المرحلة الثالثة من الحرب الإسرائيلية على غزة.. ماذا تعني وما أهدافها؟
وتتحدث إسرائيل عن بداية المرحلة الثالثة من الحرب حيث تقول وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى محادثات مع قيادة جيش الاحتلال حول إنهاء عملية رفح الفلسطينية والانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب وذكر أن وأضاف أن الجيش “سيعلن انتهاء عملية رفح خلال أيام وينتقل إلى الضربات الجوية المستهدفة”.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الثلاثاء، إن “جيش الاحتلال بدأ بتخفيض قواته في غزة وسينتقل إلى المرحلة الثالثة في قطاع غزة”.
وأثار البعض تساؤلات حول طبيعة هذه المرحلة وشكلها والأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها من ورائها وموقف المجتمع الدولي والعربي منها، خاصة أنها تعني إطالة أمد الحرب لفترة طويلة من الزمن.
– إطالة أمد الحرب دكتور. قال ماهر صافي المحلل السياسي الفلسطيني، إن الكيان الصهيوني حاول منذ عملية الشجاعية تنفيذ كافة بنود حرب الاستنزاف، وأهمها التدمير النفسي لسكان قطاع غزة من خلال الانتشار. وكانت العمليات والتوغلات في الأماكن السابقة قد تعرضت للقصف وتدمير معظم بنيتها التحتية، بما في ذلك المساجد والمستشفيات.
وقال في تصريح لـ”سبوتنيك”: “المرحلة الثالثة التي تعلن عنها إسرائيل هي مرحلة العمليات المنظمة، وهي تعني اغتيال الأفراد وقادة المقاومة المتهمين أو الذين تستهدف إسرائيل أسمائهم “بين المرحلتين الأولى والثانية”. وأكد أن المداهمة حدثت مرة واحدة. والأماكن الأخرى التي تعرضت للهجوم سابقًا هي جزء من سياسة التدمير النفسي في غزة.
وأكد أنه في الوقت الحالي تعلن إسرائيل عن بعض المناطق التي سيتم الهجوم عليها ويجب على المدنيين والسكان مغادرتها قبل تدميرها. وهي عملية تشتيت وطرد للناس من أراضيهم إلى مناطق أخرى في قطاع غزة، وهو الهدف الرئيسي لإسرائيل بشكل عام في هذه الحرب.
وقال إن المرحلة الثالثة هي مرحلة إطالة أمد الحرب وليس مجرد مداهمة بعض المناطق أو القضاء على شخصيات وقيادات، بل إطالة أمد الحرب بهدف إعطاء أكبر قدر ممكن من الوقت للغزو وإنشاء مناطق عازلة وكسب الانفصال. فصل محافظات قطاع غزة عن بعضها البعض أثناء تنفيذ إجراءات ضم أراضي مناطق التغطية.
ويعتقد أن دولة الاحتلال تخطط لتقسيم قطاع غزة مدنيًا وإقامة حكم مدني حتى بعد المرحلة الثالثة. وتحدث عن رجال إصلاح وعن قوى فاشلة وعن قوى دولية وأممية وأوروبية وأميركية، لكنها لن تستطيع أن تحدد من سيحكم قطاع غزة وما يحدث هو مجرد فرصة للاحتفال بالزمن. الحرب وإطالة أمد العدوان.
– الهدوء الإسرائيلي وفي هذا السياق قال د. وقال أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المصري والخبير في الشؤون الإسرائيلية، إنه من الواضح أن نتنياهو وجماعة اليمين المتطرف يحاولون حاليا تهدئة جبهة غزة من خلال شن هجوم محدود ورمزي لحفظ ماء الوجه في الشمال، وربما لتهدئة الوضع. صرف الرأي العام الغاضب لأن حرب غزة فشلت في تحقيق أهدافها.
وبحسب حديثه مع سبوتنيك، يحذر الخبراء من أن استمرار الهجوم على قطاع غزة يجعل الهجوم على الجبهة اللبنانية مستحيلا، ولهذا السبب تم إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء و49 شخصا آخرين. وكان هناك حديث عن إعادة الإنترنت إلى غزة وتشغيل محطة تحلية المياه، بدعوى أن انتشار المرض في غزة سيضر بالمعتقلين، وكأن القصف العشوائي في غزة لن يضر المعتقلين.
وتابع: “من الواضح أن هذا مجرد غطاء للهدف الرئيسي وهو تهدئة الوضع في غزة والانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، التي تقوم على الضربات الجوية وانسحاب القوات للتمركز في الخارج”. قطاع غزة “قطاع غزة ومحور نتساريم بعد توسعهما”.
وشدد في هذا الصدد على أن هناك خبراء يحذرون من أن هذه الخطة لن تأتي بنتائج وستفشل كما فشلت في قطاع غزة، وأنها قد تؤدي إلى حرب شاملة ورد فعل عنيف من لبنان، وهو ما قد يؤدي إلى حرب شاملة. يمكن أن يؤدي إلى مقتل ما يصل إلى 15 ألف في صفوف الوحدة، وسيؤدي إلى شلل الحياة في دولة الاحتلال، حيث تتقلص المساحة التي يعيش فيها السكان من الشمال والجنوب.
وأكدت صحيفة هآرتس في تقرير لها أن “الجيش الإسرائيلي يعتزم إنهاء القتال في قطاع غزة دون إبرام صفقة احتجاز الرهائن والتركيز على الجبهة الشمالية (مع حزب الله اللبناني).”
وأشارت الصحيفة إلى أن “رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع غالانت ورئيس الأركان هاليفي اتفقوا على المرحلة الثالثة من الحرب على غزة بعد مشاورات أمنية، وأنها ستكون غارات أكثر استهدافًا وأهمية”.
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، أن “إسرائيل تقترب من نهاية مرحلة القضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس”، وأكد أنها “ستواصل تدمير فلول حماس المسلحة”.
جاء ذلك بعد أن صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أن القتال في رفح “أمر مهم للغاية”.
وقال جالانت من رفح: إن “إسرائيل ستواصل الحرب حتى لا تعود حماس قادرة على إعادة بناء قدراتها”، مشيرًا إلى أنها نجحت في إغلاق المعبر الحدودي والأنفاق أمام حماس.
وتعاني كافة مناطق قطاع غزة من أزمة مياه وغذاء كبيرة بسبب تدمير البنية التحتية وخطوط ومحطات تحلية المياه على يد الجيش الإسرائيلي، فيما حذرت الأمم المتحدة من تأثير أزمة الجوع على سكان غزة قبل ذلك. مع استمرار الحرب بين حماس وإسرائيل.