الحل السياسي في سوريا.. هل يعاد النظر في القرار 2254؟
وفي ظل الإجماع العربي الواضح، بدعم دولي، على ضرورة تنفيذ عملية سياسية سلمية في سوريا برعاية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، هناك دعوات لإلغاء القرار الأممي 2254 بسبب التغيرات السياسية والواقعية. ليتم إعادة النظر فيه في الموقع، إذ تنقسم الآراء حول جدوى تغيير القرار أو إيجاد حل بديل. ويؤكد قرار الأمم المتحدة رقم 2254 على ضرورة إيجاد حل سياسي شامل يمكن أن تتفق عليه جميع الأطراف السورية.
وفي هذا الصدد، أكد سمير التقي، الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، في تصريح لسكاي نيوز عربية: “القرار 2254 ينص على عدم الاعتراف بالسلطة الحالية كسلطة شرعية ويؤكد على ضرورة قيام الجميع “على المكونات السورية أن تشارك في العملية السياسية”.
كما أوضح أن ميزان القوى العسكرية بدأ يحدد المسار السياسي، وحذر من أي محاولة لفرض حكم أيديولوجي أو طائفي قد يؤدي إلى صراعات شبيهة بما حدث في يوغوسلافيا.
وأضاف التقي أنه “مع مراعاة العلاقات الإقليمية، لا بد من الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، كالجيش، وليس تفكيكها”.
خيارات التحول ومخاوف الهيمنة
من جانبه، أشار الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد الزغول إلى أهمية وجود إطار قانوني واضح للفترة الانتقالية، مؤكدا أن الحل يجب أن يرتكز على المبادئ القانونية المعتمدة في القرار 2254.
وقال الزغول: “سورية تمر بفترة فراغ سياسي مع تغير موازين القوى. الحكومة الجديدة تريد التغيير، لكن الانتقال السياسي يتطلب ضوابط واضحة”.
كما أعرب الزغول خلال حديثه لغرفة أخبار سكاي نيوز عربية عن قلقه من محاولات بعض الأطراف الإقليمية، وخاصة تركيا، ممارسة نفوذها على الساحة السورية، الأمر الذي قد يضر بمصالح سوريا الاستراتيجية.
وشدد على أن دمشق بحاجة إلى تعزيز علاقاتها مع روسيا وإيران لمواجهة الضغوط الإقليمية والدولية.
وفي إطار البحث عن البدائل، يرى سمير صالحة، أستاذ العلاقات الدولية، أن تركيا تركز على وضع الطاولة السياسية في سوريا مع الالتزام بالقرار 2254.
وقال لسكاي نيوز عربية: “تركيا تعمل على حل بعض القضايا السورية الداخلية قبل الدخول في مناقشات أوسع بشأن الفترة الانتقالية”.
وحول اعتراض زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني على القرار 2254، قال صالحة: “الجولاني يرى أن القرار أصبح قديماً وغير مناسب للواقع الحالي، لكنه يحاول للقيام بذلك “لتأكيد أنفسنا كقوة مؤثرة على الرغم من التحديات السياسية”.
وأشار إلى أن إسرائيل أصبحت لاعبا مؤثرا على الساحة السورية، وهو تطور جديد على الساحة السياسية.
قراءة موسكو والواقع الجديد
من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي محمود الأفندي، إن موسكو أصبحت تنظر إلى التطورات في سوريا بشكل أكثر واقعية، وأشار إلى تغير القوى الفاعلة على الأرض. وقال الأفندي: إن “الجولاني يستغل الوضع الحالي للابتزاز السياسي من أجل الاعتراف به كسلطة شرعية رغم تصنيفه كمنظمة إرهابية”.
كما دعا الأفندي المعارضة إلى الحوار مع هيئة تحرير الشام نظراً لدورها كقوة مسيطرة حالياً، مضيفاً: “الواقع الجديد في سوريا يتطلب إعادة النظر في الاتفاقيات والقرارات الدولية السابقة”. “
وأضاف أن الولايات المتحدة وأوروبا تنظران إلى سوريا كجبهة مواجهة ضمن صراع أوسع مع روسيا.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى الإجماع العربي على الحل السياسي على أساس القرار 2254 هو الخيار الأوضح، رغم التحديات.
ونظراً لتزايد الأصوات المطالبة بتغيير القرار أو البحث عن مسارات بديلة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو إمكانية التوصل إلى توافق بين أطراف الصراع، داخلياً وخارجياً، بما يؤمن الوحدة والتماسك. المستقبل السياسي لسوريا.