بدء أعمال الدورة 54 للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان

منذ 4 شهور
بدء أعمال الدورة 54 للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان

انطلقت مؤخراً أعمال الدورة العادية الرابعة والخمسين للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، اللجنة الأم لمنظومة حقوق الإنسان العربية، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

ويترأس الاجتماع السفير طلال خالد المطيري (دولة الكويت) ويشارك فيه الجهات الحكومية المعنية في الدول الأعضاء والجهات ذات الصلة في نظام العمل العربي المشترك. من جانبه قال الوزير المفوض منير الفاسي مدير دائرة حقوق الإنسان إن قضيتنا المشتركة فلسطين بند ثابت على جدول الأعمال منذ الدورة الأولى للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان عام 1968.

وأضاف الفاسي في كلمته نيابة عن الأمانة العامة للجامعة العربية أننا لم نفقد الأمل ولم نيأس من العمل رغم تصاعد التحديات وتطور الحقائق بشكل يصعب فهمه وهو ما ويأتي معه التأكيد على أن ثمار العمل الشاق يجب أن تزدهر، ويشير إلى بيان محكمة العدل الدولية الصادر في 19 تموز/يوليو والذي أعلن أن الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني.

وشدد على أن إسرائيل ملزمة بإنهاء وجودها غير القانوني في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن إسرائيل ملزمة بالوقف الفوري لجميع الأنشطة الاستيطانية الجديدة وأن إسرائيل ملزمة بإجلاء المستوطنين من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وشدد على أن إسرائيل ملزمة بدفع التعويض عن الأضرار التي لحقت بجميع الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين المتضررين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

– دعوة الأمم المتحدة إلى النظر في إجراءات إنهاء احتلال فلسطين

وذكر الفاسي أنه يتعين على الأمم المتحدة، وخاصة الجمعية العامة التي طلبت الرأي، ومجلس الأمن دراسة الأساليب الدقيقة والإجراءات الإضافية لوضع حد لهذا الوجود الإسرائيلي غير القانوني في أرض فلسطين المحتلة في أسرع وقت ممكن.

وأنا أعتبر هذا الرأي بديهيا، لكنه يبقى خطوة للأمام نحو الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي، في ظل جرائم دولة الاحتلال المستمرة التي تشهدها ضد الأراضي الفلسطينية. والشعب الفلسطيني يتعرض لهجمات مكثفة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى حد كبير، وخاصة ضد قطاع غزة.

وأشار الفاسي إلى جهود اللجنة العربية المشتركة لحقوق الإنسان التي لا تتوقف وتواكب كافة التطورات على مختلف الأصعدة بدءا بإنشاء اللجنة الدائمة للإطار الرئيسي للمعايير التي تمثل الميثاق العربي لحقوق الإنسان. حقوق الإنسان، فضلا عن الاستراتيجيات والخطط الخاصة بفعالية التنفيذ، مشيرا إلى أن العمل يرتكز على صياغة خطة تنفيذية للاستراتيجية العربية بعد أن تم توسيعها إلى مرحلة ثانية.

وقالت مديرة إدارة حقوق الإنسان إنه في إطار مواكبة التطورات، نجد اليوم الذكاء الاصطناعي على جدول الأعمال، ضمن عدد من القضايا المهمة، منوهة بالدور المتزايد الذي يلعبه في حياتنا اليومية. أفقياً وعمودياً، مما أدى إلى ضرورة التحرك بشكل استباقي على المستوى الإقليمي لضمان احترام الحقوق الأساسية من خلال ضمان المساءلة والشفافية والرقابة، كما ذكرت اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان هي اللجنة الأم في إطار الإطار العربي لحقوق الإنسان، وتأمل الجمع بين ذرائع ما يخرج من هذا الباب، من خلال ما ترونه، مع وضع وثيقة مرجعية تشكل حجر الأساس لتعزيز وحماية مخاطر الذكاء الاصطناعي.

