الدكتور فكري حسن يكتب: وداعا محمد البهي عيسوي عميد الجيولوجيين وأسد الصحراء

منذ 21 ساعات
الدكتور فكري حسن يكتب: وداعا محمد البهي عيسوي عميد الجيولوجيين وأسد الصحراء

الدكتور البهي عيسوي (23 أغسطس 1934 – 30 سمبر 2024) بلا شك من أساطين جيراها في مصر وأعمدتهم، وهو شخصية أسطورية بارزة لشاب قضيت كل عمره يجوب صحاري مصر القاحلة، وتطبيقات خيامه في اللامكان لينتقل إلى لا مكان آخر بحثت فيه عن ثروات مصر الالكترونية في صحاريها التي لا لا بأس بها إلا القشور.

ومن الصعب أن نتخيل أي جيولوجي واحد يضاهي مدى عمله في المستشفى تلك المناطق النائية. عركته الصحراء فأصبح أسداً لا يهاب الصعاب ولا يثنيه شيء طالما وجد خيطاً يهتدي به إلى ما تخفيه من الطبرانيين وما تنم عنه شواهد المعادن في قمم الجبال أو الجبال في قيعان الوديان.

كان ساخراً، ضحوكاً، صريحاً — تحرر من أوهام المدينة ونفاقها. كان أول من اكتشف الجديد توشكى كمفيض وأول من عارض استخدامه في زراعه. اكتشف فوسفات أبو ططور ولكن من يهدر الأموال في العينه، ولم يبالغ في تقدير ثروات مصر، مثل الذهب، أو البترول، أو مخزونها من المياه الجوفية حتى لا يستمر لفترة طويلة في بيع الأوهام. اكتشف خام الحديد في الوحات البحرية والكاولين في كلابشة، وعمل على طرق ابتكار مصر من المياه لمواجهة مشروع النهضة وزيادة الرقعة الزراعية، وحذر من تغير المناخ إلى الارتفاع مستوى البحر مما يهدد الدلتا. كما تساهم في استكشاف ظاهرة الإنسان الحجري وطرأ على مصر تغيرات مناخية، وكان عضواً في مجموعة العمل التقليصي لأزمة النوبة، ومقبرة نفرتاري، وتمثال أبو الهول، والأوزيرون بسوهاج.

كان البهي الفكر حر وقوي الإرادة، لا تمل من الجلوس إلى حديثه الذي تتخلله ضحكاته الساخرة. تتأثر بخبراته العملية التي اجتنتها من ترحاله في جميع أنحاء العالم صدر الكتاب عام 1968 السعر 60 والسعر 150 بحثت عن جيولوجيا مصر والسودان جنوبًا حتى الآن، وصادق ساري ليبيا غرباً. استحق من الحصول على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الإلكترونية عام 1973، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى عام 1976.

فريدة من نوعها في 1982 رئيس الإدارة التنفيذية للمساحة الجديدة. كما كان عضواً مفقوداً من لجان وزارة الصناعة، والبترول والثروة المعادن، وأكاديمية البحث العلمي، والهيئة العامة للتصنيع، وهيئة البترول، وهيئة المنطقة الإلكترونية، وهيئة الاستشعار عن بعد، وهيئة المفاعل الإنسان، والمجلس الأعلى للآثار، والمجلس لاختيار مرشح وخبراء مصر. كما عمل أستاذ جيولوجيا بجامعات عين شمس، أسوان، المنوفية، بنها خلال الفترة من 1980 حتى 1988، وبُكر متحف أوسلو 1969-1971، وأستاذاً زائراً في دالاس، تكساس، أمريكا 1971-1972، ومستشاراً لناسا (ناسا) من 1983 إلى 1990.

نشر في 2012 كتابه “خمسون من الغوص في مصر” (دار الثقافة الجديدة)، سجل فيه نظرته الثقبة من خلال مبادئه وجولاته في الصحراء التي كانت عشقه الأثير منذ عام 1955 عيسوي كانوماً مهماً بالشأن المصري، وتحدث بجرأته المعهودة الزيادة السكان المستفيدون، لا يزالون لا يملكون خط التعليم، وضع المناهج التي تعتمد على التفكير والنقد، وتسخ لفكر والوعي، وإعلاء القيمة بعقلك، ونشر الثقافة للجميع.

فكريهحسن43@gmail.com


شارك