وقائع وشهادات جديدة من قلب الحدث – شمال غزة تحت نار الإبادة والتطهير العرقي
* جرائم وحشية يرتكبها الاحتلال في مثلث “جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون”. شهود: الجثث تختفي، والأحياء تسقط، والجثث ليس لها قبور. * أحد نازحي المجازر: لم نتمكن من الوصول إلى منزل أخي وابنه لنبش جثتيهما وتكريمهما بجنازة. * الصحفي الفلسطيني: شعبنا لم يخرج من دياره.. بل أجبر تحت تهديد السلاح والقتل والدمار. * مدير عام الصحة: الاحتلال يستخدم أسلحة ذات قوة انفجارية هائلة تؤدي إلى تدمير المناطق السكنية *خبير عسكري: الجثث ذابت وتبخرت بسبب الحرارة العالية جداً المنبعثة من قوة الانفجار * مكتب حكومي: إسرائيل تريد تحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة غير صالحة للسكن * الحاجة عائشة: “عشنا في العهد البريطاني وأخبرنا والدي عن العثمانيين، لكننا لم نرى ولن نرى أسوأ من هذا العدو”.
أسلحة غامضة تبخر الجثث دون أن تترك أثرا، أطنان من المتفجرات ترمى فوق الأحياء السكنية وتسويها بالأرض، أشلاء متناثرة هنا وهناك، جثث ملقاة في الشوارع والشوارع بلا مقابر، مئات المفقودين والشهداء تحت الأنقاض، عمليات قسرية هائلة إخلاءات وجرحى يئنون حتى الموت في منازلهم دون مساعدة… تصل الإسعافات وهم جياع ولا يأكلون إلا القليل.
هذه المشاهد ليست “أفلام رعب” من صنع مؤلفين يبحثون في عالم الخيال عن ما هو الأهم في عالم الواقع، ولكنها واقع الحياة في محافظة شمال غزة التي تضم جباليا وبيت لاهيا وبيت حنون الذي دمر الاحتلال الإسرائيلي حياته ومؤسساته الحيوية، كما أفاد نازحون وصحفيون ومسؤولون وناشطون في مجال حقوق الإنسان، بالكاد تتواصل معهم “الشروق” هاتفيا نظرا لضعفها. والبريد الإلكتروني لشبكة الإنترنت والاتصالات.
لليوم الـ65 على التوالي، الاحتلال يفرض حصارا كاملا على شمال قطاع غزة، يترافق مع قصف جوي ومدفعي عنيف وعزل كامل لبلدات وأحياء بيت لاهيا ومخيم جباليا، تزامنا مع انهيار الوضع الصحي ونقص الكوادر الطبية وحملة الجوع الممنهجة التي تتمثل في منع الوصول إلى الغذاء والدواء والمياه والوقود اللازم للعمليات.
التحول تحت النار
تحدث أبو جعفر، أحد مهجري الجحيم في محافظة شمال غزة، عن عمله في وزارة الصحة. وقال لـ«الشروق»، إننا نرى حالات كثيرة من أشلاء وجثث الضحايا تصل إلى مستشفى كمال عدوان كل يوم تقريبا. وقال إنه نظراً لخطورة التشوهات والحروق وأشلاء الجسم، كان من الصعب جداً التعرف على أن الجثة كانت ممزقة، مشيراً إلى أن السلاح سلاح غير تقليدي، وهو ما يتطلب تحقيقاً خاصاً من قبل لجان متخصصة.
ويروي أبو جعفر معاناته ومعاناة آلاف آخرين خلال رحلة النزوح المتكررة من مكان إلى آخر في ظل حصار ونيران الاحتلال: “منذ اليوم الأول للحصار القاتل لمحافظة شمال غزة في مدن جباليا وفي بيت لاهيا وبيت حانون حاول الاحتلال إجبار السكان على مغادرة منازلهم أو مخيماتهم. وقد أجبرتهم مجموعات من السكان على الفرار بسبب وابل النيران والقصف المستمر، وبقيت مجموعة أخرى تحتمي تحت أنقاض منازلهم.
