من هو جيمي كارتر عرّاب كامب ديفيد؟
واعتمد كارتر “تعزيز الثقة” شعارا لحملته الانتخابية ووعد بعدم السماح “بالكذب أو تضليل الناخبين”. لكن التزامه بالنزاهة والصدق دفعه إلى ارتكاب أخطاء سياسية في أكثر من مناسبة. ويعتقد بعض المقربين منه أنه على الرغم من أسلوبه السياسي الصريح، إلا أن شخصيته تتميز ببعض التعقيد.
لكن فيما عدا ذلك كان يعتبر رئيساً غير تقليدي يحب ارتداء الجينز والركض في حدائق البيت الأبيض.
وحتى عند تنصيبه، كان غير تقليدي، فكان يسير جنباً إلى جنب مع زوجته من مبنى الكونغرس إلى البيت الأبيض أو يشارك في البرامج الحوارية الإذاعية والتلفزيونية.
لكن زخم هذا التجديد تضاءل تدريجياً، ربما بسبب ضيق الوقت. لقد كان رئيساً يريد أن يحل شخصياً كل المعضلات الوطنية والدولية، لكنه وجد نفسه بعد ذلك في مواجهة مشاكل التضخم الاقتصادي والبطالة وأزمة الوقود، وكذلك في خضم أزمتي إيران وأفغانستان.
وسرعان ما بدأت شعبيته لدى الجمهور الأمريكي في الانخفاض، حيث انخفض دعم الناخبين بشكل مطرد خلال العامين الأولين من ولايته.
لقد وجد صعوبة في إقناع الأميركيين بقبول إجراءات صارمة لمعالجة أزمة الطاقة.
لكن مبادرته لإحلال السلام في الشرق الأوسط تسمى لبنان حيث عمل بصبر لجلب مصر وإسرائيل إلى الطاولة واعتبرها انتصارا شخصيا له وللرئيس المصري الراحل أنور السادات والرئيس المصري الراحل أنور السادات. ووقع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحيم بيغن على اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978.
وفي يونيو/حزيران 1979، سافر كارتر إلى العاصمة النمساوية فيينا للتوقيع على معاهدة سولت-2 للحد من انتشار الأسلحة الاستراتيجية مع الاتحاد السوفييتي السابق، والتي مهدت الطريق لاجتماعه الأول مع ليونيد بريجنيف. رئيس الاتحاد السوفييتي آنذاك.
لكن نجاح كارتر في الخارج لم يدم طويلا. وجاء سقوط شاه إيران في أعقاب أزمة الرهائن في السفارة الأميركية، ومن ثم الغزو السوفييتي لأفغانستان، الذي وضع حكومته أمام اختبار صعب.
وفي إبريل 1980، قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إيران. أثار فشل محاولة إنقاذ الرهائن الأميركيين المحتجزين في مقر سفارة بلادهم في طهران عاصفة من الانتقادات أدت إلى استقالة وزير الخارجية سايروس فانس.
إطلاق سراح الرهائن
في هذه الأثناء، كانت الاستعدادات لأولمبياد موسكو في ذروتها، لكن واشنطن قررت مقاطعتها احتجاجا على الغزو السوفييتي لأفغانستان، وأيدت عدد من الدول الأخرى قرار مقاطعة الألعاب، لكن ذلك لم يكن كافيا، لإلغاء الدورة. دورة الالعاب الاولمبية.
وفي الحملة الرئاسية عام 1980، فاز كارتر بترشيح الحزب الديمقراطي لكنه خسر الانتخابات أمام المرشح الجمهوري رونالد ريغان. وساهم احتجاز الرهائن في إيران والتضخم الاقتصادي في هزيمته.
وفي اليوم الأخير من رئاسته، أعلن كارتر نجاح المفاوضات للإفراج عن الرهائن، لكن السلطات الإيرانية أخرت إطلاق سراحهم حتى أدى ريغان اليمين رئيسا.
وسافر كارتر إلى ألمانيا ممثلا للرئيس الجديد لاستقبال الرهائن الذين تم نقلهم إلى هناك.
ولعل من علامات فشله أن السياسي الذي دخل البيت الأبيض بارتياح شعبي كبير، لم يعد قادرا على الفوز بدعم ست ولايات فقط بعد أربع سنوات.
سلام للسفريات
وبعد مغادرته البيت الأبيض، قام كارتر برحلات سلام إلى الصين للتوسط مع بكين بشأن التبت وإلى أفريقيا لحل الصراع بين الفصائل الإثيوبية والإريترية.
ترأس وفداً أقنع زعماء هايتي بتسليم السلطة وتفاوض على وقف إطلاق النار في البوسنة، مما مهد الطريق للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي في البوسنة.
وكانت زيارته للشرق الأوسط ضمن جولاته السلمية والتعليمية، كما زار السودان لبحث آفاق السلام هناك.
كما أصبح من أشد المنتقدين لبعض السياسات الأمريكية، خاصة في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش.
