مشاركون بالندوة الدولية للإفتاء: الفتوى تمثل أداة استراتيجية لتحصين الأمن الفكري في مواجهة التحديات

منذ 24 أيام
مشاركون بالندوة الدولية للإفتاء: الفتوى تمثل أداة استراتيجية لتحصين الأمن الفكري في مواجهة التحديات

• رئيس جامعة الأزهر يؤكد أهمية سن القوانين التي تجرم الجرأة على الإفتاء للعامة

 

أكد المشاركون في الجلسة العلمية الثانية من ندوة دار الإفتاء الدولية الأولى بعنوان “حماية الأمن الفكري: التحديات وأساليب الفتوى في المواجهة” أن الندوة تعد منصة علمية رائدة لتعزيز قيم الحوار والانفتاح على المثقفين مع الإشارة إلى أن الفتوى تمثل أداة استراتيجية لتعزيز الأمن الفكري في مواجهة التحديات الراهنة.

وقال رئيس الجلسة العلمية الثانية للندوة د. وقال عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء، الذي أشاد بالنجاح الملحوظ الذي حققته الندوة في اليوم الأول، إن هذه الندوة تمثل منصة علمية رائدة لتعزيز قيم الحوار والانفتاح الفكري.

وفي كلمته قال البروفيسور د. وشدد الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر على أهمية التفاعل العلمي المستمر في مجال الفتوى، وأشاد بجهود سماحة المفتي في قيادة حركة علمية تهدف إلى إعلاء القيم الشرعية والفقهية.

وشدد على أهمية سن قوانين تجرم التجرؤ على إصدار الفتوى من عامة الناس، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة أصبحت آفة منتشرة ويجب على العلماء والمختصين في الإفتاء العمل عليها “لإصدار قوانين تجرمها، وتنص على أن الفتوى حرام”. وليست مساحة للتلاعب أو القيادة من قبل أولئك الذين ليس لديهم المعرفة الكافية”. وأشار إلى أن الفتوى لها حدود يجب احترامها من الجميع، ويجب استشارة أهل العلم المختصين عند الضرورة. وأضاف: “أهل الذاكرة هم المشهورون بتخصصهم في الفقه والعلوم الأصولية، وليس المشهورون فقط”. وشدد في ختام كلمته على ضرورة العناية والتجديد في الفتوى، لافتا إلى أن هذه العملية لا ينبغي أن تعتمد على آراء الأفراد فحسب، بل ينبغي أن تقودها هيئات علمية ومجامع شرعية كفؤة وشاملة.

وتحت عنوان “الفتوى وتحقيق الأمن النفسي” قال د. وألقى إبراهيم ليتوس مدير الأكاديمية الأوروبية للتنمية والبحوث في بلجيكا محاضرة في الجلسة العلمية الثانية سلط فيها الضوء على بحثه بعنوان “الفتوى في المجتمع الأوروبي: إيجابياتها ومساوئها – بلجيكا نموذجا العديد من القضايا المهمة”. المتعلقة بتحديات الفتوى وأثرها على الأمن الفكري.

وأكد أن “تزايد عدد المسلمين في أوروبا يعكس الحاجة الملحة إلى فتاوى صحيحة تساعد المجتمعات الإسلامية على التعامل مع المشاكل والكوارث اليومية، وأن الفتاوى داخل هذه المجتمعات تختلف تماما عن تلك الموجودة في العالم الإسلامي”.

وأضاف: “الأمن الفكري هو أحد الأبعاد الاستراتيجية للأمن الوطني والقومي ويعتبر وسيلة مهمة للحفاظ على السلام الاجتماعي”.

وأيضا البروفيسور د. وأكدت نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون المغتربين، في كلمتها في الجلسة العلمية الثانية، أن الفتوى تمثل أداة استراتيجية لتعزيز الأمن الفكري في مواجهة التحديات الراهنة.

وأشارت إلى أهمية الفتوى كأداة لحماية العقل وضبطه وفق أهداف مشروعة، حيث اعتبرت أن الفتوى ليست مجرد قرار فقهي، بل هي رؤية شاملة تعالج القضايا الفكرية والاجتماعية التي تواجهها. الأفكار المضللة التي تهدد نسيج المجتمع.

وقال شيخ الأزهر مستشار الأزهر لشئون المغتربين، إن الأمن الفكري أصبح ضرورة استراتيجية تؤثر على وحدة الوطن واستقراره، لافتا إلى أن الأفكار مهما كانت بسيطة فهي بذرة بناء الحضارات أو الحضارات يمكن أن تحملها في داخلها. لهم الأدوات اللازمة لتدميرهم.

وأشارت إلى أن التطرف الفكري يمثل إحدى أخطر الآفات التي تهدد استقرار المجتمعات، حيث تعتمد الجماعات المتطرفة على تحريف النصوص القانونية لتبرير أفعالها.

وفي محاضرتها حول آليات الفتوى أكدت الدكتورة: نهلة السعيدي على ضرورة إعادة منهج الفتوى بحيث يرتكز على منهجية مجربة تجمع بين صحة النصوص الشرعية وفهم المتغيرات المعاصرة.

