مفتي كرواتيا: التطورات المتسارعة تسببت في خلل بالبناء الأخلاقي والعديد من التحديات

منذ 2 شهور
مفتي كرواتيا: التطورات المتسارعة تسببت في خلل بالبناء الأخلاقي والعديد من التحديات

وقال الشيخ عزيز حسنوفيتش، رئيس المشيخة الإسلامية في كرواتيا: “إن عصرنا الحالي يتميز بالتطورات السريعة التي طالت جميع مجالات الحياة، مما أدى إلى نوع من الخلل في البنية الأخلاقية، وظهور العديد من التحديات التي ويمكن أن يعزى ذلك إلى تأثرهم بالمتغيرات العالمية الناتجة عن التقدم السريع “الذي أحدثته ثورة المعلومات في معظم مجالات الحياة”.

وأضاف خلال حديثه خلال فعاليات المؤتمر العالمي التاسع للأمانة العامة للأدوار وهيئات الإفتاء في العالم، والذي عقد تحت رعاية دار الإفتاء المصرية تحت عنوان “الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع”، مضيفا: “إن من أخطر ما يواجه البناء الأخلاقي اليوم هو أن الأخلاق الإسلامية لا تصلح للاستخدام في العصر الحديث لأن الناس بعيدون عنها، وأن المنهج الغربي في الأخلاق هو الأنسب لأنه يقوم على المصلحة الذاتية” الفرد وأن هذا ما يهم الناس اليوم وأن الخطر الأكبر يكمن في فساد الأخلاق العامة حيث نشهد ازدواجية المعايير وغياب العدالة الدولية والهيمنة وانتشار الفقر والجوع والصراع المسلح والتطرف. ويحذر القرآن من أن فساد الأخلاق هو سبب انهيار الأمم.

وأشاد مفتي كرواتيا باختيار موضوع المؤتمر هذا العام والذي كان موفقا خاصة وأن الأخلاق في الإسلام ترتبط ارتباطا وثيقا بالعقيدة ونجد ذلك واضحا في النصوص الشرعية. والقرآن عندما يدعو إلى الأخلاق الحميدة فإنه يدعو المسلمين باسم الإيمان، كما في قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو على أنفسكم” ” الوالدان والأقربون } [النساء 135]، وأيضا: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا صادقا} [الأحزاب 70]، ونجد في السنة النبوية بيانا عن وذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا»، وفي قوله: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتفضل». قل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره وكل من آمن “إن الإيمان بالله يحث الإنسان على التحلي بالأخلاق الحميدة، ولكن بعض الأخلاق تكون فطرية وتظهر في الإنسان منذ بداية حياته وتتوافق مع التعاليم الإسلامية المكتسبة” أخلاق.

وأضاف مفتي كرواتيا: “إن من أوضح الأدلة على فساد الأخلاق العامة وانهيار القيم الإنسانية في العالم ما يحدث اليوم في أرض فلسطين وهو قتل الأبرياء، وتدمير، وتدمير، ومعاناة أهل غزة من الجوع والعطش والمرض. وأؤكد لجميع المشاركين أننا لن ننساهم في كلماتنا ومساهماتنا في هذا المؤتمر المبارك. وسأل نفسه: هل يصح القول إن الموت جوعاً مشكلة اقتصادية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل تحل الدول القوية والغنية المشكلة، ولماذا لا تحلها؟ الحل الاقتصادي ممكن، لكن بما أن الاقتصاد الإنساني الحديث يقوم على المصلحة والربح، فمن وجهة نظر اقتصادية لا يمكن حل هذه المشكلة بدون الأخلاق، لأن الأخلاق لا تعرف المصلحة، بل الواجب والفضيلة.

وتابع مفتي كرواتيا، مؤكدا أن المؤسسات الدينية وقادتها اليوم تجتذب اهتمام معظم سكان العالم، إذ إن القيم الأخلاقية والروحية المستمدة من النصوص الدينية لا تؤثر فقط على سلوك الناس وقيمهم، بل إن التأثير الاجتماعي له علاقات أيضا، المشاركة السياسية والتقدم الاقتصادي

وأشار إلى أن المؤسسات الدينية بشكل عام والإفتاء بشكل خاص هي من أفضل المؤسسات استعدادا لمواجهة تحديات البناء الأخلاقي وتأثيرها القوي على المجتمعات، مما يؤكد دورها ومسؤولياتها.

وأضاف أن المشيخة الإسلامية في كرواتيا تسعى إلى دعم البناء الأخلاقي ومواجهة تحدياته من خلال مناهجها وإبراز الجوانب الأخلاقية والروحية والإنسانية للإسلام وقيمه. ونحن نعتبر تجربتنا في كرواتيا نموذجا فعالا ومفيدا، حيث حافظت الأقلية المسلمة على معاييرها الأخلاقية العالية في مجتمع متعدد الأديان والطوائف، ولم تسقط في الانحطاط الأخلاقي والتطرف والتعصب. لا يوجد مواطن كرواتي ذهب إلى أي ساحة معركة في العالم للانضمام إلى فئة القتال. تعد البرامج التعليمية لأطفالنا في المدارس التي طورها المشيخة الإسلامية في كرواتيا من بين وسائل الوقاية المقبولة عمومًا والمناسبة للمجتمع الكرواتي.

وفي نهاية كلمته وجه مفتي كرواتيا الشكر لفضيلة مفتي شوقي علام مفتي الجمهورية على جهوده في عقد هذا المؤتمر ورئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي الذي يعقد هذا المؤتمر تحت قيادته. وندعو الله أن يتقبل جهود كل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر وأن يجزيهم خير الجزاء.


شارك