وأكد أن جدول أعمال جلسة اليوم واسع ومتنوع، ويشتمل على العديد من الخطوات الهامة على المستويين الوطني والإقليمي لمواصلة تطوير المنظومة العربية لحقوق الإنسان، ومواكبتها للتطورات، وإعطائها طابعا إقليميا يعبر عن هويتها. الثقافة والخصوصية.

ودعا الفاسي إلى مواصلة تعزيز ومضاعفة جهود التنسيق وبلورة رؤى للتعاون البناء مع مختلف الشركاء، بما يلبي طموحاتنا ويستجيب لانشغالاتنا ويوفر الاستجابة الأمثل لعروض أولوياتنا.

-فلسطين هي المشكلة العربية الأولى

من جانبه قال السفير طلال خالد سعد المطيري رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان إن فلسطين هي أولويتنا وهي القضية العربية الأولى وهي على رأس جدول أعمال اللجنة الدائمة منذ تأسيسها عام 1968. وأشاد في هذا السياق بنضال ونضال الشعب الفلسطيني الأبي وجهوده الحثيثة والمخلصة والمتواصلة رجالاً وأطفالاً وشيوخاً لتحقيق حريته وتحقيق استقلاله واستعادة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف وحقه في العيش. العيش في سلام وأمان للعيش.

وأشار إلى البنود المدرجة على جدول أعمال اجتماعات اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، ومن بينها البند الخاص بالميثاق العربي لحقوق الإنسان والذي نسعى إلى انضمام جميع الدول الأعضاء إليه، فضلا عن تقديم التقارير الدورية بانتظام. المساهمات التي يقدمها إلى لجنة الميثاق التي أشاد بجهودها وثمن دور رئيسها المستشار جابر صالح المري، وأبدى رغبته في الاستماع إلى إحاطته تحت البند الرابع من أعمال هذه الدورة.

-مقترحات لشعار اليوم العربي لحقوق الإنسان

وفي سياق الميثاق العربي لحقوق الإنسان وخاصة تاريخ دخوله حيز التنفيذ، أشار إلى أن الدورة تضمنت اختيار شعار “اليوم العربي لحقوق الإنسان” لعام 2025، كما تفضلت الأمانة العامة وقدمت 3 مقترحات: “الحق في الغذاء الكافي” و”الحق في الخصوصية وحقوق الإنسان الأخرى في العصر الرقمي” بالإضافة إلى مقترح بعنوان “حقوق الإنسان ليس لها سن…معاً ندعم كبار السن”.

وأضاف أنه عندما نتحدث عن الميثاق العربي لحقوق الإنسان فإننا نأتي إلى وثيقة مرجعية تؤكد مضمونه وهي الاستراتيجية العربية لحقوق الإنسان التي يعمل على تنفيذ خطة تنفيذها. سادسا: أعرب عن رغبته في الاستماع إلى الإيجاز الذي قدمه السفير علي أنور البسول رئيس الفريق المفتوح للخبراء الحكوميين العرب المعني بحالة حقوق الإنسان. الخطة التنفيذية للاستراتيجية العربية لحقوق الإنسان.

كما أشار وسلط الضوء على نقطتين جديدتين، الأولى التي اقترحتها مملكة البحرين رئيسة مجلس جامعة الأمم على مستوى القمة بعنوان “نتائج القمة العربية الثالثة والثلاثين بشأن ضمان الحق في الصحة والتعليم أثناء النزاعات المسلحة”. ومن المهم العمل الجاد على بلورة قرارات القمة العربية محليا. أما بخصوص النقطة: فالجديد الثاني هو مقترح الأمانة بعنوان “الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان” والذي عبرت به عن رغبتها في التركيز على أخلاقيات هذا المجال وضرورة إدراج البعد الحقوقي في أنظمة النقاش التي تتحكم فيه. . وأعرب عن أمله في أن تخرج الدورة الرابعة والخمسون بتوصيات مبتكرة ووضعها موضع التنفيذ على المستوى الوطني والإقليمي بما يعزز جهود العمل العربي المشترك في مجال حقوق الإنسان وعملية تعزيز ثقافة حقوق الإنسان في المنطقة. دعم المنطقة العربية.

