شهادات سجن صيدنايا.. زوجة سجين: اعتقلوه بعدما كتب ابن عمه تقريرا ضده بسبب ضغينة بينهما
بعد اجتياح العاصمة السورية دمشق والإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، تمكنت قوات المعارضة السورية من اقتحام سجن صيدنايا وتحرير كافة السجناء فيه.
صيدنايا هو واحد من أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا وأحد أكثر المواقع سرية في العالم. كما أطلق عليه اسم “السجن الأحمر” بسبب التعذيب والحرمان والاكتظاظ نتيجة الأحداث الدموية التي شهدتها.
وفي عام 2019، وثّق كتاب “سجن صيدنايا خلال الثورة السورية: شهادات شهود”، الصادر عن رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، تفاصيل مروعة عن الحياة في السجن سيء السمعة، على لسان 14 شخصاً نجوا من الموت والموت. وتعرضوا لأشد أنواع التعذيب والترهيب.
ويحكي الكتاب عن مذكرات الأسرى والمصاعب التي واجهوها بسبب الجوع ونقص المياه وتدهور صحتهم والعقوبات والإعدامات التي فرضت عليهم وأساليب التحقيق الوحشية.
ووثق الكتاب اللحظات التي قُتل فيها سجناء في السجن والأساليب التي استخدمها حراس السجن لاحقا لترويع الباقين بجثث القتلى، بحسب شهادة أحد السجناء، وكيف أجبرهم حراس السجن على القتل. زملائهم الأضعف مقابل الحفاظ على حياتهم وتزويدهم بالطعام الإضافي.
-الشهادة الحادية عشرة.. هل يقاوم؟ هل سيتحملها؟ هل سيصبر؟
ونقل الكتاب قصة زوجة أحد السجينات تدعى “أم علي” وقالت: “قصتنا بدأت عندما اندلعت الثورة في سوريا. “كنا نعيش في الضواحي الشمالية لحلب في ذلك الوقت وبعد ذلك.” عندما بدأ النظام بقصف هذه المناطق، اضطررنا أنا وزوجي وأولادي إلى الفرار إلى مدينة حلب. استأجرنا منزلاً».
وأضافت: “زوجي لديه ابن عم يعمل كمخبر. هناك مشاكل قديمة بينه وبين عائلة زوجي. وعندما رأى أننا ننزح إلى مناطق النظام، أتيحت له الفرصة لكتابة محضر أمني ضد زوجي واتهامه بأنه “إرهابي”، فاعتقلوه مرتين”.
وأوضحت أم علي: “كان الوقت بعد الظهر عندما طرقت الباب بقوة أنا وزوجي وأمه البالغة من العمر سبعين عاماً. “السلامة مفتوحة”. وبما أنه لم يكن لدينا خيار آخر، بدأوا على الفور في إهانتنا وإهانتنا. شعرت أنهم ليسوا أشخاصًا، ولا رحمة.
وتابعت: “حماتي ظلت تتوسل إليهم بعدم القبض عليه، فقالوا لها: يا أمي ما عرفتيش تربيني”. لقد أبقوه في الغرفة الداخلية وكنا نسمع الشتائم التي وجهوها إليه ثم أخذوه حافي القدمين وركضت خلفهم بحذائه الذي سمحوا لي بإعطائه إياه.
وأضافت: “لقد تبعتهم بسرعة واكتشفت أنهم نقلوه إلى المخابرات الجنائية. في المرة الأولى كان كل شيء سهلاً. لقد عينت محامياً له وعملنا. دفعت ما بين ثلاثمائة وأربعمائة ألف ليرة واستطعنا إطلاق سراحه بعد شهرين وعشرة أيام. وأكد لنا المحامي أن أموره سليمة وأن مشاكلنا انتهت. “ومع ذلك، كان زوجي قلقًا واقترح أن أغير منزلي، ففعلنا ذلك. وخرج في حالة يرثى لها. “كان قد فقد نحو 20 كيلوغراماً، ولم يخشى تركه حتى اعتقلوه للمرة الثانية بعد نحو شهرين”.
وتابعت: “لقد كتب ابن عمه بنفسه تقريرًا أكثر قسوة وتوجيهًا أكثر قسوة. جاءت إلينا مجموعة مداهمة كبيرة جدًا. كنت أقوم بإعداد الغداء عندما وصلوا. طرقوا الباب بشدة. ثم اقتحموا المنزل و…” من الصعب بالنسبة لي أن أصف المشهد. بكى الأطفال، وبكت حماتي وانهارت عند قدميها وهي تتسول، وأنا… حتى دون جدوى.
