حوار| سلاف فواخرجي: قصة فيلم «سلمى» حقيقية وشخصية البطلة تشبهني في شجاعتها

منذ 3 أيام
حوار| سلاف فواخرجي: قصة فيلم «سلمى» حقيقية وشخصية البطلة تشبهني في شجاعتها

أما ضرب باسم ياخور لشخصية سلمى في الفيلم فبالطبع لم يكن ذلك حقيقيا لأننا محترفون للغاية، ومشهد ضرب سلمى على وجهها كان حقيقيا، بينما مشهد الانهيار والصراخ في المحكمة كان مشهدا آخر. والتي كانت من أصعب المشاهد في الفيلم لأنها تعبر عن حالة المرأة السورية وكل الشعوب العربية التي تعيش بمشاعر متناقضة بين الضعف والقوة، لأنني شخصياً أعيش هذه التفاصيل على أرض الواقع وما يحدث هو جزء من حياتي أنا لا أتعاطف معهم لمجرد أنني ألعب دورًا على الشاشة، وكان ذلك المشهد مميزًا بالنسبة لي. ولأنها تعبر عن آلاف النساء في سوريا اللاتي يلجأن إلى المحكمة للبحث عن أزواجهن المفقودين، سواء كان ذلك في حرب أو زلزال أو غير ذلك، ولا يستطعن تقديم شهادة وفاة، فقد تحولت سلمى من أم بسيطة إلى ضحية للظلم. الأطفال وضحت أكثر بعد ترشحها. ولتحمي مجتمعها بمزيد من الكرم، جسدت سلمى الإنسان الطاهر، يشبه الأرض الطيبة، يتحمل القبح والفساد والظلم وضياع الكرامة الغارقة في الدماء.

<هل انتهى خلافك مع الفنان باسم ياخور مع عرض فيلم “سلمى”؟

لقد انتهى القتال بيننا. وكان سبب الخلاف السابق هو تدخل بعض الخبثاء في العلاقة بيننا لتدميرها، وأصر مخرج الفيلم جود سعيد على مشاركة باسم ياخور في الفيلم لأنه يعلم مدى صداقتنا. وعلاقة قوية، وساعدنا في إنهاء الخلاف بيننا وجمعنا مرة أخرى لأنه رأى أنه الأنسب لهذا الدور، نيابة عن صديق عزيز لسنوات عديدة، وكنت أنا وأنا سعيدة به لتتمكن من المشاركة في الفيلم كضيف شرف. لقد كان رصيداً حقيقياً وقوياً للعمل، وكان يمثل العدو الأكبر لشخصية سلمى ويمثل نموذج الشر والفساد الذي يعاني منه الشعب السوري كثيراً على المستوى المهني.

<هل شخصية سلمى تشبهك فعلاً؟

– بالتأكيد؛ المرأة في حد ذاتها كائن قوي، وتستمر في العطاء والتضحية عن طيب خاطر مقابل لا شيء في المقابل، مؤمنة أنها في هذا الأمر تشبهني بشجاعتها وشخصيتها، ومع كل الشخصيات التي أقدمها أحاول بكل ما أوتيت من قوة قد يكون مثلي.

< هل من الممكن أن يترشح سلاف في انتخابات مجلس الشعب؟

– بالتأكيد لا؛ أنا فنان ولا أريد أن أخوض في أي مجال آخر. أعبر عن حبي لبلدي من خلال الفن عندما وصلت إلى أقصى مرحلة من الضعف والاستغلال، وحاول الناس من حولها منع الأذى عن عائلتها والدفاع عن حقوق مجتمعها المضطهد، حتى أنها نجحت في واحدة منها لتصبح بطلة.

<كيف تردين على الانتقادات الموجهة لمشهد التقبيل في الفيلم؟

– لا يتعلق الأمر بالجرأة، وكان مشهدا من أحداث الفيلم، والجرأة الحقيقية هي طرح الأفكار وانتقاد الفساد ومحاولة تغيير الأفكار الراكدة، لكن الفيلم يشهد لحظات رومانسية في حالة من الضياع تعيشها الشخصية البطلة التي استعادت ذكرياتها مع زوجها ليرى المشاهد حالة الخسارة التي عاشتها سلمى والانتقادات. لقد أصبح الأمر أمراً واقعاً، وقد تجاوزت تلك المرحلة لأنني أحب عملي، ولدي أسلوبي الخاص، والنقد رائع، ولكن عندما يصل إلى حد الإهانة أتجاهله.

<ألا تخافين من المنافسة في المهرجان بعدة أفلام تتناول القضايا الإنسانية؟

-إنها صدفة بالطبع. أن نشارك بأعمال حقيقية تعبر عن واقع المشاكل الإنسانية، كتلك التي يعاني منها الشعب الفلسطيني أو اللبناني أو السوري، وكذلك مشاركتنا في مهرجان القاهرة السينمائي بهذه الأعمال كمنتجين وليس كممثلين فقط، بل منافسة. يبقى جزءًا أساسيًا من عملنا، وهو أمر صحي بالنسبة لي وخطوة نحو الإنتاج. ليس لأسباب مالية، بل لتقديم سينما ذات قيمة إنسانية خالدة وتحمل دائمًا رسائل أريد إيصالها من خلال الفن.

<لماذا كانت نهاية الفيلم صادمة للجمهور؟

نهاية الفيلم تعني أنها كانت تبحث عن سراب وأن الرجل الذي كانت تنتظره لن يعود وأن عليها أن تستمد قوتها وشجاعتها لتعيش من داخل نفسها. أمضت سنوات في البحث عنه في المحكمة وخدعتها العصابات لمساعدتها في الوصول إليه والعيش معه. أوراق وأرقام وصور المفقودين وفقدان الهوية، وفي النهاية أدركت أن الخسارة الحقيقية هي الأرض والأمن والأهل وشغف الحياة، والهوية السورية متجذرة في النفوس ولا يمكن أن تتزعزع. إنها ليست بطاقة أو ورق مطبوع.

<لديك الجنسية الفلسطينية. كيف رأيت تضامن مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة للسينما الفلسطينية؟

قدم الفنان حسين فهمي دورة تكريمية لأقدم مهرجان سينمائي في المنطقة العربية وأرى في الدورة الأخيرة مجهودا لا حدود له منه، خاصة في ظل الحزن الكبير الذي شعر به لوفاة شقيقه الفنان مصطفى فهمي، ولكن فهو يدير المهرجان بمنتهى الاحترافية والنجاح، وقد لفت انتباهي تفاعل المهرجان القوي مع الموضوع بين الفلسطينيين، سواء من خلال المشاركة في عروض الأفلام، أو المسابقات الخاصة. أو الجوائز الخاصة، وكان مثالاً مشرفاً لتحمل المسؤولية حيث قال في كلمته في حفل الافتتاح: “إنها تظهر… ويجب أن تستمر”. ولا يوجد حديث مماثل عما يتحمله الفلسطينيون وما يتحملونه يجب أن يتحمل وشيك. إننا نعيش مع هذا العنف والدمار والإبادة الجماعية، وفي قلوبنا حزن كبير على الضحايا الذين يدفعون ثمنها حياة من أجل الحرية، ويدافعون عن أرضهم وكرامتهم، ويسعدني أن البوصلة الأساسية للقضية الفلسطينية في لقد عاد العالم من حيث غاب وأن العالم أصبح داعماً كبيراً لاسم فلسطين وأنا فخور بأنني أحمل الجنسية الفلسطينية لأنه شرف كبير.

<هل تفكرين في إنتاج فيلم عن القضية الفلسطينية مستقبلا؟

– بالتأكيد؛ أفكر دائمًا في هذا الأمر، وبالفعل قدمت في عام 2020 فيلمًا عن مرتفعات الجولان في سوريا بعنوان “رسائل الكرز”. كان هذا أول عمل يتناول قضية إنسانية، والفيلم القادم سيتناول القضية الفلسطينية.

<متى ستعود إلى الدراما والسينما المصرية؟

الجمهور المصري مختلف تماما، ومن الصعب أن أقف أمامهم أو أقدم عملا فنيا لهم لأن لديهم ميلا للفن، لذلك أنتظر عروضا مميزة تسمح لي بالعودة للجمهور المصري و كل شيء يتضمن أنني سعيد أثناء غيابي عن الأعمال المصرية واستقراري في سوريا هو تتابع العروض الفنية التي أسعدتني للغاية وسأعود قريبًا لأنني لا أستطيع الاستقرار في مصر ومغادرة وطني وقت الحاجة، و إنها واجبي. سوريا هي بيتي وسأبقى فيها ولن أغادرها، خاصة أن هذا حدث بحضور عائلتي. شاركت معي قبل وفاتها في العديد من الأعمال الدرامية السورية والحمد لله نجحت معهم، لكن ذلك لا يمنعني من المشاركة في الدراما المصرية، خاصة أن الجمهور المصري أعطاني فرصة كبيرة للنجاح ونجاح. جمهوري فخور بها، لكن ظروفنا في سوريا تمنعني أحيانًا من الاستمرار في التواجد في مصر، لكن بلدي الثاني مصر يسحرني، وهو بالنسبة لي هوليود الشرق وجواز سفر كل فنان إلى قلوب العالم. البلد ككل العالم العربي.

< هل الجراحة التجميلية ممكنة؟

مستحضرات التجميل مهمة لكل فنان، لكني لا أعاني مع التقدم في السن لمحاولة السيطرة عليها من خلال الجراحة التجميلية. كل مرحلة لها متطلباتها، لكني أفضّل العناية الطبيعية ببشرتي، ويمكنني الخضوع لبعض العمليات التجميلية لمجرد الحصول على دور في عمل فني.

