بين الفرص والتحديات.. هل تعود سوريا إلى الحضن العربي؟
ونظراً للمتغيرات والانتقالات التي تمر بها البلاد، تتجه الأنظار إلى الدور العربي في مستوى الدعم لسوريا الجديدة، سواء من خلال الضغط لرفع العقوبات أو من خلال تقديم المساعدات الاقتصادية.
وفي مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، تسعى الحكومة السورية الجديدة إلى التخلص من إرث النظام السابق، والخروج من العزلة الإقليمية والدولية والدخول في مرحلة جديدة من الاستقرار وإعادة الإعمار.
وتجلى ذلك بوضوح في الرحلات الإقليمية للوفد السوري برئاسة وزير الخارجية الجديد أسعد الشيباني إلى السعودية وقطر والإمارات والأردن، والتي حملت معها رسائل سياسية واقتصادية وأمنية تعكس طموح النظام الجديد. القيادة، لتجاوز العقوبات والانفتاح على بيئتهم العربية.
وتشهد سوريا أيضاً زيارات لمسؤولين إقليميين ودوليين يعقدون اجتماعات مع الحكومة الجديدة بقيادة القائد العام للعمليات العسكرية أحمد الشرع، والتي تشكلت بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، في إطار جهودها الرامية إلى استعادة الاستقرار في سوريا. … لاستكشاف مرحلة جديدة في سوريا وبناء العلاقات مع القيادة الحالية.
وكانت آخر زيارة عربية إلى دمشق هي زيارة وفد بحريني برئاسة وزير الخارجية عبد اللطيف الزياني إلى قصر الشعب في العاصمة السورية الأربعاء.
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، أعلنت سبع دول عربية استئناف عمل بعثاتها الدبلوماسية في دمشق، وهي مصر والعراق والسعودية والإمارات والأردن والبحرين وسلطنة عمان، وأبدت دائرة الشؤون السياسية في حكومة الإنقاذ السورية تأييدها لذلك. الموافقة لهذه الدول
كما قدمت عدة دول عربية مساعدات لسوريا، من بينها مصر التي أرسلت طائرة مساعدات إلى دمشق وعلى متنها 15 طنا من الإمدادات والإمدادات الطبية، فيما قال مسؤولون مصريون إن طائرة المساعدات الحالية لن تكون الأخيرة.
وقبل أيام جرت أول محادثة هاتفية بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره السوري أسعد الشيباني، أكدا فيها أهمية دور البلدين في خلق الاستقرار والازدهار في المنطقة.
وفي المقابل، أعلنت السعودية إطلاق جسر جوي إلى سوريا لنقل المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الأدوية والأغذية، لتخفيف الأوضاع الصعبة على السوريين، ووصلت من خلاله أول طائرة مساعدات سعودية إلى مطار دمشق في الأول من كانون الثاني/يناير الماضي.
كما أنشأت قطر جسراً جوياً. وقد وصلت حتى الآن إلى مطار دمشق طائرتان تحملان مساعدات إنسانية، وكانت الطائرة الأولى تحمل مساعدات إنسانية تشمل 23 طنا من المواد الغذائية والإيواء مقدمة من صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية.
ونظراً للتحركات الدبلوماسية والانفتاح العربي على سوريا الجديدة، فإن الجامعة العربية بصدد إرسال مبعوث خاص إلى دمشق بهدف “فتح قناة تواصل مع السلطات الجديدة والاستماع إلى رؤيتها وتأكيد استعداد الجامعة لذلك”. للتواصل «والاعتناء بهم»، نقلت قناة «الشرق الأوسط» عن مصدر دبلوماسي. ورفض الكشف عن اسمه.
أعلن وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري، أمس الثلاثاء، أن رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يعتزم زيارة دمشق قريباً. وهذا هو الأول من نوعه في عهد الحكومة السورية الجديدة.
ونقل المكاري عن ميقاتي قوله إنه كان يشير إلى اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة السورية الجديدة أحمد الشرع أكد فيه “العلاقة الأخوية بين البلدين” مع الاهتمام بتحسين العلاقات بين البلدين. وترسيخ البيئة العربية عموماً وسوريا خصوصاً.
لكن المراقبين يعتقدون أن تحركات الدول العربية ستعتمد على كيفية تعامل الحكومة السورية الجديدة مع “المخاوف العربية” بشأن الفراغ الذي خلفه سقوط نظام الأسد، والذي قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى والعنف، وعلى قدرة الحكومة الجديدة على ملء الفراغ. هذا الفراغ.