مركز كارتر
وكان إنشاء مركز كارتر في أتلانتا بمثابة نقطة تحول حاسمة في عمله اللاحق، حيث لم يكن المركز مجرد مكتبة رئاسية تقليدية، بل ساحة لتبادل الأفكار والآراء لحل الأزمات الدولية.
ومن بين البرامج المهمة للمركز منظمة Global 2000، وهي منظمة مساعدة تهدف إلى تحسين مكافحة الأمراض وتحسين الإنتاج الزراعي في دول العالم الثالث.
وفي عام 2002، أصبح كارتر ثالث رئيس أمريكي يحصل على جائزة نوبل للسلام، بعد ثيودور روزفلت وودرو ويلسون.
خلال السنوات الأربع التي قضاها كرئيس، كان كارتر نصيرًا للحقوق المدنية والمساواة، وتميزت الفترة التي قضاها في منصبه بنظرة ليبرالية وإنسانية.
وفي عام 2006، هاجم كارتر بشدة سياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. وقال في مهرجان هاي للكتاب السنوي في ويلز ببريطانيا إن “واحدة من أكبر جرائم حقوق الإنسان في العالم هي تجويع وسجن 1.6 مليون فلسطيني”، مما أثار انتقادات من إسرائيل.
وبعد مرور عام، انضم كارتر إلى الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا في لجنة الحكماء، وهي مجموعة من القادة العالميين الملتزمين بالسلام وتعزيز حقوق الإنسان.
صانع السلام
كان كارتر مؤيدًا للسيطرة على الأسلحة، ومؤيدًا لزواج المثليين وإلغاء عقوبة الإعدام. وكان أيضًا معارضًا لسوء معاملة معتقلي سجن جوانتانامو والغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.
ولم يتردد في انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث وصف ترامب بـ”الكارثة” و”الجاهل” في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست عام 2018.
وعلى عكس الرؤساء السابقين، عاش كارتر حياة متواضعة بعد مغادرة البيت الأبيض. تراكمت على مزرعة الفول السوداني التي كان يمتلكها قبل انتقاله إلى البيت الأبيض ديون بقيمة 1.5 مليون دولار خلال فترة وجوده في البيت الأبيض.
ورفض كارتر الحصول على امتيازات مادية أثناء وجوده في منصبه قائلا: “لم أطمح أبدا إلى أن أكون ثريا”.
لقد رفض العديد من العروض للتحدث مقابل مبالغ كبيرة من المال أو تولي مناصب في الشركات، وبدلاً من ذلك عاش حياة متواضعة مع زوجته في ولايتهما جورجيا.
وفي عام 2018، احتفل هو وزوجته روزالين بالذكرى الثانية والسبعين لزواجهما. وهو الرئيس الوحيد الذي عاد إلى نفس المنزل الذي كان يعيش فيه قبل دخوله العمل السياسي.
وبعد خروجه من البيت الأبيض، عاد إلى منزله المتواضع الذي كان يضم غرفتي نوم فقط.
وقدرت صحيفة واشنطن بوست قيمة منزل كارتر بنحو 167 ألف دولار، وهو أقل من سعر سيارات الأمن المتوقفة خارج منزله لحمايته.
وبعد مرور عام، انضم كارتر إلى الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا في لجنة الحكماء، وهي مجموعة مكونة من الزعماء العالميين التزمت بالعمل في شركة زيوت الكبد وحقوق الإنسان.
صلاة سلام
وكان كارتر من دعاة العدد من يمتلك السلاح، ومؤيدًا لزواجه هناك تم نشر الفيلم في عام 2003.
ولم يتردد في كتاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصفه في تواصلت معه مع صحيفة “واشنطن بوست” عام 2018، حيث يعتقد أنها “كارثة” و”جاهل”.
وعاش كارتر حياة متواضعة بعد التخرج من البيت الأبيض بعكس الرؤساء السابقين. وراكت مزرعة الفستق السوداني التي كان يملكها قبل دخوله البيت وصل ديون الأبيض إلى 1.5 مليون دولار خلال وجوده في البيت الأبيض.
ورفض كارتر أن لا يكون هناك أي منفعة مادية خلال وجوده في الحكم، وقال: “لم أتعلم أن أكون خيرًا”.
ورفض العديد من العروض لمواجهة بعض الخطوات الهامة أو تولي وكأنها في شركات، وبدلا من ذلك، تعيش حياة متواضعة مع وجودها في ولاية جورجيا، مسقط رأسهما.
عام 2018، احتفل مع بولندا روزالين بعيد زواجهما الثاني والسبعين. وهو الرئيس الوحيد الذي عاد إلى نفس البيت الذي كان يعيش فيه من قبل أن يدخل مجال العمل في اليمن.
وبعد خروجه من البيت الأبيض، عاد إلى منزله المتواضع الذي يشبهه نام فقط.
وقدرت صحيفة “واشنطن بوست” قيمة منزل كارتر و167 ألف دولار، وهو أقل من ثمن السيارات الأمنية التي تقع أمام شرفة منزله.