على صفيح ساخن.. حصاد عام من التوترات السياسية والعسكرية في 2024
شهد العالم عاما من التوترات واحتمال نشوب حرب عالمية نظرا لتصاعد الأحداث في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية بين حلفاء القوى الشرقية روسيا وإيران والقوة الأمريكية، وكان للعالم العربي نصيب عسكري كبير في توترات 2024.
ترصد صحيفة الشروق أكثر خمسة أحداث سياسية وعسكرية تأثيرا في عام 2024، نشرت معلومات عنها على مواقع الغارديان ووكالة فرانس برس ورويترز ونيويورك تايمز.
خلفية الصراعات
بدأ العام 2024 على خلفية صراعين كبيرين في العالم، أحدهما يدور حول فلسطين، وأمام عدوان غاشم من جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، راح ضحيته عشرات الآلاف من الشهداء وقابله مع مقاومة واسعة النطاق على الجانب الآخر من العالم، استمرت الحرب الروسية الأوكرانية في أشد أشكالها حدة دون أن يأخذ أي من الطرفين المتحاربين زمام المبادرة، مما أدى إلى استنفاد خزانة الولايات المتحدة واستنفاد الأوروبيين. دول الاتحاد التي تعاني من أزمات اقتصادية.
إيران تكشف عن قدراتها الصاروخية
تعتبر الهجمات الصاروخية الإيرانية أحد الأحداث الحاسمة لعام 2024 وهي غير مسبوقة في تاريخ الصراع الإيراني الإسرائيلي. ووقع الهجومان الصاروخيان الأولان في منتصف أبريل/نيسان، وكانا رداً على هجوم شنته طائرات إسرائيلية على مبنى ملحق بالقنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق. وأدى ذلك إلى مقتل أعضاء في فيلق القدس الإيراني، بينهم قادة بارزون، وردت إيران بهجوم واسع النطاق، سبقته حملة دعائية طويلة.
وشمل الهجوم الإيراني ليلة 13 أبريل/نيسان 350 ضربة صاروخية باليستية وصاروخ كروز وطائرات بدون طيار أطلقت من إيران والعراق واليمن ضد أهداف في الأراضي المحتلة، على الرغم من صد الدفاعات الإسرائيلية لمعظمها، وتسببت في أضرار بسبب التصعيد الذي حدث. كان هناك إثارة كبيرة.
واتخذت الهجمات الصاروخية منحى متصاعدا بعد عدة استفزازات إسرائيلية، من بينها اغتيال إسماعيل هنية، رئيس حركة المقاومة الفلسطينية حماس، على الأراضي الإيرانية ومن ثم اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لجماعة حزب الله المدعومة من إيران. الأمر الذي تطلب رداً إيرانياً لاستعادة سمعتها لدى القوى المتصارعة.
وجاء الرد الإيراني في اليوم الأول من تشرين الأول/أكتوبر بهجومين بصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت أصابت أهدافها في الأراضي المحتلة بعد دقائق فقط من إطلاقها. وبعد تحذير الدول العربية، شنوا هجومًا بعشرات الصواريخ، أعقبته موجة ثانية من إجمالي 200 صاروخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، مما أدى إلى تدمير 100 منزل إسرائيلي، بحسب ما ذكرته قناة “كان العبرية”. وأصيبت قاعدة نافاتيم الجوية بـ30 صاروخا، كما وقع انفجار في قاعدة تالنوف، بحسب صحيفة واشنطن بوست. التي تحتوي على متفجرات. الأسلحة النووية، بالإضافة إلى مهاجمة مقر الموساد ببعض الصواريخ، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
العدوان على لبنان
شهد عام 2024 إحدى جرائم الحرب الإسرائيلية مع عدوان أكتوبر على دولة لبنان، والذي سبقه الموساد الإسرائيلي باغتيال قيادات في حزب الله اللبناني وعملية واسعة النطاق لاغتيال مقاتلي الحزب مع أجهزة الاستدعاء المتفجرة. وشن العدوان الإسرائيلي غارة جوية على منازل المدنيين والمؤسسات المالية والمستشفيات في إطار استراتيجية تعرف باسم طريقة الضاحية، والتي تعتمد على الهجمات على القاعدة السكانية المدنية.