ودعت إلى توسيع آفاق المفتي لتشمل القضايا الاجتماعية والفكرية المعاصرة مع الالتزام بمقاصد الشريعة في تحقيق الخير ودفع المفاسد.

وفي بحثه “مفهوم الفتوى ودورها في الدفاع عن المشكلات الوطنية” وخاصة القضية الفلسطينية، أشار البروفيسور د. وعرّف عبد الله مبروك النجار الفتوى وأوضح أنها ليست فقط للعلم وليست قراراً قانونياً غير ملزم، بل لإعلام الفرد بما يجب عليه فعله وفقاً للشريعة الإسلامية لحماية نفسه من مسؤوليته قبل ذلك. … الله يحرر.

كما تناول أهمية مرونة الفتوى في التكيف مع المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مؤكدا على ضرورة مواكبة الفتوى للواقع وتعديلها حسب الزمان والمكان مع تغير الظروف والمستجدات، إذ ما أباح ذلك. في وقت سابق قد يكون محظورا في وقت لاحق. والعكس صحيح، مما يعكس مرونة الشريعة الإسلامية وقدرتها على التعامل مع تطورات الحياة.

وتناول المبحث الأول علاقة الشأن العام بالفتوى ودورها في شؤون البلاد. أما المبحث الثاني فقد تناول تطبيق الفتوى في شؤون البلاد مع التركيز على القضية الفلسطينية.

دكتور. من جانبه، أكد محمد الشحات الجندي، أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أثر الإلحاد على الأمن الفكري والاجتماعي في بحثه الذي عنوانه “جهود الفتوى للحفاظ على الأمن الفكري والاجتماعي”. في عصر المادة ويشير إلى أن سيطرة المال والمادة على مسار الشعوب تخالف مفهوم أن الإنسان يتكون من بعدين، المادي والروحي.

وأكد أن التحديات الفكرية التي يواجهها الإنسان، مثل الإلحاد الذي يروج للفكر المادي والتجاوزات الحسية، تتطلب دورا فعالا لمؤسسات الإفتاء في تصحيح المفاهيم الدينية وتوعية المجتمع بخطورة هذا التفكير على الهوية والمعتقد.

وشدد الجندي على ضرورة تعزيز جهود الفتوى لمكافحة الإلحاد ومواجهته بالمنهج العلمي، فضلا عن إدراج التوعية بمخاطر الإلحاد وآثاره السلبية على الفكر والسلوك في المناهج المدرسية، وأوصى بضرورة التوعية الدينية. المؤسسات في المدارس على العالم الإسلامي أن يعمل معا على تفعيل الوعي الديني الصحيح والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة.

وفي نفس السياق؛ دكتور. وأشارت ريهام عبد الله سلامة، مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إلى الجهود المبذولة للتعامل مع الجماعات المتطرفة من خلال ثلاثة أقسام خاصة تركز على مراقبة أنشطة الجماعات الإرهابية مثل داعش والجماعات المماثلة عبر منصات التواصل الاجتماعي بمختلف اللغات.

وتطرقت إلى أبرز التهديدات التي يتعرض لها الأمن الفكري، مشيرة إلى أن بعض الجماعات تستغل الدين لخدمة مصالحها، وتنشر رسائل مضللة وضارة، وتقوم بغزوات ثقافية تهدد الهوية. وشددت على أن نقص الوعي والمعلومات هو السبب وراء وقوع آلاف الضحايا في أيدي هذه الجماعات المتطرفة التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي منصة لنشر أفكارها.

واختتمت كلمتها بالتأكيد على مواصلة الجهود لدعم وحماية الأطفال من خلال البرامج التوعوية في المدارس، وتعهدت بالمضي قدماً في هذا الاتجاه.

وفي سياق مماثل قال د. محمد عبد السلام أبو خزيم، أستاذ الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة عين شمس: “استثمار طاقات دار الإفتاء المصرية أمر بالغ الأهمية في مكافحة الفتاوى العشوائية، مما يساهم في تعزيز الأمن الفكري والأمن القومي “الانتماء”.

ونوه بالدور البارز الذي قامت به دار الإفتاء المصرية في دعم البحوث الشرعية وإصدار الفتاوى المسندة عبر تاريخها الطويل. وأوضح: “الفتوى ليست مجرد إجابة على سؤال. بل هو عمل علمي يتطلب، بالإضافة إلى التعامل مع التطورات الحالية، فهمًا عميقًا للنصوص القانونية وأهدافها.

كما أكد على أهمية التصدي للفتاوى التعسفية التي من شأنها إحداث البلبلة في المجتمع، قائلاً: “إن الفوضى الفكرية الناتجة عن الفتاوى غير الشرعية لها تأثير سلبي على التوازن الفكري والاقتصادي والاجتماعي. ولذلك فمن المهم أن تكون لدى أمانة الفتوى والإدارات الشرعية القدرة على تحليل الواقع وتقديم الرأي الفقهي الصحيح.

