هآرتس: جنود الاحتلال أعدموا مدنيين عزّل وتركوا جثثهم لنهش الكلاب
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجموعة متنوعة من الانتهاكات الجسيمة التي تشكل جرائم حرب خلال حرب الإبادة التي تخوضها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
خلص تحقيق جديد لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، نشر اليوم الأربعاء، إلى أن “جنود الاحتلال اعتدوا بشكل عشوائي على مدنيين بينهم أطفال وأشخاص يحملون أعلاما بيضاء”، عند معبر الشهداء وسط قطاع غزة، ما يسمى “نتساريم”. المحور” تحت مبررات واهية.
منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، يمنع الاحتلال الإسرائيلي دخول الصحفيين الأجانب من خارج قطاع غزة، كما استهدف الصحفيين الفلسطينيين العاملين في قطاع غزة من أجل إخفاء صورة الجرائم التي يرتكبها ضد الفلسطينيين العزل. لذلك، وعلى الرغم من الفظائع التي تعكسها وتستند إلى تصريحات ضباط وجنود جيش الاحتلال، إلا أن التقارير والتحقيقات التي تنشرها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وخاصة صحيفة هآرتس، لا تزال تمثل غيض من فيض من الجرائم التي ارتكبوها. الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة مستمر منذ أكثر من 14 شهراً.
يتضمن التحقيق الأخير الذي أجرته صحيفة “هآرتس” شهادات مروعة حول الاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة فيما يتعلق بحرب الإبادة، بما في ذلك إطلاق الصواريخ من المروحيات على المدنيين، وترك الكلاب للجثث، والمعاملة المهينة للناجين في انتهاك واضح للقانون الدولي خلال حرب الإبادة. الاحتلال كله مصنف. ويعتبر الشهيد الفلسطيني “إرهابيا” بغض النظر عما إذا كان أعزلا أو حتى طفلا.
ويركز التحقيق على ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي في محور “نتساريم”، حيث يستهدف جنود الاحتلال كل من يقترب من المنطقة أو يعبر “الخط الوهمي”، المعروف بين الجنود والقادة بـ “الخط الوهمي”. جسم.”
وبحسب ضباط وجنود محليين خدموا خلال الأشهر الأخيرة في المحور الذي أقامه جيش الاحتلال لفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، فإن أي فلسطيني يعدم في هذه المنطقة يصنف على أنه “إرهابي”، حتى لو كان فلسطينيا. طفلاً أو مدنياً أعزل.
وكشف التحقيق أن هذا الخط، الذي لم يتم تحديده على أي خريطة أو ذكره في أي أوامر عسكرية رسمية، يعرف لدى وحدات الجيش بمنطقة القتل المفتوح. ووصف قائد الفرقة 252 الوضع قائلاً: “بعد إطلاق النار تبقى الجثث غير مكتشفة، مما يجذب الكلاب التي تأكلها”.
وأضاف: “في غزة، تعلم السكان أن وجود الكلاب يعني وجود الجثث”.
ويمتد محور “نتساريم” مسافة سبعة كيلومترات بين السياج الأمني الذي يفصل قطاع غزة عن أراضي 1948، مشيراً إلى أنه تم إخلاء المناطق المحيطة به بشكل كامل من السكان وتدمير منازلهم، مما أدى إلى تحويل المنطقة إلى قاعدة عسكرية للاحتلال.
وبحسب التحقيق، فإن جيش الاحتلال يمنع الفلسطينيين رسميًا من دخول المنطقة، لكن عمليًا يعتبر كل من يدخل المنطقة هدفًا مشروعًا.
وقال أحد الضباط: “وصف القادة الميدانيون المنطقة بأنها منطقة قتل يجب إطلاق النار على كل من يدخلها دون استثناء”.
واستعرضت الصحيفة العديد من الشهادات حول الهجمات التي استهدفت المدنيين، بما في ذلك الأطفال، وحتى الأشخاص الذين يحملون الأعلام البيضاء، وبينت كيفية التعامل مع الفلسطينيين في غزة. وفي أحد التصريحات، تحدث جندي عن إطلاق النار على طفل فلسطيني يبلغ من العمر 16 عامًا، وأكد أنه لم يكن مسلحًا.
وعندما اعترض جندي قائلاً إن «الطفل ليس مسلحاً»، أجاب قائد الكتيبة: «كل من يعبر الحدود هو مخرب. لا استثناء، لا يوجد مدنيون هنا”. وفي وقت لاحق، تم تصوير الجثة وإرسالها إلى المخابرات العسكرية للتحقق من هويته. وتبين أنه لا علاقة له بأي “نشاط مسلح”.