وأضاف: “كنا ننتقل من حي إلى آخر كنازحين، بحثاً عن موطئ قدم آمن. وكان آخرها منطقة المنشية وسط بيت لاهيا، حيث يوجد عدد من المدارس، مثل مدرسة أبو تمام، والتي تم تحويلها وغيرها إلى مراكز إيواء، لكن نيران الاحتلال امتدت إليها”.
ويتابع أبو جعفر: “تعرضت بعض المدارس للقصف بالطائرة بدون طيار، مما أدى إلى إصابة العديد من النازحين، وصدرت مكبرات صوت تحذر من أن من سيبقى سيبقى”.
وتابع: “ووسط هذا القصف اضطررنا لإخلاء مراكز الإيواء والتوجه إلى مدينة غزة عبر طريق صلاح الدين والمرور على الحواجز العسكرية حيث تعرض النازحون لمعاملة سيئة وتم اعتقال بعضهم لدى مجهولين ونقلهم إلى أماكن. “
ويشير إلى أنه سيتم وضع الرجال في منطقة للفحص والتحقق والفحص أثناء المرور عبر الحاجز، كما سيتم السماح للنساء والأطفال دون سن 15 عاما بالمرور بعد فحص محتويات أمتعتهم.
وكشف أن مرحلة الفحص تمت مع الرجال، والتي وصفها بـ”المذلة”: “الفحص والتحقق يبدأ بدخول خمسة رجال في وقت واحد أمام الكاميرات لفحص القزحية وبعد الفحص يتم أخذ البعض تحت الفحص”. أخذ البيانات الشخصية بعين الاعتبار يؤخذ منهم، بينما يسمح للآخرين بالمرور”.
ويضطر الرجال الباقون إلى خلع جميع ملابسهم وارتداء وزرة بيضاء تشبه تلك التي يرتديها مريض كورونا. يتم تقييدهم خلف ظهورهم، معصوبي الأعين، راكعين، ثم يتم اقتيادهم إلى التحقيق، ولا يعرفون ما سيكون مصيرهم.
وينتقل أبو جعفر إلى جانب آخر من معاناة سكان محافظة شمال غزة، قائلا: “منذ بداية الحصار، يمنع جيش الاحتلال، ضمن سياسة ممنهجة، دخول أي نوع من المساعدات إلى القطاع”. “المجاعة في الشمال، وقد ساهم هذا المنع في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والبقالة حوالي 10 أضعاف سعرها الفعلي”.
ببالغ الحزن والألم تحدث أبو جعفر بصوت مكسور يوم الأربعاء 13 تشرين الثاني/نوفمبر عن استشهاد شقيقه وابن أخيه بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار عليهما مباشرة في منزلهما بمدينة بيت لاهيا لأننا لا نستطيع الوصول إليهما تكريمها بجنازة.
وأضاف: “كما استشهدت زوجة أخي وابنها يوم الجمعة 29 نوفمبر بعد محاولة نقلهما إلى مستشفى كمال عدوان بعربة يجرها حصان. وهذه مأساة من بين العديد من المآسي التي اعتاد عليها مواطنو غزة. “
التدخل في عمل الطاقم الطبي
وبإلقاء نظرة فاحصة على واقع الحياة في محافظة شمال غزة، يقول الصحفي الفلسطيني يوسف فارس من سكان شمال القطاع، في مداخلة هاتفية مع الشروق، إن جيش الاحتلال اختفى بشكل كامل منذ بدء الحصار، وتعطلت الحركة عمل الكوادر الطبية والفرق الخدمية مثل الدفاع المدني والإسعاف وخدمات الطوارئ بعد أن دمرت سياراتهم واعتقال الطواقم الطبية في المستشفيات، فيما مُنع الصحفيون من نقل دورهم في هذه الأحداث. الكشف عن جرائم الاحتلال.
أكد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، في بيان صدر مؤخراً، أن عمله في محافظة شمال القطاع متوقف منذ 23 يوماً، مشيراً إلى أن آلاف المواطنين بلا رعاية إنسانية وطبية نتيجة جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل. مما أدى إلى مزيد من الكارثة التي أدت إلى وفاة بعض السكان في منازلهم دون أن يسمع أحد أخبارهم إلا بعد أيام قليلة.
يتوقف “فارس” عن حديثه للحظات ويتمتم بالشهادة (لا إله إلا الله) بعد سماعه أزيز طائرات الاحتلال قبل أن يشن هجوماً جديداً ضمن حملة القصف الإسرائيلي المتواصلة.
