مفتي تونس: مقدساتنا مستهدفة وعالمنا الإسلامي يمر بظروف حاسمة ودقيقة

منذ 4 شهور
مفتي تونس: مقدساتنا مستهدفة وعالمنا الإسلامي يمر بظروف حاسمة ودقيقة

المختار: يجب أن نواكب الوتيرة السريعة للمشكلات الناشئة ونقدم أجوبة تواكب الواقع وتحافظ على ثوابت الدين وأبعاده المقصودة.

قال الشيخ هشام محمد المختار بن محمود مفتي الجمهورية التونسية، إننا نعيش وضعا دقيقا ودقيقا يمر به عالمنا الإسلامي، يتم فيه استهداف أضرحتنا وقبلتنا الأولى، ويتم فيه استهداف ويعيش الشعب الشقيق الأرض المباركة التي باركها الله وغزة الأبية تتعرض لانتهاكات غير مسبوقة للكرامة وسفك الدماء، وأهل أبيي مشردون من عالم طالما خدعنا بشأن حقوق الإنسان وكرامة الشعب.

وتساءل خلال كلمته خلال لقاء الوفد في المؤتمر العالمي التاسع للأمانة العامة للأدوار وهيئات الإفتاء في العالم المنعقد تحت رعاية دار الإفتاء المصرية، عن الضوابط الأخلاقية في مواجهة الإبادة العلنية لشعب الذين رفضوا الدفاع عن حقوقهم واستعادة ما سرق منهم.

وأضاف: “ولذلك يتجدد اللقاء معكم لمناقشة موضوع مهم يمثل أحد أركان الفتوى وفي قلبه تصورنا للبناء الأخلاقي كنهج ونقطة انطلاق ومسار في عالم، في “هناك تحديات ومشاكل متلاحقة تتسارع فكريا وفكريا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا بشكل يمكن أن يحير العقل، مما يتطلب منا مواكبة هذه الوتيرة السريعة جدا للمشاكل الناشئة، وهي الحلول والأجوبة”. تتوافق مع الواقع وتحافظ على ثوابت الدين وأبعاده المقصودة.

وأشار إلى أننا نواجه هذه التحديات على جبهات متعددة: فرديا وجماعيا ووطنيا وعالميا، وكذلك من خلال الأكاديميات العلمية والعمل الجماعي. وهي تحديات تتطلب منا أن نجد أرضية مشتركة بين واقعنا المتغير بسرعة وأهداف شريعتنا التي تقوم فلسفتها على البطء والثبات، كما نزلت في الآيات المنزلة على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وسلم عليه وادعوه إلى قراءة القرآن على مهل، مراعاة لقدرات الإنسان، وتقوية قدميه: “وقرآن فرقناه لتقرأوه على مهل”.

وأكد أن مهمة الفتوى اليوم هي تحقيق التوازن بين احتياجات التنمية وتنوع المواضيع من جهة، والحفاظ على قدسية النص ومراعاة الأبعاد المقصودة من الدين من جهة أخرى. وهو دور دقيق وحساس يتطلب منا أن نكون متواضعين وشاملين، بعيدين عن الغطرسة وادعاء الحكمة ورفض الرأي الآخر وضيق الأفق المذهبي والتعصب. وبينما كانت مجالات الفتوى في العصور السابقة تقتصر في كثير من الأحيان على مجالات القانون، وقضايا الأحوال الشخصية، ومجالات العبادة، فإن تحديات الفتوى اليوم، وتنوع مجالاتها، وتسارع القضايا التي يقتضيها الواقع المتغير بسرعة تتطلب المزيد من الاهتمام. النظر في إطار جماعي يجمع بين جهود الخبراء القانونيين والدينيين وفي المجالات المتعلقة بالقضايا المطروحة.

وتابع: “إذا تأملنا آخر تطورات القضايا المعاصرة وما تناوله السلف على مر القرون، سنجد عناوين خلدت في التاريخ، منها التشابه والاختلاف والتشابه والمتوازيات، موطأ الإمام مالك ورسالة” ابن أبي زيد إلى خصائص أهل السنة والجماعة وتعاليمهم المتجلية في إبداعات كبار علماء الأزهر كالشيخ محمد أبو زهرة على الأئمة المتجلين في الاجتهاد وغيره من بدع السلف و في وقت لاحق.”

وأضاف: “لقد أذهلتني كلمات حاسمة، حتى لو كانت تتعلق بموضوع أوسع، وهو إرادة الله وإرادة الإنسان، التي ذكرها العلامة أبو حيان التوحيدي في بصائر ومذكرات”، حيث يقول: ” “واعلم أن الحق قد استولى عليك بإرادتين: إرادة فيك وإرادة فيك.” والتوفيق، وأما إرادته لك فقد حرفها من كل تعريف وشرط ثم “سلطانه عليك”. ثبت، فإذا أجبت على الأمر بالتآمر، وعلى النهي بالشهادة، وعلى الدعاء بالإجابة، وعلى الهدى بالهدى، فقد صدقت إرادته لك، وتأكدت إرادته لك. “”

وسأل: ما علاقة هذا الاقتباس بالوضع؟ ونناقش: ‘الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع’. وهنا لا توضع المسألة إلا في سياقها، مما يعني أن الفتوى يجب أن تكون مبنية على منطلقات وضوابط ثابتة تحميها من مخاطر الانزلاق والاندفاع الذي قد يغرينا بإصدار فتاوى في قضايا راهنة، وهي دقيقة، لا. لا يرضي الضمير ولا يواكب منهجنا الإسلامي في قوله تعالى: “أَهْلُ أَهْلِ الْجَاهِلَةِ يَبْغُونَ؟” ومن أحكم من الله حكماً لقوم آمنين؟” ومن هنا نأتي إلى حتمية وضع الضوابط والقواعد التي نعود إليها وننطلق منها. مثل المعادلات الجبرية ب. درجاتها المختلفة، وذلك في مجالات مثل:

– المعاملات المالية من خلال البنوك الإسلامية وتجنب الارتباك في متاهات الربا والمضاربة والمرابحة. – التعامل بعناية مع المشاكل الإنجابية (أطفال الأنابيب، بنوك الحيوانات المنوية، تأجير الأرحام…)، وضمان عدم اختلاط الأنساب، وتغيير خلق الله، وعلاج التشوهات الخلقية في الرحم. – الخوض في مجال الذكاء الاصطناعي ومحاولة استبدال جهود الإنسان بالروبوتات، لتبقى الآلة وسيلة للإبداع وليست بديلا عن الإنسان الذي استودعه الله عجائب خلقه وأوكل إليه المسؤولية من الخلافة . – قضايا المثلية الجنسية والانحرافات في العلاقات الجنسية التي قد تؤدي إلى انقراض النوع البشري وجعل الاستثناء هو القاعدة. – مشاكل المخدرات والأساليب الجهنمية لحرمان الإنسان من قدراته العقلية وجعله يعيش في أوهام بعيدة عن واقع الحياة مما يمنعه من القيام بدوره كحاكم على الأرض.


شارك