ود مدني.. ما دلالات انتصارات الجيش السوداني وكيف تؤثر على المشهد؟
بعد الانتصارات المتتالية للقوات السودانية في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، توعدت قوات الدعم السريع باستعادة السيطرة على المدينة، معتبرة أن قوات الدعم السريع “جولة وليست معركة” “” هكذا جاء تعليق محمد حمدان دقلو عندما أعلن الجيش السوداني السيطرة على المدينة. وينصب التركيز على أهمية التحركات العسكرية الأخيرة وتأثيرها على سير المعركة.
وتعد مدينة ود مدني أقرب المدن الكبرى إلى الخرطوم، وأعلن الجيش السوداني عن جهود لتطهيرها من عناصر الدعم السريع الذين وصفهم بـ”المتمردين”.
ما هي تداعيات التحركات العسكرية الأخيرة للجيش السوداني؟
وقال الباحث السياسي أحمد إمبابي المتخصص في الشأن السوداني، في تصريحات خاصة لـ”ايجي برس”، إن استعادة مدينة ود مدني بواسطة الجيش السوداني والقوات المسلحة، تعد من أهم الانتصارات التي حققها الجيش خلال الأشهر الأخيرة، والتي مما يدل على أهمية هذه المدينة التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في السودان بعد العاصمة الخرطوم.
وأضاف إمبابي أن الانتصارات الحالية للجيش السوداني ترجع إلى سلسلة النجاحات التي حققها الجيش خلال الأسابيع الأخيرة. وبذلك، استعادت السيطرة على بعض المدن في شرق السودان وفي الجنوب الشرقي على طول خط النيل الأزرق، مما يعني استعادة المناطق التي كانت تحت حدود النيل الأزرق تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وتابع الباحث في الشؤون السودانية أن ولاية الجزيرة تعتبر من أكثر المناطق إنتاجية في السودان على المستوى الزراعي والصناعي، ولهذا فإن ترميم هذه المدينة بالإضافة إلى وجودها سيكون له أهمية كبيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. على المستوى العالمي، مما يوفر حافزاً كبيراً لملايين الأشخاص الذين نزحوا نتيجة الحرب، سواء في السودان أو في الدول المجاورة، للعودة إلى ديارهم.
وفي نفس الصفحة قال د. وقال عطاف المختص في الشأن السوداني، إن سيطرة الجيش السوداني على ود مدني تعني استعادة فاعليته، مشيراً إلى أن التغيير المركزي الحاسم في هذه المرحلة كان دخول عشرات الوحدات العسكرية من الكليات العسكرية والقوات النظامية الأخرى. بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المتطوعين الذين انضموا إلى صفوف المقاومة الشعبية.
دكتور. وأضاف عطاف أن كل هذه العوامل أحدثت فارقاً كبيراً يصل إلى 80%، خاصة مع تحديث الأسلحة والمؤهلات التي اكتسبها الجيش السوداني.
دكتور. من جانبه، يرى رمضان القرني، الخبير في الشئون الإفريقية، في تصريحات خاصة لـ”ايجي برس”، أن الانتصارات الأخيرة للجيش السوداني ستؤدي إلى دعم الموقف التفاوضي للجيش السوداني تجاه الدعم السريع، مشيرًا إلى أن ذلك يتماشى مع مع مشاركة أنقرة في مبادرة حل أزمة السودان، إضافة إلى العقوبات الأميركية الأخيرة للدعم السريع.
وتوقع القرني أن تأتي هذه التطورات بالإضافة إلى النتائج السياسية لجولة رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى دول غرب أفريقيا والتي تضم السنغال وغينيا بيساو وسيراليا. وسيساهم ليون ومالي في ذلك في دعم جهود السودان للعودة إلى الاتحاد الأفريقي خلال الفترة المقبلة ودعمه سياسيا الآن. مفاوضات عودة منصة جدة.
وأوضح القرني أنه في ظل الأبعاد الإنسانية المتدهورة والتطورات الاقتصادية الهائلة، بالإضافة إلى دخول قوة إقليمية مهمة في المفاوضات بين الأطراف السودانية والنجاحات الأخيرة التي حققها الجيش السوداني، خاصة في بعض المدن الإستراتيجية مثل مدني، فإنه يمكن وقال إن في السنار وبعض مناطق الخرطوم إمكانية الدخول موجودة.. طرفا الصراع يجريان مفاوضات.
وأضاف القرني أن هذه المفاوضات ستكون لها معادلات مختلفة، خاصة أن الجيش السوداني يسعى للدخول في المفاوضات بعد أن حقق العديد من النجاحات على الأرض، وهو ما قد يجبر قوات الدعم السريع على التخلي عن المفاوضات أو قبول نتائج منصة جدة كرئيس لها. أحد الحلول لأزمة السودان.