وتابع: “الوضع هنا في شمال قطاع غزة مأساوي وصعب للغاية بعد أن دمرت الغارات الإسرائيلية أحياء ومناطق سكنية وسوتها بالأرض”.
وأضاف: “يحاول الاحتلال تخليص بلدات بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا ومناطق شرق جباليا من سكانها عبر المدفعية الثقيلة والغارات الجوية، ما أدى إلى تهجير قسري وإجلاء ما بين 50 ألف إلى 60 ألف مواطن”. من الشمال إلى مدينة غزة ووسط القطاع”.
وتعليقا على ملامح الوضع المعيشي المأساوي، يقول فارس: “أزمة الجوع تتفاقم في الشمال مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب الحصار”، ويخلص إلى أن جيش الاحتلال أحبط 86 محاولة لإدخال المواد الغذائية إلى المناطق المحاصرة. وفقا للأمم المتحدة.
وعن هدف الاحتلال من هذه الجرائم يشير الصحفي يوسف فارس: “العدو أخلى مخيم جباليا، وبيت لاهيا سيتم إخلاءها اليوم، وربما خلال شهر أو شهرين سيتم إخلاء حيي الدرج والزيتون أيضاً”. “، مما أدى إلى التطهير العرقي لكامل شمال قطاع غزة”.
ويؤكد: “شعبنا لم يخرج من وطنه، بل طُرد تحت تهديد السلاح والموت، كما لم يهاجر في عام النكبة، بل طُرد في الماضي… الناس خائفون وخائفون”. وتحملوا الجوع حتى جاء العدو وأحرق بيوتهم وملاجئهم».
ويختتم الصحفي الفلسطيني يوسف فارس بقصة يستشهد بها عن المرأة المسنة عائشة أبو سلطان، التي طرقت أبواب امرأة تسعينية مطردة من مخيم جباليا إلى وسط قطا، والتي تحدثت عن نكبة 1948 وأنها كانت مثل رحلة مدرسية مقارنة بما عاشته في عام 2024.
وخلاصة المشهد تقول النازحّة التي لا تزال تحتفظ بذاكرة راسخة: “لم نعيش لحظة سعيدة واحدة يا ابنتي. هذا هو مصيرنا، وقد أخبرنا والدي بذلك أيها العثمانيون، لكننا لم نرى أسوأ من هذا العدو ولن نرى ذلك أبدًا.
ذوبان الكتل السكنية
وصلت جرائم الاحتلال الإسرائيلي في محافظة شمال غزة إلى حد استخدام أسلحة غامضة لتبخير أجساد الفلسطينيين.
قال مدير عام وزارة الصحة بغزة د. وقال منير البرش، في مداخلة هاتفية خاصة لـ”الشروق”، إن ما يرتكبه الاحتلال هو إبادة حقيقية يستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة ذات القوة الانفجارية الهائلة، والتي تستخدم لتدمير المناطق السكنية والسكنية. تبخير الجثث.
ويوضح: “تقوم إسرائيل بإرسال روبوتات الهدم إلى الأحياء السكنية محملة بأطنان من المتفجرات ويتم التحكم فيها عن بعد للتنقل بين المنازل والمناطق السكنية في مناطق ومدن شمال قطاع غزة”.
وبحسب الملاحظات، يوضح مسؤول وزارة الصحة أن استخدام هذه المتفجرات يؤدي إلى ذوبان مناطق سكنية بأكملها بسبب شدة الانفجار، حيث تنهار أسطح وجدران المباني على شكل قطع صغيرة أو تختفي الجثث تبخرت من الموقع ولم يبق أي أثر سوى فروة رأس واحدة. على سبيل المثال، تم العثور على كسور في عظام الصدر في الرأس وبعض الجثث.
البرش يطالب بضرورة الكشف عن نوعية الأسلحة والمتفجرات التي تستخدمها إسرائيل في عدوانها على شمال قطاع غزة، ويكشف عن دعوات وزارة الصحة في غزة والمجتمع الدولي لنشر فرق ولجان تحقيق دولية هناك وهو دليل على استخدام الأسلحة المحرمة دوليا، الأمر الذي يتطلب تحقيقا دوليا جديا.
