مفتي الجمهورية يعلن إطلاق استراتيجية الإفتاء لتحقيق الأمن الفكري في المرحلة المقبلة

منذ 4 شهور
مفتي الجمهورية يعلن إطلاق استراتيجية الإفتاء لتحقيق الأمن الفكري في المرحلة المقبلة

نذير عياد: نريد تعزيز قدرات دار الإفتاء في مكافحة “الإرهاب السيبراني” الذي يشكل أكبر تهديد للأمن الفكري والاجتماعي.

 

 

البروفيسور د. وقال نذير عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: نجتمع في هذه اللحظات المباركة للاحتفال باليوم العالمي للإفتاء ويوم تأسيس “الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم”. في العالم” وتعزيز الجسور الدينية والمعرفية والفكرية بين دار الإفتاء المصرية وجميع… المؤسسات العلمية والإفتائية والإعلامية في العالم. وأكد أن هذا اللقاء يتيح ترسيخ أسس الوسطية والاعتدال وتحقيق الأمن الروحي وتعزيز السلام العالمي والتكامل نحو صياغة خطاب فتوي عقلاني يوضح الدين الحنيف ويحقق أهدافه بما يستفيد منه. القراءات المتميزة والثقافات المتنوعة والرسائل المبتكرة السخية التي قدمها العلماء المتميزون.

جاء ذلك خلال كلمته في الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء بعنوان “الفتوى وتحقيق الأمن الفكري” والتي انعقدت يومي 15 و16 ديسمبر الجاري تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح الفتوى. مكان. السيسي. وتابع: “في الواقع الذي نعيشه اليوم، نواجه تحديات كبيرة وخطيرة، وهذه التحديات ينظر إليها بشكل واسع على أنها أكبر تهديد لأمننا ومجتمعاتنا، ومن بينها دون أدنى شك: “الفتاوى الشاذة” أو “الفوضى”. “الفتاوى” التي يصدرها من لا يملك القدرة على الإفتاء وتكون فتاواه مستمدة عارية من الاستدلال والاستدلال الصحيح المتوافق مع نصوص الشريعة العالمية ومقاصدها النبيلة “الوقوف يأتي من شخص يعتقد أنه بمجرد قراءة بعض الكتب أو المواقع الإلكترونية، يصبح في مصاف المفتين”. ورأى أن هذه الفتاوى أصبحت سببا للتشكيك في الإسلام وتشويه صورته وأنها تمثل عائقا كبيرا أمام تحقيق الأمن والاستقرار. ولا شك أن مصطلح الفتوى غير امتثالي في الأساس، ويعني تكفير المسلمين، وإرهابهم وإرهابهم.

كما أكد أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في نشر هذه الفوضى، لدرجة أننا نجد أن عدد المفتين في الواقع الافتراضي يساوي عدد من لديهم صفحات أو مواقع إلكترونية عليه، وهو ما له تأثير سلبي خطير أثرت على الأمن الروحي والاستقرار الاجتماعي، ولذلك تستغرب مقارنة الوضع بحال الصحابة الكرام الذين امتنعوا منذ البداية عن الإفتاء بأمر عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: «لقيت مائة وعشرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعتقد أنه قال: في المسجد، ما منهم عالم يتمنى أن يرضى أخاه». بالأحاديث، ولم يكن هناك مفتي إلا من تمنى أن يكون أخوه قد أرضاه بالفتاوى. وعن عبد الله بن مسعود قال: «من أفتي الناس في كل ما يطلبونه فهو مجنون».

