تشييع جثمان السيناريست بشير الديك في دمياط
أدى أهالي قرية الخياط، صلاة الجنازة بالمسجد الكبير على روح الكاتب والسيناريست بشير الديك، الذي توفي اليوم الثلاثاء، ودفن في مسقط رأسه بمحافظة دمياط.
أعلنت أسرة السيناريست الراحل بشير الديك، وفاته عن عمر ناهز 80 عاما بأحد مستشفيات القاهرة، بعد صراع طويل مع المرض وبقائه مؤخرا في العناية المركزة.
يعتبر السيناريست والمخرج بشير الديك من أشهر صناع السينما في مصر. نشأته في بيئة شعبية ساهمت بشكل كبير في تكوين رؤيته الفنية، حيث ولد في قرية الخياط، وانعكست هذه التربية بشكل واضح في أعماله التي تمكنت من التعبير عن نبض الشارع المصري الممزوج بالإنسان الواقعية.
بينما لم يقدم بشير الديك خلال مشواره سوى فيلمين هما “الطوفان” مع محمود عبد العزيز و”سكة سفر” مع نور الشريف، ورغم خبرته الإخراجية المحدودة إلا أنه تمكن من تقديم رؤية سينمائية كانت بخط يده المميز. وبعد فترة طويلة من صناعة الأفلام، عاد إلى الساحة السينمائية عام 2010 بفيلم “الكبر” للمخرج محمد جمال العدل.
تعتبر أعمال بشير الديك انعكاسًا صادقًا لواقع المجتمع المصري، حيث تناول قضايا طالما تم تهميشها في السينما السائدة. لم يكن مجرد كاتب سيناريو أو مخرج عادي، بل كان فنانا ينحاز للرجل العادي، ويسلط الضوء على معاناته ويدعم قضاياه.
ومن أشهر أعمال بشير الديك أفلام “سائق الحافلة”، و”ضربة معلم”، و”ضد الحكومة”، و”ناجي العلي”، و”ليلة ساخنة”. ويظهر «للعشاء» و«الحريف» تميزه في تصوير موضوعات إنسانية بسيطة برؤية سينمائية عميقة ومؤثرة.
ومن أعماله أيضًا فيلم “امرأة هزت عرش مصر”، و”حلق حوش”، و”أولاد الشيطان”، و”ليلة ساخنة”، و”الجاسوس حكمت فهمي”. قدم العديد من الأفلام التي حققت نجاحا كبيرا لدى الجمهور، منها “أهل كفر عسكر”، “أماكن في القلب”، “ظل المحارب”، “حرب الجواسيس”، “عبد كرمان”، و”الطوفان”. “
وفي الوقت نفسه، أصبح بشير الديك بفضل عبقريته الفنية أحد أعمدة السينما الواقعية في مصر، تاركا وراءه إرثا خالدا يعبر عن أشواق ومعاناة مجتمعه.
ولا تزال أعماله تحظى بتقدير كبير، ليس فقط لأنها تعكس واقعا اجتماعيا وسياسيا، بل لأنها تجسد الفن الصادق الذي يأتي من الناس ويعود إليهم.