الدواء ينفد
وفيما يتعلق بالوضع الصحي في شمال قطاع غزة، يوضح مدير عام وزارة الصحة أن المستشفيات تقوم فقط بمعالجة المصابين بالحد الأدنى من القدرات المتاحة بسبب استنفاد الأدوية والمستلزمات الطبية، فضلاً عن الحصار وعملية الإبادة. .
تجدر الإشارة إلى أن المجزرة الأخيرة وقعت قبل أيام بحق عائلتي “البابا” و”أحمد” شمال غرب بيت لاهيا، حيث تم الاعتداء على منزليهما، ما أدى إلى استشهاد 75 شخصاً، معظمهم من وقتل أطفال ونساء، ولم تتمكن سيارات الإسعاف أو الدفاع المدني من الوصول إليهم.
وحذرت منظمة الصحة العالمية قبل أيام من أن قطاع غزة، وخاصة الجزء الشمالي منه، يعاني من نقص حاد في الأدوية والغذاء والوقود والمأوى، ودعت إسرائيل إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع.
وقال ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية، ريك بيبركورن، إن 22 طلبا قدمت في نوفمبر الماضي للقيام بمهمات طبية في شمال قطاع غزة، لكن تمت الموافقة على تسعة منها فقط.
الروبوتات المتفجرة
تقرير الناطق الرسمي باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تيسير محيسن، حول “تبخر الجثث” بسبب استخدام الأسلحة غير التقليدية، لم يختلف كثيراً عن ملاحظات مدير عام وزارة الصحة.
وفي حديث خاص لـ«الشروق» من غزة أكد محيسن أن عددا من الناجين في منطقة بيت لاهيا أخبرونا أن الاحتلال استخدم روبوتات الهدم، وهي عبارة عن دبابة ولكنها من طراز أصغر حجما، وكانت البراميل مملوءة بمواد سائلة و ليست متفجرات صلبة كما هو معروف عموما.
وحول تأثير استخدام هذه الروبوتات المتفجرة، أشار المسؤول الفلسطيني إلى أنه عندما تنفجر هذه المواد في المناطق السكنية، فإنها تحول المنطقة السكنية إلى منطقة محترقة بالكامل وأي جسم إنساني أو حيواني يتعرض لها يتحلل تماما، ولا ولم يتم العثور على جثث بعض الضحايا سوى بقايا ملابسهم.
وبحسب محيسن الذي استشهد نجله أثناء كتابة هذا التحقيق الصحفي، فإن ما يحدث خطير للغاية لأنه لا يسمح للمنظمات الدولية بالدخول إلى شمال قطاع غزة لفحص آثار المواد المتفجرة ومن خلال مختبرات خاصة لتحديد نوعها ومكوناتها وتركيبتها. .
غير قابلة للحياة
وحول هدف الاحتلال، يقول الناطق باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن إسرائيل تريد تحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة غير صالحة للسكن وتدمير كل ما أمامها، ليس فقط المباني السكنية، بل المستشفيات أيضًا، ومعظمها والتي تم بالفعل إخراجها من الخدمة بالإضافة إلى اعتقال الآلاف والقتل المتواصل في الشوارع.
ويتابع: “ما تبقى من السكان، والذين لا يتجاوز عددهم نحو 75 ألف مواطن، يتوزعون على أكثر من منطقة، سواء كانت منطقة صغيرة في بيت لاهيا أو مناطق أخرى في جباليا، ويلجأون إلى أسوار بلادهم. «البيوت أو ما بقي منها».
وقال الفلسطينيون رسميا: “هؤلاء الناس يعيشون على ما تبقى من الإمدادات الغذائية، التي قد لا تكفيهم، ومن يتركهم وراءهم يحاول البحث عما يستطيع البقاء على قيد الحياة، حيث قد يقتلهم الاحتلال بشكل مباشر”. .
أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، في تصريح صدر مؤخرا على منصة X، أن العملية العسكرية المستمرة في شمال قطاع غزة أدت إلى نزوح 130 ألف شخص.
“الدايم” القاتل.