وقال في السياق نفسه: “عندما نتحدث عن الأمن الفكري، فإننا نعني: حماية العقل البشري من التطرف أو المبالغة في فهم النصوص الدينية أو من سوء التطبيق على أرض الواقع، ونريد بهذا تصحيح الفهم الخاطئ”. وتقديم الأفكار أي انحراف أو شذوذ فكري. وتابع: “وفي الوقت نفسه، نواجه المنهجين [الإفراط والإهمال] وننظر في كيفية حماية الناس من شرورهم. ولذلك فإن اهتمامنا بالأمن الروحي ومشكلاته المختلفة يأتي من منطلق الارتباط الوثيق بينه وبين الأمن الاجتماعي، فهو عماده الأساسي، لأنه مرتبط بالفهم الوسطي والمعتدل للدين الصحيح، والذي هي هوية الأمة وتشكل عقيدة الأمة في النواحي الدينية والمدنية وتبني الإنسان الصالح المتحرر من الأفكار المتطرفة. فاعل في المجتمع، مشارك في استقراره وزيادة أمنه وسلامته”. وتابع: “إن خطر الجماعات المتطرفة على الأمن الفكري والاجتماعي واضح، فهي تغرس في العقول أفكارا متباينة تحول الإنسان إلى وحش مشوه لا انتماء له ولا هوية سوى الانتماء إليها ولمصالحها الخبيثة، وتزداد”. فيه العداء للمجتمع، حيث أنه من وجهة نظرهم مجتمع كافر جاهلي لا يمثل المجتمع المسلم الصحيح، فيتطور لديه عزلة عاطفية أو حسية عنه المجتمع، وفي النهاية يطلب منه السماح بإراقة الدماء. المعصومة ويرتكب أعمالاً إرهابية تخريبية في المجتمع بحجة أن هذا هو طريق الإصلاح”.

وأشار إلى أن المجتمع يجب أن يؤكد أن هذه الجماعات لا تمثل الإسلام بأي شكل من الأشكال، وأنها سبب رئيسي في تسمية الإسلام بما ليس عليه، مؤكدا على دور الفتوى في خلق أساسيات الأمن الفكري من خلال: تعزيز الانتماء الوطني والشعور بالهوية وإرساء مبادئ المواطنة الشاملة القائمة على التعايش والتسامح وقبول التنوع الديني والعرقي والاجتماعي في الوطن، وإبراز أهمية العلوم الإنسانية واعتبارها مكملة للآخرين العلوم لتحقيق التقدم. ويدعم الابتكار والإبداع والفن الذي يعزز القيم الأخلاقية والاجتماعية. كما أنه بمثابة الوصي الأمين على الأمة من الفتن والاضطرابات والارتباك والفوضى التي تنشرها الجماعات المتطرفة في المجتمع. وحذر عياد من استخدام الجماعات العنيفة للفتاوى للوصول إلى قلوب الناس. أنشأوا مواقع ودوائر فتوى بأسماء دينية مبهرجة ونشروا مؤلفات تحتوي على فتاوى في قضايا فكرية واجتماعية خطيرة للغاية تتعلق بتكفير المسلمين ودماءهم وأموالهم وتكفيرهم، وأصبحت أحكام تكفير المسلمين بالإرهاب والمسلمين بالتعصب. وسفك الدماء. وتحدث عن جهود دار الإفتاء في تعزيز الاستقرار الاجتماعي ودعم ركائز الأمن الفكري طوال مسيرتها الدينية والوطنية، منذ تأسيسها وحتى هذه اللحظة التي أقف فيها أمامكم الآن، وهذه الندوة المباركة امتداد طبيعي لهذه جهود.