كما أكد على دور دار الإفتاء المصرية كمرجع علمي يهدف إلى الحفاظ على الوسطية والاعتدال في الفتاوى والتصدي لأي محاولات لتشويه صورة الإسلام وتعطيل التعايش السلمي بين أفراد المجتمع.

البروفيسور د. وتناول أنس أبو شادي أستاذ القانون المقارن ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية طب البنين جامعة الأزهر أثر الفتاوى الشاذة على الأمن الروحي للمجتمعات وأشار إلى خطورة الفتاوى المنحرفة. عن المسار الطبيعي الذي يختلف عن الفقه الإسلامي.

وأوضح في بحثه أن الفقه الإسلامي يتميز بالتعددية والمرونة، لكنه يوضح أيضًا أن بعض الفتاوى قد تنحرف وتنحرف عن هذا الإطار، مما يعرض الأمن الروحي للأفراد والمجتمعات للخطر. مدى انتشار الفتاوى المنحرفة في المجتمع وتزيد أهمية مكافحة هذه الظاهرة، خاصة بين الشباب الجامعي.

وقد تناول البحث معايير الفتاوى المنحرفة والباطلة والصحيحة، وحدد الفروق بينها. وأوضح أن الفتاوى المنحرفة يمكن أن تخرج عن أهداف الشريعة الإسلامية، على سبيل المثال تغيير الدين أو الإضرار بالمجتمع.

في المقابل د. وقدم أنس أبو شادي سلسلة توصيات لمكافحة هذه الأفكار المتطرفة والفتاوى الشاذة. ومن أهمها: تعزيز المناهج المدرسية لمكافحة هذه الأفكار وإعداد برامج تعليمية مدروسة لمعالجتها مع التأكيد على مراقبة هذه الأفكار بشكل دوري لدى الطلاب، وكذلك إنشاء مركز وطني لإعداد المناهج المدرسية لمكافحة هذه الأفكار الضارة. الأفكار ووضع نتائج دقيقة – ومراقبة السياسات لضمان التأثير الفعال في الحد من هذه الأفكار في المجتمع.

وفي كلمته قال د. وأكد محمد أحمد العزازي، أستاذ أصول الفقه بكلية البنات بالأزهر بمدينة العاشر من رمضان، أهمية دور المفتي باعتباره مرجعا دينيا يخاطب الجماهير من خلال الفتاوى والأحكام القضائية. وأوضح أن الفقه من الأدوات الأساسية التي تساعد المفتي على إصدار الفتاوى الصحيحة التي تلبي احتياجات العصر، كما أنه يساعد على حماية الفتاوى من الأخطاء والانحرافات.

وفي دراسة بعنوان “دور دار الإفتاء المصرية في تعزيز الأمن الفكري”، قال البروفيسور د. وقال هشام العربي، باحث أول بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن قضية الأمن الفكري تعتبر من المشكلات الحيوية في المجتمع، حيث أن غيابها يشكل تهديدا لجوانب أمنية أخرى، مثل: ولا تقتصر الانحرافات الفكرية على الجانب العقائدي فحسب، بل تمتد إلى السلوكيات والأفعال التي تؤثر على استقرار المجتمع.

وأضاف العربي: إن منهجية دار الإفتاء المصرية في الحفاظ على الأمن الفكري تتجلى في التزامها بعدم مخالفة النصوص الشرعية النهائية والإجماع الفقهي. كما يراعي المقاصد الشرعية ويراعي الواقع في إصدار الفتاوى التي تحقق مصالح الناس وتدفع المفاسد.

وفي نهاية اللقاء تحدث د. محمد الأدهم، مدير إدارة الفتوى بالمحاكم والمؤسسات بدار الإفتاء المصرية، أهمية التفكير السليم كعامل مهم في صلاح الكون، إن صلاح الكون أو خرابه يعتمد على صحة الكون. التفكير بالشخص الذي يعيش فيه وذلك ضمان التفكير السليم من خلال “السور الأمني الأول، الوحي”.

وأضاف الأدهم أن الشريعة الإسلامية لا تقتصر فقط على التفكير السليم في العقائد والأخلاق، بل تشمل الفقه والأحكام والفتاوى أيضًا.

وتحدث مدير إدارة الفتوى للمحاكم والمؤسسات بدار الإفتاء عن فتوى مكافحة الانحرافات الفكرية، وبحث بعض صور الانحرافات الفكرية، كالعادات الفاسدة، والتمسك بظاهر النصوص دون فهم مقصدها.

كما أكد على دور دار الإفتاء المصرية في مكافحة محاولات التغريب والغزو الفكري والفتاوى المتطرفة والوقاية من ظاهرة التكفير.

دكتور. واختتم محمد الأدهم كلمته بقوله إن “دار الإفتاء المصرية تسعى دائمًا إلى تصحيح المفاهيم وإرساء أسس الأمن الفكري” من خلال الفتاوى التي تعالج القضايا الملحة في المجتمع، وأكد أهمية هذه الجهود في تعزيز الفكر الصحيح والسلمي. التعايش بين كافة أفراد المجتمع.

 


شارك