غزة.. حملة حماية وطن في جنين: معالجة سنوات من الفوضى وضمان أمن المواطنين

منذ 2 ساعات
غزة.. حملة حماية وطن في جنين: معالجة سنوات من الفوضى وضمان أمن المواطنين

بعد أيام من إطلاق حملة الأمن الوطني “حماية الوطن” في مدينة جنين ومخيمها، بدأت بوادر التأثير الإيجابي لهذه الحملة في الظهور، وسط ظروف معقدة وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

وجاءت الحملة ردا ضروريا بعد سنوات من الفوضى التي طالت مختلف جوانب الحياة في جنين، وهدفت إلى استعادة الأمن والاستقرار وإنقاذ حياة المواطنين من الفلتان الأمني المتزايد.

واقع صعب يتطلب التدخل العاجل

وتدهورت الأوضاع الأمنية في جنين ومخيمها بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة مع انتشار الفلتان الأمني وتواجد مسلحين خارجين عن القانون في البلدة والمخيم. وقد تفاقم هذا الوضع بسبب توغلات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، مما زاد الوضع تعقيدا.

وقال نائب محافظ جنين منصور السعدي، لـ”وفا”، إن الانفلات الأمني انعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين: “تعرضت مدينة دنين لاقتحامات إسرائيلية أسفرت عن قتلى ودمار وتعطيل كامل للحياة”. الحياة حفاظاً على سلامة المواطنين وحقنا في الدم الفلسطيني واستعادة الحياة الطبيعية التي حرم منها الناس منذ أشهر طويلة”.

كما أشار السعدي إلى أن الاضطرابات الأمنية تسببت بتعطيل غير مسبوق للحياة اليومية في جنين، قائلاً: “حرم دينين من زيارة أهلنا من أراضي 1948، ما أدى إلى تدهور كبير في وضعه الاقتصادي”. لقد تعطلت خدمات الصحة والتعليم والأسواق بسبب… انعدام الأمن”.

المستشفى الحكومي بين تهديد السلاح وتهديد الاحتلال

وكان أحد التحديات الرئيسية التي أدت إلى إطلاق الحملة هو وجود مسلحين بالقرب من مستشفى جنين الحكومي، وهو المستشفى الوحيد في المحافظة، مما يجعله عرضة للهجوم.

وتحدث مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة هيثم الحضري لـ”وفا” عن خطورة الوضع وقال: إن “المستشفى تعرض لإطلاق نار مباشر من المخيم، ما هدد حياة الطاقم الطبي”. ودخل الرصاص الحي إلى الغرف الخلفية للمستشفى حيث تم تخزين الأدوية والمستلزمات الطبية، مما أدى إلى اشتعال النيران فيه وتدمير المخزون الاستراتيجي الذي يكفي لثلاثة أشهر.

وأضاف: “طالبنا مراراً وتكراراً بإبعاد المستشفى عن أي نشاط مسلح، إلا أن استمرار تواجد المسلحين أعطى الطاقم ذريعة لاقتحامه عدة مرات. وكانت الإجراءات الأمنية ضرورية لضمان سلامة المستشفى وتوفير بيئة آمنة للمرضى والطاقم الطبي.

شلل اقتصادي وخسائر فادحة

وتأثر النشاط الاقتصادي في جنين بشكل كبير جراء عمليات الإغلاق المتكررة والفلتان الأمني، مما أدى إلى خسائر تقدر بمليار دولار شهريا.

وقال مدير غرفة تجارة جنين محمد كامل، لوفا: إن “الإغلاقات المتكررة منذ بداية العام وحتى اليوم وصلت إلى 54 يوما، إضافة إلى الإغلاقات أيام الجمعة والأعياد الرسمية والمداهمات، أي أن الأسواق مغلقة”. وتسبب هذا الشلل في “خسائر فادحة للتجار، الذين يضطرون إلى إغلاق أعمالهم رغم التزاماتهم المالية، مثل الإيجارات واستيراد البضائع”.

وأضاف كامل: “من خلال وقف دخول سكاننا من أراضي 1948 وتعطيل حرية حركة العمال، تضرر القطاع الخاص بشدة خلال حملات القمع المكثفة، في حين اضطرت بعض الوزارات إلى إغلاق مكاتبها ونقل مكاتبها إلى مواقع أكثر أمانًا”.

خدمات الأونروا معلقة والتعليم في خطر

وفي مخيم جنين للاجئين، علقت وكالة الأمم المتحدة للاجئين (الأونروا) خدماتها بسبب الاشتباكات العنيفة.

وأعرب رولاند فريدريش، مدير شؤون الضفة الغربية في الأونروا، عن قلقه إزاء الوضع في مخيم جنين، قائلا: “سكان المخيم محرومون من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية، بسبب دائرة العنف والدمار التي أحدثتها”. هل حان الوقت لضمان استئناف الحياة الطبيعية؟

وأضاف: “كان التعليم من أكثر القطاعات المتضررة، حيث أغلقت المدارس وتعطلت العملية التعليمية، مما يعرض مستقبل الطلاب في المنطقة للخطر”.

التيار تحت ضغط مستمر

وكانت إحدى المشاكل الرئيسية التي تعاني منها جنين هي الهجمات المتكررة على شبكة الكهرباء.

وقال مدير شركة توزيع كهرباء الشمال فرع جنين ناصر أبو عزيز، لـ”وفا”، إن طواقم الشركة تعرضت لضغوط كبيرة لإصلاح الأضرار المتكررة، قائلا: “خلال 14 ساعة فقط، تضررت محولة الكهرباء، مما أدى إلى تدميرها”. محولة تتعرض لثلاث هجمات بلغت كلفتها 70 ألف شيكل. وهو واحد من 14 محولاً تضررت هذا العام، مما تسبب للشركة في خسائر بملايين الدولارات.

وأشار أبو عزيز إلى أن استمرار هذه الاعتداءات يؤثر على حياة المواطنين ويعرض طواقم الشركة لخطر كبير أثناء عملهم على إعادة التيار الكهربائي بالسرعة الممكنة، مشددا على ضرورة الحفاظ على الهدوء والأمان للعودة إلى مدينة جنين. حتى يتمكن الطاقم من استكشاف الأخطاء الكهربائية وإصلاحها.

وأشار إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدة مناطق في المدينة، بما في ذلك الطريق المؤدي إلى مستشفى جنين الحكومي.

رسالة الحملة: استعادة الأمن والنظام.. ونحو مستقبل أكثر استقرارا

ورغم التحديات، أعادت حملة حماية وطن التأكيد على التزامها باستعادة الاستقرار وضمان الحياة الكريمة للمواطنين في جنين وبقية محافظات الضفة الغربية.

أكد الناطق الرسمي باسم قوات الأمن الفلسطينية العميد أنور رجب، في بيان اليوم الأحد، أن الأجهزة الأمنية مستمرة في حفظ النظام، وتوسيع نطاق سيادة القانون، ويلاحق الخارجون عن القانون في مختلف أنحاء الضفة الغربية ألقابهم وألقابهم، موضحاً أن العديد من اعتقال الخارجين عن القانون الذين اختطفوا مخيم جنين تحت تأثير البلطجة والأموال المشبوهة والترهيب بالسلاح.

وأكد أن العملية الأمنية ستستمر حتى تحقيق كافة أهدافها وفي مقدمتها القبض على المطلوبين وملاحقتهم واستتباب النظام والأمن وتوسيع سلطة القانون والقضاء على كل ما يمس الحياة اليومية. من إزعاج المواطنين.


شارك