وفي شرح أسباب تبخر الجثث، قال اللواء يوسف شرقاوي، الخبير والاستراتيجي العسكري الفلسطيني، في حديث لـ«الشروق»، إن تحلل وتبخر الجثث يعود إلى الحرارة العالية جدا التي تتعرض لها القوة والسرعة. للانفجار عند حدوثه، ويؤدي إلى تحول الأجسام الموجودة في مركز الهدف إلى ذرات صغيرة.
وأضاف: “السلاح المستخدم لتبخير الجثث هو تعديل لأسلحة DIME الأمريكية الفتاكة، التي يتم التحكم فيها عن بعد، والتي تستخدم في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية لقتل السكان والمباني”.
وبسؤاله عن أبرز أنواع الأسلحة الفتاكة التي تستخدمها إسرائيل في شمال قطاع غزة، قال إن الاحتلال في جباليا وبيت لاهيا يستخدم أسلحة غير تقليدية، بما في ذلك براميل البارود والروبوتات المتفجرة والطائرات بدون طيار لأي تحرك لسكان قطاع غزة المتبقين في القطاع. الشمال، بالإضافة إلى غارات جوية متواصلة وقنابل حارقة وبنادق قنص وأسلحة أخرى لم يتم الإبلاغ عنها أو رصدها بعد.
ويقول الخبير العسكري الفلسطيني إن غزة استخدمت لاختبار الأسلحة الأمريكية الجديدة، وأنه بسبب ظروف الحرب القاسية لم تتمكن المعامل العاملة في غزة من أخذ عينات من الجثث والتربة والهواء لتحديد طبيعة هذه الأسلحة بدقة، وهذا أن يعلن علنا.
لكن شرقاوي يحذر من أنه بعد انتهاء الحرب، سيقوم فريق محلي ودولي بالتحقيق في البيئة التي استخدمت فيها هذه الأسلحة. ويمكن أن يشمل ذلك فحص وتحليل الجرحى وحتى الجثث في المقابر، ويمكن تسجيل هذه الأسلحة كأسلحة دمار شامل يتم التحكم فيها عن بعد.
تشتت الجثث
أصبح مستشفى كمال عدوان مرة أخرى محور العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة. وتدعي تل أبيب أنها تهدف إلى منع المسلحين من إعادة تجميع صفوفهم.
ويقول حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إن الوضع داخل وحول المستشفى مأساوي بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال المستشفى وأمرت بإخلاء بعض العاملين والنازحين ثم انسحبت. وخلفت الغارات الجوية جثثا متناثرة في الشوارع المحيطة.
وقال مدير المستشفى حسام أبو صفية، في بيان حصلت الشروق على نسخة منه، إنه في البداية كانت هناك سلسلة من الغارات الجوية على الجهتين الشمالية والغربية للمستشفى، رافقها بعد ذلك فوجئنا عندما دخل شخصان إلى المستشفى، بمكبر الصوت وأمر بإخلاء الجميع… المرضى والنازحين والطاقم الطبي، وتم إخلاء الجميع إلى ساحة المستشفى ونقلهم إلى هناك بالقوة بعد ذلك رجعوا إليّ و وطلب مرافق لكل مريض ونازح يتم إجلاؤه، مضيفاً: “الإمدادات الطبية بدأت تنفد ومساء الجمعة تعرضت مولدات الأكسجين للهجوم”.
مجازر يومية
ونقلاً عن أرقام حول جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الشمال، قال صلاح عبد العاطي، الناشط الحقوقي الفلسطيني ورئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، إن الاحتلال يرتكب جرائم إبادة جماعية وحشية للغاية. تطهير عرقي منذ اليوم الـ65 في شمال قطاع غزة، وتفاصيل: “قوات الاحتلال ارتكبت أكثر من 109 مجازر راح ضحيتها شهداء” وتسببت في استشهاد ما يقارب 4000 شهيد وأكثر من 10000 جريح، ولا يزال مئات المفقودين والشهداء يرقدون تحت الأنقاض وفي الشوارع نتيجة الإخلاء القسري.
وأضاف عبد العاطي لـ«الشروق»، أن مدينة جباليا ومخيم جباليا وحي تل الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومدينة بيت لاهيا دمرت بشكل شبه كامل، كما تم تدمير كل ما هو ضروري للحياة من أجل تغيير جغرافي وديموغرافي في واقع قطاع غزة ويمهد لجرائم الضم وعودة الاستيطان الاستعماري.