<لقد أصبحت مؤخرًا ممثلة ومخرجة وكاتبة ومنتجة. ماذا تفضل؟

التمثيل هو المحرك الرئيسي لشغفي وعملي في مجال الفن ويحرك ضميري لتقديم رسالة أو همة كما كانت تجربتي الأولى في الإخراج مع فيلم “رسائل الكرز” مجال الإخراج إعجابات تكون لي المكان لأنه منحني الكثير من الفرح والاكتشاف والتعلم، لكنني لن أكرر تلك التجربة إلا من خلال قصة تمس ضميري. أما الكتابة، فقد ساعدتني تجربتي في تقديم عدة سيناريوهات، لكنها ليست بالأمر القريب إلى قلبي إلا في حالات المقالات أو التعبير عما بداخلي لتحقيق شغفي. أما مرحلة الإنتاج فكانت بالنسبة لي الأهم في فيلم “سلمى” الذي شارك في الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي، وأنا فخور بها لأني قدمت من خلالها تجربة حقيقية عن المعاناة من الشعب السوري .

<هل يتجه أطفالك إلى التمثيل بعد ظهورهم في أكثر من حدث فني؟

حمزة وعلي لديهما حس فني عالي ويحبان الفن بكافة أشكاله. هذه جينات لي ولوالدها وائل رمضان، وخاصة علي لأنه خاض معي تجربة درامية عام 2023 في الموسم الرمضاني، لكنني قررت إنهاء دراستها أولا ومن ثم الدخول في مجال التمثيل.

< متى تعودين للدراما والسينما المصرية؟

ــــ الجمهور المصرى مختلف تماما، والوقوف أمامه أو تقديم عمل فني إنه أمر صعب، لأنه يختار الفن، لذلك ينتظر عروضًا مميزة للجمهور المصرى، وكل ما يسعدنى لفترة غيابى عن الأدب المصري واستقرارى فى سوريا هو توالى العروض الفنية وهو ما أسعدني وسوف تعود قريبا، لتصبح محدودة للغاية في مصر وأترك وطنى فى أوقات الدوام وهو واجب على، سوريا وطنى وسوفظل بها ولن أتركها، خاصة أن ذلك كان هناك سنة معى قبل وفاتهم، وعملت اختفى من الأعمال الدرامية السورية وحقق نجاحات بفضل الله، ولكن هذا لا يمنعني من المشاركة فى أعمال درامية مصرية، خاصة أن الجمهور المصرى فرصة كبيرة للنجاح والجماهير أعتز بها، ولكن زرتنا فى سوريا تمنعنا من الوجود المستمر بمصر ولكن بلدى الثانى، مصر تسحر، المجموعات الخاصة بهوليوود الشرق وجواز السفر السري أي فنان لقلوب الوطن العربى.

< هل من الميت أن يموت أي مستحضرات تجميل؟

ـــــ أمر مهم لكل فنانة، ولكن ليس لديه حرب مع العمر لكى وفشلت في السيطرة على مستحضرات التجميل، كل ما يتطلبها، ولكنى أفضل الاهتمام الطبيعي ببشرتى، ويمكن أن تخضع لبعض الأمور مستحضرات تجميل من أجل دور فى عمل فنى فقط.

< أنتِ ممثلة ومخرجة وكاتبة ومنتجة مؤخرا.. ماذا تفضلين؟

ــــ تجسيد هو المحرك الأساسيى لشغفى وعملى فى مجال الفن، ويحرك وجدتانى قدمت رسالة أو قضية، وعندما دخلت مجال المنتج فى أولى تجاربى من خلال فيلم «رسائل الخريف» قد يكون مكانى بألوانها الكثير من المتعة والاكتشاف والتعلم، ولكنى لن أكرر تلك التجربة إلا من خلال قصة موجودة فى وجدانى، أما الكتابة فساعدتني خبرتى فى تقديم عدة سيناريوهات لكنها ليست ثابتة لقلبى فقط فى كلمات المقالات أو التعبير بداخلى ليحقق شغفى، أما السعر 45 م مهرجان القاهرة، وفخورة بها لأنى قدمت تجربة حقيقية عن جميع الشعب السورى.

< هل ينضم أبناؤك للتمثيل بعد ظهورهم فى أكثر من مناسبه؟

ــــ حمزة وعلى لديهما حس فنى عال ويحبان الفن بكل أوبها، لذلك جينات منى ومن والده وائل رمضان، وخاصة على، لأنها شاركت معي فى تجربة دراما بسوريا عام 2023 قررت تم الانضمام من أجلما أولا ثم الانضمام لمجال الاختيار.


شارك