كيف ستغير معركة ود مدني المشهد؟
أعلنت القوات المسلحة السودانية، اليوم الأحد، سيطرتها على مجمع الرواد السكني بالعاصمة الخرطوم، وكبدت مليشيا الدعم السريع خسائر فادحة خلال المعركة. وفي هذا الصدد يقول مبابي إن هذا التطور يمثل دفعة معنوية كبيرة للقوات المسلحة السودانية حتى تتمكن من مواصلة تقدمها نحو استعادة العاصمة الخرطوم.
وتابع مبابي أن التقدم الأخير سيساعد أيضًا في تحسين معنويات النازحين سواء داخل السودان أو خارجه، مستشهدًا بالاحتفالات التي شهدتها مصر وبعض الدول الأخرى بين السودانيين عقب هذا الانتصار.
وعن تأثير ذلك على المسار المستقبلي للقتال مع قوات الدعم السريع، قال إمبابي إن سيطرة الجيش السوداني على ود مدني عقب القرار العسكري ستكون لها أهمية رمزية كبيرة، لافتا إلى أن نجاح الجيش في السيطرة على ود مدني سيكون له أهمية رمزية كبيرة. وسيكون تحقيق الخرطوم انتصارا كبيرا بعد عامين تقريبا من الحرب، مما سيعطي الجيش السوداني دفعة قوية نحو الحل العسكري لهذه الحرب.
في المقابل، يرى أحمد إمبابي أن هذا الانتصار يشير إلى انقسام في صفوف قوات الدعم السريع التي واجهت مؤخرا عقوبات من الحكومة الأمريكية، خاصة ضد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ “حميدتي”. “.
وأوضح مبابي أن هناك حالة من الضعف في قوات الدعم السريع وتوقع المزيد من النجاحات لصالح الجيش السوداني خاصة وأن هذه الانتصارات لها رمزية كبيرة لدى الشعب السوداني ولها أثر معنوي على مقاتلي الجيش السوداني. كان.
وعن السيطرة على المنشآت الحيوية مثل مجمع الرواد السكني والمنشآت النفطية في منطقة الجيلي، قال مبابي إن هذه السيطرة تمثل خطوة إضافية في تعزيز سيطرة الجيش السوداني على الأراضي السودانية، لافتاً إلى أهمية سبب إنشاء هذه المرافق هو أنها ذات أهمية حيوية للاقتصاد السوداني سواء في صناعة النفط أو غيرها من الصناعات.
بينما د. ويرى عطاف أن هذا التقدم يمثل تغييرًا كبيرًا على أرض المعركة، معتبرًا أن هذه المناطق كانت تستخدم كمواقع استراتيجية من قبل الدعم السريع، وتمركز القناصة الذين كانوا يقومون بدوريات العديد من أحياء المنطقة هناك.
وأشار عطاف إلى أهمية ود مدني، قائلا إنها تعتبر المركز الإداري للسودان وعاصمة ولاية الجزيرة وأحد أكبر المشاريع الزراعية في أفريقيا والشرق الأوسط، وتمثل نقطة استراتيجية مهمة في هذه الحرب.
وقال إمبابي، إن الجيش السوداني واجه خلال الأشهر الأخيرة تحديات كبيرة بسبب القتال في المناطق المأهولة بالمدنيين، مما أدى إلى تأخير الحل العسكري، فيما يسعى الجيش جاهدا لحماية المدنيين والمرافق الحيوية في السودان، خاصة الخاضعة للسيطرة. وقال إن الجيش يلتزم بقواعد الاشتباك في المناطق التي يعيش فيها المدنيون ووفقا لقواعد القانون الدولي.
متى ستنتهي الحرب؟
وحول موعد انتهاء الحرب في السودان، قال القرني إنه من الصعب تحديد موعد انتهاء الحرب في السودان لعدة أسباب. السبب الأول هو أن قوات الدعم السريع لا تزال تسيطر على مدن مهمة واستراتيجية في السودان، خاصة في المنطقة الغربية، مثل حصار مدينة الفاشر التي تعد من المدن ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة.
أما الاعتبار الثاني فهو تمسك الطرفين المتحاربين، أي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بفكرة المعادلة الصفرية، والتي تقوم على قيام كل طرف بمحاولة كسب جولات الصراع وتحقيق النصر لصالحه. وهو ما يوحي بعدم وجود أي مؤشر على تقديم أي تنازلات من أي من الطرفين أو العودة إلى طاولة المفاوضات.