صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة

منذ 18 أيام
صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة

قررت وزارة الأوقاف أن يكون موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان “التربية الفكرية وأثرها في تعليم الناس”.

وأوضحت الوزارة أن الهدف من هذه الخطبة هو توعية جمهور المسجد بأهمية تنمية العقل الواعي المفكر الإبداعي.

وتجدون أدناه نص خطبة الجمعة:

«الحمد لله رب العالمين. الحمد لله الذي يكفيه نعمه وأجره. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأشهد أن سيدنا قرة أعيننا وتاج رؤوسنا عبده ورسوله وأطهر خلقه ورسوله. أيها الحبيب الله تعالى نعمة للعالمين وخاتمة للأنبياء والمرسلين. فنشر صدره، وعلت مكانته، وعزنا به، وجعلناه أمة له، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، إلى يوم الدين وبعده.

إن “خلق الإنسان” ليس مجرد شعار، بل هو أسلوب حياة وواقع ملموس، تعبر عنه الإنجازات العلمية والثقافية الهائلة للحضارة الإسلامية، التي وقف أمامها التاريخ بكل فخر واحترام وإعجاب.

أيها الناس، إن صناعة العقل صناعة ثقيلة حظيت بإشراف كامل وعناية فائقة من الله تعالى صلى الله عليه وسلم. لقد فحص النبي صلى الله عليه وسلم عقول أصحابه رضي الله عنهم، فبحث فيهم عن الدرر واللؤلؤ والمواهب والقدرات العبقرية غير العادية، واستخدم الوسائل والأساليب الفعالة لعلامات النبوغ والعبقرية ويسعى إلى العبقرية التي تظهر فيه. وتأمل هذا المجلس النبوي الشريف الذي يجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه الكرام ليوقظ همومهم وينشط عقولهم ويستنفر إبداعهم وروح المنافسة ليثير بينهم هذا الغريب سؤال: “إن من الأشجار شجرة لا يسقط ورقها، وهي مثل المؤمن”، قال سيدنا عبد الله بن عمر، فوقع الناس في أشجار الصحراء وجاءت فخطر لي أنها النخلة. ثم قال النبي: “إنها النخلة أيها السيدات والسادة، هذا العصف الذهني الفريد يخلق عقلية التفكير المتفاعلة مع البيئة والكون وكائناته”.

فها هي التحفة النبوية في استخدام الصور التي تفتح باب التدبر والبحث والتدبر، حيث كتب النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرام خطا مربعا، خط في وسطه خط، خط يخرج من الصف، وخطوط حول الذي في الوسط، فقال: هذا ابن آدم، وهذا مصطلحه محاطًا بالرجل، وهذه الخطوط له الاعراض. إذا نجا منها ستعضه، والخط الخارجي هو الأمل».

أيها الرجل الذكي ابحث عن المواهب المتميزة في نفسك وفي من حولك.

والمهارات العبقرية والعبقرية المبدعة، كثير من العقول العظيمة تحتاج إلى مصرفي ذي خبرة يبرز إبداعاتها ويشجع إنتاجها لتصبح هذه الموهبة شمساً مشرقة وأمطاراً غزيرة أينما حلت. فهو نافع ودليلكم في هذا النور هو النور الصلاة والسلام على ربي الذي أعطى سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه درجة عالية ومنزلة رفيعة رفيعة. ولا يوجد مرتبة أعلى من هذه وسلام ربي صلى الله عليه وسلم أرجعها إلى روحه الكريمة وآل بيته الكريم الطاهر قدّر فكرته المبدعة فكرة الحفر في يوم من الأطراف، حول هذا عظيم لتحقيق الشرف، إذ لم يرض بشيء من الإسلام كما قال معه: “”سلمان ما هو إلا منا أهل البيت”.”


شارك