ظاهرة هجرة الأطباء
اجتمعت اللجنة المشتركة بين لجنة الصحة والسكان ومكتب لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية برئاسة د. حسين خضير وكيل وزارة الخارجية للجنة الشؤون الدستورية ود. عقد محمد شوقي العناني والمستشار عصام هلال وكيل اللجنة القانونية والدستورية بالمجلس اجتماعا أمس الأحد، لمناقشة قانون المسؤولية الطبية وحماية المرضى، بحضور د. خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، والمستشار محمود فوزي، وزير الشئون البرلمانية والقانونية والاتصال السياسي ورئيس نقابة الأطباء، د. أسامة عبد . مدير المنطقة نقيب التمريض والعينا د. كوثر محمود.
وتختتم اللجنة اجتماعها الثاني اليوم الاثنين، والذي سيناقش فيه أيضًا قانون تنظيم المسؤولية الطبية وحماية المريض.
أكد النائب أحمد عبد الماجد، عضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، أن استعداد الحكومة لحضور مناقشات اللجنة دليل على اهتمامها بصياغة قانون جيد والاستماع إلى كافة الأطراف المعنية بشكل حضاري وديمقراطي.
وأضاف عبد الماجد في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن مخرجات الاجتماع أظهرت استجابة الحكومة لإيجاد صيغة توافقية بشأن المادة التي تشير إلى الحبس الاحتياطي لمقدمي الخدمات الطبية دون تمييز ضد فئة معينة، في تناقض إلى الدستور.
وأشار عبد الماجد إلى أنه عندما قرأنا لأول مرة مشروع تنظيم المسؤولية الطبية وحماية المريض، وجدنا أنه لا يلبي طموحات مقدمي الخدمات الطبية في مصر، رغم أنهم كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر، وأكد أن القانون يحتاج إلى بعض التغييرات لتوفير بيئة عمل مناسبة لجميع مقدمي الخدمة.
وأوضح عضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ أن دراسة قوانين المسؤولية الطبية في المنطقة العربية مثل السعودية والإمارات والكويت والأردن، تبين أن القانون المقترح يفتقر إلى العديد من النقاط التي لم تؤخذ بعين الاعتبار أو تم تجاوزها في وبشكل شبه سطحي، بحكمة، يحذر القانون من تأثيره السلبي على بيئة عمل مقدمي الرعاية الطبية، وهو ما قد يكون سببا في تزايد ظاهرة هجرة الأطباء.
وأشاد عبد المجيد بإدراج مادة خاصة بالاعتداء على العاملين في المجال الطبي والمرافق الصحية في مشروع القانون، لكن يجب تغليظ العقوبة للقضاء على هذه الظاهرة. وبالإضافة إلى ذلك، يجب تعريف مفهوم الخطأ الطبي بوضوح على أنه خطأ طبي جسيم عند تحديد المسؤولية المدنية والجنائية.
وكان مجلس الشيوخ قد أعلن أنه بدأ المناقشات حول قانون المسؤولية الطبية ورعاية المرضى بعد أن أرسلته الحكومة إلى مجلس النواب الذي أرسله بدوره إلى مجلس الشيوخ للتصويت عليه.
وأكد المشايخ في بيان، أمس الأحد، أنه مع بدء المناقشات حول القانون، برزت تساؤلات ومخاوف حول طبيعة المسؤولية الجنائية التي قد تنشأ عن الأخطاء الطبية للأطباء.
وأشار إلى أن رأي البعض بأن الأنظمة المقارنة لا تجرم الأخطاء الطبية قد أثار جدلا، في حين أظهرت الدراسات والمقارنات أن العديد من الدول أدرجت في قوانينها نصوصا واضحة لمعالجة هذه المسألة. ومن الملفت للنظر أن بعض الدول لم تكتف بإدراج النصوص في قوانينها الجنائية، بل قامت أيضا بسن قوانين مستقلة تنظم المسؤولية الطبية بطريقة شاملة ومتكاملة.
وأشار آل الشيخ إلى أن الواقع يظهر أن المسؤولية الجنائية للأطباء معترف بها في العديد من الأنظمة القانونية، لكنها تختلف في الشكل والنطاق وتتوافق مع خصوصيات كل دولة. وما يميز هذه القوانين هو التوازن الذي تسعى إلى تحقيقه بين حماية حقوق المرضى من جهة وضمان بيئة عمل آمنة ومطمئنة للأطباء من جهة أخرى.
وشدد المجلس على أن مشروع القانون الجديد في مصر يبدو خطوة جادة نحو تحقيق هذا التوازن. وهي لا تهدف إلى تحميل الأطباء أعباء لا لزوم لها، بل تهدف إلى وضع معايير عادلة للمساءلة تمنع الإهمال وتحمي حياة المرضى دون تقويض ثقة الأطباء في ممارسة مهنتهم النبيلة.
وتابع مجلس الشيوخ في بيانه: “مع بدء مناقشات مجلس الشيوخ حول هذا المشروع، يظل هناك أمل في أن يكون التشريع القادم نموذجًا يستحق المحاكاة، ويجمع بين العدالة والمسؤولية ويعزز قيمة الممارسة الطبية الآمنة في خدمة الصحة”. الإنسانية”.