وأدى العدوان منذ نحو شهرين إلى مقتل آلاف المدنيين، بلغ عددهم 3500، بينهم أكثر من 200 طفل، فيما أصيب نحو 11 ألف شخص. كما أدى العدوان إلى موجة نزوح لنحو مليون لبناني.
وتكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الهجوم عشرات القتلى مقابل توغله في بضعة كيلومترات من الأراضي اللبنانية، فيما ردت جماعة حزب الله على العدوان الإسرائيلي بموجات من إطلاق الصواريخ وغارات الطائرات بدون طيار أدت إلى مقتل عدد من المستوطنين في لبنان وانتهى القتال بعد هدنة 28 نوفمبر.
عودة دونالد ترامب وعاصفة الحرب الاقتصادية المتوقعة
تمكن المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب من الفوز بالرئاسة وتحقيق مكاسب كبيرة على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، فبدأ العد التنازلي لوصول ترامب إلى السلطة، وهو ما جلب بظلاله الكثير من السياسات الاقتصادية الصارمة على بقية دول العالم، والتي ستتأثر اقتصاديا، وهذه ليست العواقب الوحيدة. وصول ترامب الذي سبق أن عبر عن آرائه بشأن حرب أوكرانيا ودعمه لدولة الاحتلال في عدوانها؛ وهذا جعل مصير الحربين في أوكرانيا وغزة يعتمد على وصول ترامب إلى السلطة.
أزمة الصواريخ في أوكرانيا
وسرعان ما ظهرت عواقب فوز ترامب في مسرح الحرب في أوكرانيا، إذ سارعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تحسين وضع الأوكرانيين على الخطوط الأمامية قبل أن تتمكن المفاوضات المنتظرة مع وصول ترامب من السماح للأوكرانيين بالدخول إلى الجيش الروسي. استفزازاً لروسيا وردت في 22 تشرين الثاني/نوفمبر بصواريخ أورشنيك على مهاجمة أهداف روسية بصواريخ أتاكوم متوسطة المدى، والتي شنت بها روسيا ونفذت عدة هجمات. حتى خارج الحدود الروسية في بيلاروسيا.
انتصار مفاجئ للثورة السورية
وبدأت في آب/أغسطس الماضي استعدادات المعارضة السورية المتمركزة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، لعملية عسكرية واسعة النطاق للسيطرة على الطريق الدولي دمشق-حلب، فيما جرت مناوشات متقطعة بين قوات المعارضة والجيش السوري آنذاك بدأت في 27 أغسطس/آب في شرق إدلب وأدت إلى السيطرة على مدينة حلب بأكملها ومحيطها خلال يومين من القتال.
وتقدمت قوات المعارضة لمحاصرة مدينة حماة. استغرق الأمر أسبوعًا من هجمات الكر والفر التي انتهت بمحاصرة المعارضة لقوات النظام السوري وتراجعها نحو محافظة حمص في 5 ديسمبر/كانون الأول.
واصلت المعارضة تقدمها في أطراف حمص باتجاه المدينة، فيما نفذت قوات الفرقة الحمراء المتحالفة مع هيئة تحرير الشام، بالتنسيق مع مقاتلين سابقين في المعارضة داخل المدينة، عملية تسلل خلف الخطوط باتجاه العاصمة السورية. دمشق وصلت العاصمة السورية إلى دمشق صباح يوم 8 كانون الأول/ديسمبر، وكان في استقبالها رئيس النظام السوري السابق الهارب بشار الأسد على متن طائرة خاصة. وغادر جنود النظام السوري مواقعهم وسلموا أسلحتهم، ودعت المعارضة السورية إلى تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة أحمد الشرع زعيم هيئة تحرير الشام.