أستاذ دراسات إسلامية: الفقيه والمفتي مطالبان بالتجدد والاستعداد للموازنة بين الفضائل والمصالح

منذ 4 شهور
أستاذ دراسات إسلامية: الفقيه والمفتي مطالبان بالتجدد والاستعداد للموازنة بين الفضائل والمصالح

دكتور. ألقى رضوان السيد أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة محمد بن زايد في الإمارات، كلمة خلال الجلسة العلمية الثانية للمؤتمر العالمي التاسع للفتوى، ناقش فيها معايير تفعيل الأخلاق الإسلامية في الفتوى والإفتاء.

وأوضح في ورقته البحثية “معايير تفعيل الأخلاق الإسلامية في الفتوى والإفتاء” أن هناك عدة استنتاجات مهمة حول هذا الموضوع.

وقال إن الفقهاء اليوم يجب أن يعتمدوا المصطلح الفلسفي “الكلي” للتعبير عن المؤكد أو الضروري، لافتا إلى أن القرآن والفقهاء حولوا مصطلح “المقاصد” إلى “أخلاقي”، مما يقتضي اعتباره واجبا.

وأضاف السيد أن الضرورة التأسيسية قد لا تكون موجودة في الواقع، وإنما مقتضياتها وملحقاتها التي يعمل عليها الفقيه، مشيراً إلى أن المعايير ذات الصلة الناشئة عن الضرورة الموضوعية موجودة في اللواحق أيضاً في الحج والتحسيني.

كما أكد أن التغيرات الكبيرة تجبر الفقيه والمفتي على اعتناق عالميتين جديدتين: عالمية الزمان والأخلاق العالمية في ميزان الفضائل والمصالح، وهو ما يتطلب التجديد والاستعداد الدائم للتأهيل.

وعن كيفية دراسة الشيخ أبو زهرة والشيخ محمد عبد الله دراز أصول الفقه في الأزهر عام 1967، قال د. وأشار السيد إلى أن العلامة الشيخ محمد أبو زهرة درس أصول الفقه في كلية أصول الدين بالأزهر، وكان لا يزال مترددا في مقاصد الشريعة بكلياتها الخمس وهل هي فلسفة أم لا؟ الشريعة أو قسم من أصول الفقه له وظيفة تشريعية.

وتابع أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة محمد بن زايد: “في محاضرته عن أول نشر لكتاب الموافقات للشاطبي في تونس عام 1884، قال العلامة أبو زهرة إن الإمام محمد عبده هو المسؤول عن هذا النشر تونس و ثم عهد به إلى تلميذه الشيخ عبد الله دراز الذي بحث عن أصول المخطوطة.” وطبع الكتاب في مصر وأعيد نشره عام 1911 بعد وفاة الإمام عام 1905.

واختتم السيد حديثه بالإجابة على سؤال مهم حول تأخر علماء المسلمين المعاصرين في إدراك الأبعاد الأخلاقية للقرآن والسنة، قائلاً: “أرى أن ذلك يرجع إلى سببين: الأول أنهم لم يعرفوا”. يريدون تقليد الحداثة العلمانية المعبر عنها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وثانيًا، فضلوا التركيز على المعنى القانوني للشريعة بدلاً من المعنى الأخلاقي الاختياري، ولذلك تحدثوا كثيرًا عن تطبيق الشريعة باعتبارها التزامًا، ولم يكتفوا بالحديث عن أخلاق القرآن والإسلام».

وأوضح أن المعايير التي تحكم الفتوى تتطلب اعتبارات نقدية للسياق وفقه التفسير، وهو ما يفرض على الفقيه والمفتي أن يكون دائما جاهزا للتجديد والتأهيل، مضيفا أن الفتوى اليوم تبقى في ظل الدولة القومية بدلا من أن تكون تُمارس الفتوى في ظل الدولة القومية بالتوازي معها أو بمواجهتها، مما يجبر العلماء على التفكير النقدي والتأمل في السياق المعاصر للفتوى.


شارك