السيابي: الأخلاق في الإسلام أساس متين للفتوى ويجب على العلماء التمسك بها لضمان مصداقية الأحكام الشرعية

منذ 4 شهور
السيابي: الأخلاق في الإسلام أساس متين للفتوى ويجب على العلماء التمسك بها لضمان مصداقية الأحكام الشرعية

وقال الشيخ محمد بن خليفة بن عبدالله السيابي، الباحث في مكتب مفتي عام سلطنة عمان: “إن الإسلام يتعامل مع الأخلاق بطريقة تتجاوز أي دين آخر”.

وأشار إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه: “”إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، مما يوحي بأن الأخلاق في الإسلام ليست مجرد مظهر بل عمق روحي يتجلى في النوايا”. والأفعال.

وأكد أن الإسلام يهدف إلى جعل الأخلاق محورا في جميع جوانب الحياة بحيث تكون الأفعال والأفعال متوافقة مع مقاصد الشريعة وتحقق التوازن في حياة الفرد والمجتمع. وأوضح أن الأخلاق لا تقتصر على المظاهر، بل تمتد إلى النية والهدف، وهو ما يتطلب إصلاح الأخلاق كأساس لإصلاح الأفعال والنوايا.

جاء ذلك في كلمته في الجلسة العلمية الأولى حول الورقة البحثية التي قدمها في المؤتمر العالمي التاسع للفتوى، حيث أشار إلى أن الفقه والأخلاق عنصران لا ينفصلان ويكملان بعضهما البعض لتوجيه السلوك الإنساني. ونقل كلام الإمام الشاطبي في كتابه “الموافقات” بأن “الشريعة كلها مبنية على الأخلاق الحميدة”.

وأضاف أن جميع مجالات الفقه تقوم على المبادئ الأخلاقية وأن الأحكام الشرعية ترجع إلى القيم الأخلاقية، مما يؤكد ضرورة مراعاة الجانب الأخلاقي في عملية الفتوى.

وتناول الشيخ محمد السيابي المذهب الإباضي كمثال لاعتبار الأخلاق في الفتاوى، مبينا أن فقهاء الإباضية جعلوا الأخلاق في قلب فتاواهم، واستشهد بما فعله علماء الإباضية من إجراء معاملات أدت إلى الربا والرشوة والحرام. أخذ المال، فضلاً عن تطبيقه لمبادئ الأخلاق في جميع جوانب الحياة.

وأشار الشيخ محمد السيابي في نهاية كلمته إلى التحديات الحالية التي تواجه المنظومة الأخلاقية بسبب التطورات الاجتماعية والتكنولوجية المتسارعة.

وأكد أن الفتوى يجب أن تتناول القيم الأخلاقية ومراعاتها وفق نصوص الشرع بما يضمن تلبية الحاجات الاجتماعية وتخفيف الأعباء عن الناس. وأكد أن حرمان الفتوى من جانبها الأخلاقي يعتبر خطأ في الفتوى وأنه يجب على المفتي أن يضع القرارات الشرعية في سياق يتفق مع القيم الأخلاقية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. وبهذا تساهم الفتوى في بناء مجتمع متوازن يستجيب لتحديات العصر ويحقق العدل والرحمة.


شارك