قالت أم علي: أخذوا زوجي إلى إحدى سياراتهم وواصلوا البحث. كانت هناك خزانة مقفلة في المنزل الذي يملكه صاحب المنزل، فقال لي: “هناك مسدس”. “قلت: افتحه يا سيدي”. بالطبع، لم يجدوا أي شيء. لقد سرقوا الكثير من الدخان الذي كان موجودًا في المنزل، وكذلك الهاتف الخلوي الخاص بزوجي. عندما سمع الجيران الضجيج، غادروا منازلهم جميعًا وبقيت أنا فقط في الداخل. حماتي وأولادي، أكبرهم في العاشرة من عمره، وابنتي في السابعة من عمرها، وأصغرهم في الخامسة من عمرها.
قلت لقائدهم: سيدي بدي ألحقكن فوافق، كان يكذب عليّ. هذا هو الحال في الوقت كالأولى، كانوا قد أخذوا هاتفي المحمول ولم يسمحوا بالاتصال بمن يساعدني، التدخين في أبواب الجيران فلم أجد أحداً، فجلست في الشارع وصرتُ أبكي، لشهرٍ كاملٍ، ولم يُعرف شيئاً عنه، بل الكثير من المال وتعرضت للاحتيال حتى عرفت من المخابرات وأندر التهم الموجهة إليهم في التقرير الكبير، كالمشاركة في القتال إلى جانب الثوار للسيطرة على أحد المطارات، يعتقد بعض عناصر الضباط.
لذلك، “لم يجب أن أصل إلى هذه المرة على الإطلاق، علمت فقط أنه في فرع الاستخبارات بحلب، وما وصل الى السطح لهجوم الثوار وخفت السلطة من سقوطه نقلوا العسكر، ومنهم زوجي، إلى العاصمة بطائرات الهليكوبتر، هذا كل ما اشتريته”.
وأردفت، “نتعرض، نحن أهلي المعتقلين تماما من عمليات النصب من من يتجه إلى بتسمية أسمائهم أخبار الرجال عننا، وبالتالي لأن عاطفتنا تسبقنا، مرت أيامًا فيها دون عشاء وأنا أوفر “””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وتابعت: “بعدما صار في دمشق انقطعت أخباره غيا كنت قد سرت الأم والأب معاً وكان هذا أمراً صعباً، ولكنك تستطيع النجاح في ذلك إذا توكلت على الله وملكت الهدف، كان هدفي أن ينجح أطفالي بما فيه وأن يخرج من زوجي فيرى أنينت بتعليمهم وأخلاقهم كما كنا نتمتع به، كنت أتخيل ذلك فأفرح وأشعر بالقوة، وكان من حولي يشجعوني، غير أني كنت وحيدة في كثير من الأوقات”.
وأردفت، “كنت أبكي بعد أن أتعلم، فما ذنبهم؟ تغطية على غياب الأب ولكن ذلك لم ينجح دائمًا، عندما كنت أسامحهم على ذلك إحدى الحدائق وأرى أباً يلاعب طفله كنت أحزن كثيراً دون أن أبدي لهم ذلك، مرت علي الكثير من لحظات الضعف، وخاصة مع التخفيف ابني الأكبر في السادسة عشرة الآن، ولم تكن مراهقته سهلة، لو كان الأب موجوداً لا يختلف الأمر”.
واستكملت: “بعد غياب زوجي كوكب المخابرات يضايقونني، كانوا يأتون في بعض الصباحات ويطلبون المال ويخاطبونني بوصف “الزوجة “، قواني الله فلم أفتح الباب لهم، ولكنني طارئ في النهاية إلى القضاء على هذا المنزل الذي عرفه منذ اعتقل زوجيوا منه، كنت امرأة وحيدة في السادسة والعشرين مع حماتي وأطفالي، هربنا في الليل في الصباح الباكر وسكنا مع عائلة نازحة كبيرة هي الآخر من أبناء أصولي، تنامت تدميري فقرت لتتمكن حلب، “أشعر بغضب يومها “خائنة” فأنتني تخليت عن زوجي”.
وتابعت: “قصة المعتقلين قوية، كثيرا ما سمعت نفسي: اعتقلوا زوجي نتيجة لتقرير، حسنًا، أليسون ما يسمى “التحقيق”، وانتها سيعرفون كذب هذا التقرير؟ ألا يوجد عندهم ما يسمى “القضاء”؟ وحوش!. كيف يضعون لو علمنا لقد استشهد لترحمنا عليه.. دفناه، لكن حالة المختفين قسرياً مختلف، كان الله في عون أمهاتهم وزوجاتهم، نحن في حيرة؛ هم أحياء أم لا يوميا يراودنا هذا السؤال”.
وانتهت أم علي الحاخام: بعد انقطاع دام ثلاث سنوات وصلني خبر أنه في السجن صيدنايا، صرت الأذن النفسية: هل سيقاوم؟ هل سيتحمل؟ هل سيصبر؟.