تشمل الشهادة المقدمة خلال التحقيق إحدى روايات الجنود عن هجوم على مجموعة من الفلسطينيين العزل الذين كانوا يحملون علمًا أبيض ويلوحون به في اتجاه الطائرة بدون طيار التي كانت تراقبهم؛ ومع ذلك، صدر الأمر بإطلاق النار عليهم.
وقال الجندي: “أشار أحد القادة إلى الراية البيضاء وقال إنها إشارة إلى أنهم مدنيون، لكن القائد العام قال: لا أريد أن أسمع عن الراية البيضاء، أطلقوا النار رغم الميدان”. محاولات القادة إذا اعترضوا تم توبيخهم ووصفهم بالجبناء.
وفي حادث آخر، تعرض أربعة فلسطينيين كانوا يسيرون بالقرب من المحور لهجوم. وقال الجندي الذي كان في مكان الحادث: “كانوا غير مسلحين وتم رصدهم بواسطة طائرات بدون طيار. ومع ذلك، تلقينا أوامر بإطلاق النار عليهم. منظر الجثث لا يسمح لي بالذهاب”.
“ونجا الرابع ورفع يديه مستسلما. ومع ذلك، فقد ظل عاريا في قفص بالقرب من موقع البناء. مر بجانبه عدد من الجنود وبصقوا عليه. كان مثير للاشمئزاز. “أخيرًا، جاء محقق أسرى حرب من الوحدة 504 وسأله بعض الأسئلة بينما كان يوجه بندقيته نحو رأسه، واستجوبه لبضع دقائق، ثم أمر بإطلاق سراحه”.
وكمثال على الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين في غزة، توصل التحقيق إلى إطلاق صاروخ من طائرة هليكوبتر على رجل وطفلين كانوا يسيرون بالقرب من نتساريم. وقال الجندي الذي شهد الحادثة: “لم يكن هناك أي مبرر لاستخدام هذه القوة. لقد تعرضوا لهجوم مباشر بالصواريخ”.
ووجد التحقيق أن التنافس بين الوحدات العسكرية على عدد القتلى الفلسطينيين أصبح سمة بارزة للعمليات العسكرية. وقال أحد الضباط: “إن البيانات الرسمية للجيش تصف كل حالة وفاة بأنها مخربة وتفيد بعدد القتلى (الذين تدعي أنهم مخربون)، مما يجعل الأمر سباقاً بين الوحدات لزيادة عدد القتلى”. أفراد الفرقة 99 يقتلون 150 شخصًا، والفرقة التالية ستحاول الوصول إلى 200 قتيل”.
كما أشارت الصحيفة إلى توسع كبير في الصلاحيات الممنوحة للقادة الميدانيين. وقال أحد الضباط إن قادة الكتائب يتمتعون الآن بسلطات غير مسبوقة، بما في ذلك اتخاذ قرار بشأن استخدام القوة الجوية دون استشارة القيادة العليا. وأضاف أن “القادة غالباً ما يشعرون بأنهم يقودون ميليشيا مسلحة يتم التحايل فيها على القوانين والضوابط الميدانية”.
ووصف التحقيق قائد الفرقة 252، يهودا واخ، بأنه شخصية متطرفة تنفذ عمليات بعقلية تتعارض مع الأعراف العسكرية التقليدية. وفي أحد اللقاءات، قال واش، وهو مستعمر من مستعمرة كريات أربع المقامة على أراضي المواطنين شرق الخليل: “بالنسبة لي، لا يوجد أبرياء في غزة. الجميع مخربون.”
وقال أحد الضباط الذين حضروا اللقاء الأول لواخ مع قادة محور “نتساريم” إنه زعيم دمج رؤيته السياسية في خططه العسكرية. بينما اعتبره ضابط آخر “نابليون الصغير”، في منصب “يفوق قدراته ويتطلب مهارات قيادية كان يفتقر إليها منذ البداية”.
كما توصل التحقيق إلى أنه حاول إجبار السكان الفلسطينيين في شمال قطاع غزة على مغادرة منازلهم الواقعة في الجنوب، لكنه لم ينجح بشكل كامل. وكشف التحقيق عن مجموعة متنوعة من الجرائم التي اتسمت بغياب المساءلة وتآكل الضوابط، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.