وفي ختام كلمته، أعلن المفتي عن استراتيجية دار الإفتاء المصرية لتحقيق الأمن الروحي في المرحلة المقبلة، بعدة طرق: الأول هو تفعيل مشروع “التجديد المؤسسي للفكر وقضايا المجتمع” الذي يمثل امتدادًا لما قام به الأزهر الشريف في مؤتمر (التجديد في الفكر والعلوم الإسلامية 2020)، والذي سيتم تنفيذه بالتعاون والتكامل مع كافة المؤسسات الدينية والاجتماعية المصرية، على وجه الخصوص «الأزهر الشريف». تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور. أحمد الطيب للتعاون والتكامل في المراقبة للتعرف على الأسئلة والمشكلات الملحة في الواقع ودراستها فقهيا وفي الفتوى وصياغة القرار الشرعي بشكل صحيح. محكمة تحقق مقاصد الشريعة الإسلامية وفضائلها، وتراعي المصالح الوطنية والاجتماعية، وتغلق الباب أمام كل من يتربص بالإسلام أو ينتبه إلى صلاحيته في كل زمان ومكان، وتجعله متاحا وتروج له اجتماعيا.كما ستقوم “الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم” بالتواصل مع كافة دور وهيئات الإفتاء في العالم لرصد أسئلتها ومشكلاتها الملحة والعمل معها على إيجاد الموقف القانوني المناسب لهذه القضايا لتوضيح ما سيكون عليه. وتأثيرها الإيجابي على السلم والأمن الدوليين والاجتماعيين. أما المسار الثاني فأوضح أنه سيكون من خلال طرح العديد من البرامج المجتمعية التي من شأنها معالجة قضايا الأمن الفكري مع التوعية بمخاطر أساليب الإسراف والإهمال وأثرها السلبي على الأمن الاجتماعي، وحذر من خطورة الاستقطاب نحو الأفكار المخالفة وتعزيز القيم والمبادئ التي تهتم بالتكوين الجسدي والعقلي للإنسان بشكل جدي وفق خطة محكمة ومحكمه يرعاها أمناء الفتوى بالمجلس وسيجتمع مع كافة شرائح المجتمع ومؤسساته للاستجابة… أسئلتك واهتماماتك حول المواضيع العاجلة والناشئة. أما الطريقة الثالثة فكانت تطوير “وحدة الحوار” بهدف تحسين الأمن الروحي للشباب، وبناء الجسور المعرفية والثقافية مع جميع أفراد المجتمع، وتعزيز مكانة المرجعيات والمؤسسات الدينية التي تهتم بها الجماعات المتطرفة – وما زالت – للتشويه. وأوضح المفتي أن هذا التطوير سيعزز طاقات شبابية جديدة قادرة على الحوار الجاد المبني على تعزيز قضايا الأمن الفكري المبني على الحجج العقلانية والأدلة المنطقية التي لا تنفي طرفي الإفراط والتفريط أو يمكن التعامل معها، بالإضافة إلى تحديث البرامج التدريبية التي تأهيل أفراد هذه الوحدة معرفياً وثقافياً. إنه يحقق بجدية غرضه ورسالته التي تم إنشاؤها من أجلها. أما الطريقة الرابعة فتمثلت في تكليف “مركز السلام” التابع لدار الإفتاء المصرية بالتواصل مع مؤسسات وهيئات البحث العلمي لدراسة الظواهر والأفكار التي تهدد وتعيق تحقيق الأمن الروحي، دراسة علمية جادة تأخذ في الاعتبار ويتم دمج وجهات النظر والرؤى الدينية والإنسانية لتأطير نتائجها لإجراءات واقعية ومناسبة لتحسين وتحقيق الأمن الروحي. وأشار إلى أن المسار الخامس والأخير سيكون تعزيز قدرات دار الإفتاء في مكافحة “الإرهاب السيبراني” الذي يعتبر أكبر تهديد للأمن الفكري والاجتماعي والذي تكرّس الحركات والجماعات المعارضة جهودها. بهدف نشر العنف وزعزعة الثقة بين أفراد المجتمع ونشر الشائعات المغرضة ومحاولة معاقبة حركة الشباب على أفكارها الإرهابية المتطرفة وما تمارسه من ابتزاز جسدي ومعنوي على بعض الأفراد والأسر وغيرها لتجنيد أشياء تهدد أمن المجتمع وزعزعة استقراره. وسيبذل المركز جهودًا حثيثة لمعالجة ذلك من خلال صفحاته ومواقعه على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى برامجه التوعوية الميدانية.


شارك