– الدعوة لاستكمال التصديق على الميثاق العربي لحقوق الإنسان

من جانبه أشاد المستشار جابر المري رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بالتزام وحرص العديد من الدول العربية الأطراف في الميثاق على تقديم تقاريرها إلى اللجنة كإصدار البحرين الدوري الثاني خلال المواعيد المحددة. الذي حدده التقرير وتمت مناقشة التقرير الدوري الأول لمصر في إبريل الماضي، ويجري الاستعداد لمناقشة تقرير قطر خلال الأشهر المقبلة. كما أعرب عن أسفه لعدم اكتمال التصديق على الميثاق العربي لحقوق الإنسان من قبل جميع الدول العربية، ودعا الدول التي لم تصدق عليه بعد إلى اتخاذ هذه الخطوة المهمة لدعم المنظومة العربية لحقوق الإنسان، ويعتبر الانضمام إلى الميثاق بمثابة خطوة هامة. خطوة ضرورية لتحقيق التكامل بين المنظومة الوطنية والإقليمية العربية والمنظومة الدولية لحقوق الإنسان وتحسين التعاون العربي في هذا المجال.

كما أعرب عن قلقه إزاء تأخر بعض الدول في تقديم تقاريرها الأولى أو الدورية وفقا للمادة 48 من الميثاق، ودعا الدول التي لم تقدم تقاريرها بعد إلى تسريع ذلك لضمان الامتثال لالتزاماتها فيما يتعلق تنفيذ الميثاق، وشدد على أن تقديم التقارير يعد آلية مهمة لتقييم التقدم المحرز في مجال حقوق الإنسان، وذلك للتعرف على أوجه القصور والمعوقات التي تواجهها الدول العربية في هذا المجال وإيجاد الحلول المناسبة لها. وأشار إلى أن اعتماد الاستراتيجية العربية لحقوق الإنسان يعد خطوة مهمة نحو توحيد الجهود العربية في مجال حقوق الإنسان، ووضع خطة واضحة للتقدم في هذا المجال، وتحقيق التوافق بين الدول العربية على أهداف وحلول مشتركة.

وقال المري إنه لا يمكن أن نتجاهل الجرح العربي النازف في غزة وأن عدد الشهداء أكثر من 38 ألف شهيد بينهم أطفال ونساء وشيوخ وشباب. وأدان بشدة الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددا على ضرورة التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل ومحاسبة المجرمين.

واعتبر أن الصمت العالمي على ما يحدث في غزة يشكل تواطؤا مع العدوان الإسرائيلي ويشجع على ارتكاب المزيد من الانتهاكات، ودعا العالم أجمع إلى القيام بواجبه الإنساني والقانوني في دعم الشعب الفلسطيني وإدانة العدوان الإسرائيلي بوقفه.

وفي هذا السياق، أشاد ببيان محكمة العدل الدولية الأخير بأن سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية تنتهك القانون الدولي. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها القضاء الدولي بيانا بشأن قضية الاحتلال، ويشكل القرار خطوة مهمة نحو استعادة احترام القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني، وأعرب عن أمله في أن تؤدي هذه الخطوة إلى حل. إن التغيير في واقع الاحتلال سيؤدي إلى احتلال الأراضي الفلسطينية وتحقيق السلام والعدالة.

جدير بالذكر أن التوصيات الصادرة عن اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان في دورتها العادية الـ54 سترفع إلى الدورة العادية الـ162 المقبلة لمجلس جامعة الأمم على المستوى الوزاري للنظر في اعتمادها في سبتمبر المقبل.


شارك