مفتي القدس: احترام المواثيق الدولية من القواعد الأساسية في الشريعة الإسلامية
العقود في الإسلام مقدسة وخطيرة ويمكن الاعتماد عليها لتحقيق أهداف نشر السمعة الإسلامية
ألقى فضيلة الشيخ محمد أحمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية كلمة في الجلسة العلمية الثانية للمؤتمر العالمي التاسع للفتوى، ناقش فيها الأبحاث التي أجراها في مؤتمر “دور الفتوى في احترامها”. “الاتفاقيات والمواثيق الدولية”، حيث سلط الضوء على ريادة الإسلام العالمية في هذا السياق وأهمية المعاهدات الدولية في الفترة الحالية، خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة.
وأوضح مفتي القدس أن المعاهدات تعتبر مقدسة وخطيرة في الإسلام ويمكن الاعتماد عليها لتحقيق أهداف نشر السمعة الإسلامية وإنهاء الحروب ونشر السلام العالمي بين الناس.
وأكد أن الإسلام دين ذو نزعة عالمية يريد أن ينتشر في جميع أنحاء العالم، ولكن نظرته للناس ليست فوقية أو استعمارية، بل نظرة سامية حريصة على إعلاء مبدأ الحرية الدينية واحترام كرامة الإنسان، و وإعلاء كلمة الحق والخير والعدل.
وأضاف أن أهم ما يميز العقد في الإسلام هو ضرورة الوفاء بالعهد الذي قرره القرآن والسنة النبوية، وقد التزم به المسلمون دائما، لدرجة أنهم لا يبذلون المزيد من الجهد مما يسمح لنفسه أن تقابل الخيانة بالخيانة. وأوضح أن العقد ينص على عدد من الشروط القانونية أهمها أن يكون متوافقا مع أحكام الشريعة الإسلامية، ويحقق المصالح الإسلامية، ويقوم على التوافق المتبادل ووجود حسن النية من الجانبين.
وأكد حسين أن مبدأ احترام التحالفات الدولية يعتبر من القواعد الأساسية في الشريعة الإسلامية، حيث أن الوفاء بالتحالفات والمعاهدات من القيم الأساسية التي يقتضيها الإسلام، وأشار إلى أن الفتوى الشرعية تلعب دورا حاسما. دورها في تعزيز احترام الاتفاقيات الدولية، وخاصة في البلدان التي تعتمد تشريعاتها على الشريعة الإسلامية وتلك التي تعيش فيها جاليات مسلمة كبيرة.
وأوضح أن الفتوى أداة لتوضيح الأحكام الدينية وتطبيقها في مختلف مجالات الحياة بما فيها العلاقات الدولية، وأنها يمكن أن تعزز مبدأ احترام المواثيق الدولية من خلال تحديد مدى ملاءمة هذه المواثيق والمعاهدات للشريعة الإسلامية.
وفي ختام كلمته أوصى مفتي القدس بضرورة إجراء المزيد من الدراسات المقارنة والقانونية للمواثيق والمعاهدات الدولية وإبراز مجالات الاتساق والاختلاف بينها وبين القواعد الشرعية الإسلامية. كما دعا إلى إقامة ورش تدريبية لعلماء الفتوى لتعزيز دور الفتوى في الالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية.